علي القيسي
مشاعر وعواطف طفولية تجتاحني، كلما جاء شهر رمضان، الذاكرة تعود بي الى رمضان زمان .. واجتماع الاسرة حول مائدة الافطار، في جوء من المحبة والالفة والايمان، فالنفوس مطمئنة والقلوب عامرة بالمحبة، والارواح محلقة بالشفافية والصفاء .. كان لرمضان حضور ونكهة وطعم متميز، حيث راحة البال واطمئنان القلب .. وصفاء الروح، وهدوء النفس، فلا خوف وتوتر وقلق ولا هموم وانشغال البال والاحوال كما في هذه الايام، ولا تزاحم محموم وصراع على الحياة .. ولا مشاهدة صور الموت والعذاب والدماء على شاشات الفضائيات والاخبار ولا سماع القصص الغريبة والعجيبة عن ما يحدث بيننا وحولنا في هذه المعمورة .. من حقد وخيانة وتوحش وانحطاط وابتذال وتهتك وقساوة ولؤم وصراع على الحياة الفانية .. كان الماضي احلى ان كان في رمضان او في غيره من شهور وايام السنة .. فالماضي في بعده الزماني والمكاني وذكرياته الحلوة يعكس كم كنا سعداء واناسا حقيقيين لم تلوثنا الحضارة المادية والتكنولوجية، بعد .. كنا نحب بعضنا بعضا .. دون مصالح وغايات واهداف كان للواحد منا وجها واحدا، ولسانا واحدا، وكلمة واحدة .. لم يكن حجم الكذب بهذا المستوى والخطورة .. ولم يكن النفاق موجودا وشائعا، ولا الانانية والفردية وحب الذات بهذا الجنون ...! كان الناس في الماضي اسوياء وعقلاء ورحماء .. يسعدهم عمل الخير وتقوى الله