محمد طالب عبيدات
حدّثني صديق عزيز ومسؤول سابق و "مخلص" عن مفارقة عجيبة حدثت معه. فإبّان توليه للمسؤولية تُوفّى أباه رحمه الله تعالى فحضر كل الناس لبيت العزاء وإمتلأت الشوارع والأزقة وغصّ ديوان العزاء بالمعزين من كلّ حدب وصوب. وبعد أسبوع أُحيل على التقاعد وقدّر الله تعالى أن توفّت والدته بعد ذلك بأيام لكن المفارقة العجيبة كانت بأن الشوارع كانت فارغة من السيارات وديوان العزاء خاوٍ على عروشه وأعداد المعزين قليل جداً. فكان من حَضَر هم الأصحاب الحقيقيين
الحكمة: مَن حضر للعزاء والمسؤول على الكرسي فقد حضر لعزاء الكرسي وليس الشخص، ومَنْ حضر للعزاء والمسؤول متقاعد وليس على الكرسي فقد حضر حباً وإحتراماً للشخص نفسه! وأعلم أن أي مسؤول محترم له صداقات تبقى مدى العمر
العبرة: النفاق الإجتماعي بإطّراد ونعيش زمان تدني أو حتى إنقراض منظومة القيم
2) الكل يُدعى لأكثر من مناسبة أفراح بيد أنه يلبي جزءاً منها وكأنها "فرض كفاية"، لكن مناسبات الأتراح تلبيتها واجب وكأنها "فرض عين"
الحكمة: الناس لا تنسى من واساها ومن لم يواسها في أتراحها ولكنها لا تأبه لمن حضر بأفراحها لأن الحضور كُثر
3) أنا شخصياً كنت أدعو الله مخلصاً أن لا أرى مكروهاً بعزيز إبان إستلامي للوزارة كي لا أرى منافقاً في أتراحي أو أفراحي فاستجاب الله تعالى لأمري والحمد لله تعالى