باسم سكجها
لا العجب، ولا الصيام في رجب!
علينا أن نعترف بأنّنا ناس لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب، فلو قالت الأخبار إنّ الشمس تُشرق من الشرق، لوجدنا أنّ هناك من يُشكّك مقدِّماً نظريات مختلفة، والعكس بالطبع صحيح، فثمّة من سيتبنّى لمجرّد المناكفة، وهذا ما نحن عليه منذ زمن، ولا نملك له تفسيراً!
في مثل هذه الأيام، وكلّ سنة، يُثار في الاردن جدل واسع حول نتائج التوجيهي، وكثيراً ما كنّا نقرأ ونسمع عن تصعيب الأمور على الطلبة، وأنّ هناك مؤامرات لصالح أحد ما أو مجموعة ما، أو جامعات ما، بحيث تنزل معدّلات الشباب والشابات لسبب أمر في نفس يعقوب، واليوم نسمع ونقرأ العكس، فالتسهيل على الطلاب والطالبات بلغ مبلغ الوصول إلى العلامة الكاملة!
نفهم أنّ الناس تغضب للسبب الأوّل، فقد شهدنا الكثير من حالات ومحاولات الانتحار لسبب الرعب الذي يأتي مع الامتحان ومع نتيجته، ولكنّنا لا نفهم هذه الغضبة المفزعة من أنّ العلامات كانت جيدة، وأنّ هناك طالباً حصل على العلامة الكاملة لأوّل مرة في تاريخ البلاد؟
قرأت بالأمس منشوراً مليئاً بالاخطاء الإملائية والنحوية والمعلوماتية يستهجن هذه النتائج، ويكاد يتهمّ الحكومة بأنّها أعطت تلك العلامة الكاملة لذلك الطالب المحترم لسبب زيادة “شعبويتها”، وظننتُ أنّ الكاتب عبقريّ يعرف ما لا نعرفه، ولكنّ لغته ومعلوماته فضحته بأنّه هو الذي يبحث عن الشعبية، والغريب أنّه شكّك بالعلامة التي لا يمكن أن تكون كاملة في “اللغة العربية”!
إلى الذين شكّكوا في “العلامة الكاملة” لإبننا أحمد أن يلجأوا إلى قانون الحصول على المعلومات، وأن يدقّقوا في النتيجة بعد فتح الأوراق وهذا من حقّهم، لكنّ ليس من حقّهم أن يسحبوا منّا فرحنا بأنّ هناك أردنياً حصل على العلامة الكاملة، وهناك أردنيين وصلوا إلى ما يقترب منها ولو بعُشر الألف، ومبروك للناجحين، وللحديث بقية!