رمضان رواشدة
أظهرت نتائج التوجيهي تفوق عدد كبير من الطلبة بعلامات عالية وقد قيل أن من حصلوا على معدل فوق 90 بلغ 12 ألف طالب وهذا رقم كبير ومميز في تاريخ العملية التربوية وبغض النظر عن الأرقام فلدينا طلبة متفوقون سيذهبون إلى الجامعات في تخصصات مختلفة دون أن يجدوا من يرعاهم.
وفي نفس الوقت تخرج جامعاتنا الأردنية كل سنة عدداً كبيراً من الأوائل على تخصصاتهم في كل المجالات العلمية والأدبية وغيرها، وهؤلاء سيذهبون إما لسوق العمل أو لمتابعة دراساتهم العلمية والحصول على شهادات عليا وهم أيضاً لا يجدون من يتابعهم ويرعاهم.
لقد تأسست عدة مدارس لتدريس النخبة من الطلبة والمتميزين بادائهم العلمي ومن هذه المدارس مدرسة «اليوبيل» التي تاخذ الطلبة المتميزين في المدارس من الصف التاسع والعاشر وتواصل معهم مسيرتهم التعليمية إلى أن يتخرجوا من المدرسة. وتقيم المدرسة لقاء سنويا للخريجين من طلبتها والذين أصبحوا في مجال المهن والأعمال المختلفة. ولكن ذلك ليس بكاف إذ يتطلب الأمر متابعتهم مؤسسياً لإشراكهم في الحياة العامة ومتابعة تحصيلهم العلمي والمهني وتوفير فرص العمل أمامهم.
وفي السنوات الأخيرة تم تأسيس مدارس الملك عبدالله الثاني للتميز وهي للطلبة المتميزين في تحصيلهم العلمي وقد أظهر طلبتها تقدماً كبيراً في تحصليهم العلمي ونتائجهم في «التوجيهي» وهي مثل «اليوبيل» تنتهي مهمتها بتخريج الطلبة من المنتسبين إليها.
ما أطالب به هو وجود هيئة أو مؤسسة ترعى خريجي التوجيهي والجامعات بعد تخرجهم وتلتقي بهم مراراً، وتوجههم إلى العمل الأكاديمي والمهني والعلمي وتتابعهم حتى بعد أن يتخرجوا ويدخلوا إلى سوق العمل، وتنتقي منهم من هو قادر على تحقيق التميز في مجالات عمله وتبعث بهم إلى تحصيل علمي أعلى وتعيدهم إلى مواقع مؤهلة يستطيعون من خلالها تقديم خبراتهم الدراسية في هذه المجالات.
وأظن أن مؤسسة ولي العهد هي المؤسسة الوحيدة الآن القادرة على اداء مثل هذه المهمة ويمكن من خلالها تأسيس وحدة متخصصة لمتابعة خريجي الجامعات المتميزين وخريجي «التوجيهي» الأوائل وابتعاثهم في تخصصات نادرة يحتاجها الأردن مستقبلاً وتهيئتهم التهيئة المميزة ليقودوا في المستقبل مؤسسات البلد ويستطيعوا أن يكونوا قادة المستقبل.
إن مؤسسة مثل مؤسسة ولي العهد بما لديها من إمكانيات ومتابعة من ولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، يمكن أن تلعب دوراً في بناء الشخصيات المتميزة أكاديمياً وصقل تجربتهم من خلال إيفادهم إلى دول متقدمة لينهلوا من العلم والتجربة المميزة في أوروبا وأميركا، وإن اختلاطهم بكبار العلماء في المراكز العلمية المتقدمة سيؤهلهم مستقبلاً أن يكونوا من صناع القرار.
لا بد من الأخذ بيد الأوائل والمتميزين في مجالات العلوم والآداب والفنون والاقتصاد وإلا فإن جهودنا التربوية ستكون مبعثرة ولن نرى لها نتائج مستقبلاً.