ربى العطار
قبل عقدين من الزمن، انطلقت نجمة الشاهد في سماء الصحافة المطبوعة، فكانت نبراساً أضاء طريق الكلمة الجريئة والصادقة التي لا تخشى في الحق لومة لائم، فتربعت على عرش الصحف الأسبوعية كجريدة واسعة الانتشار ومنوعة المواضيع .
وفي الوقت الذي كانت الصحافة تعتبر فيه السلطة الرابعة، كانت الشاهد ولا زالت تمارس دورها في متابعة القضايا والأحداث التي تمس حياة المواطن الأردني، وترصد كل ما أمكنها رصده من تجاوزات وشبهات فساد بصوت مسموع وواثق ، فتثبت بأنها الأولى في جرأة الطرح المسؤول والملتزم الذي يحتكم للضوابط، محلقة إلى عنان السماء حيث سقف حرية الكلمة.
توالى على رئاسة تحرير الشاهد نخبة من الصحفيين المحترفين، تركوا بصمات واضحة تثبت بأن الشاهد لا تقبل إلا بالأفضل، إلى جانب مجموعة متميزة من المحررين والفنيين أسسوا لقاعدة هرم كبير وراسخ، ووقفوا معها في محنتها عندما تعرضت لمحاولات التضييق من قبل عدة جهات كان يزعجها صدق الكلمة .
لم يكن الانجاز نموذجيا لولا وجود ادارة ذكية وناجحة، فقبطان جريدة الشاهد الاستاذ صخر أبو عنزة ، عبر بها على مدى عشرين عاماً رغم الأمواج المضطربة وصعوبة الموقف، ولا يزال يعتبرها الأولوية في النجاة من هذا المحيط المحفوف بالمخاطر والذي لوثته صفحات الإعلام المصطنعه على مواقع التواصل الاجتماعي وساهمت في تهديد مصير الصحافة المطبوعة.
وحتى يستمر حضور الشاهد ويواكب التطور التكنولوجي ويلبي الحاجة في سرعة نقل الحدث، دشنت موقعها الالكتروني الذي انتهج نفس النهج في نقل الخبر الصحيح .
ستبقى الشاهد بإذن الله، مضيئة حاضرة، حتى تحقق يوبيلها الفضي والذهبي، وسيبقى احتراف نقل الخبر ومتابعة الاحداث والقضايا المحلية أسلوب عمل، ثابتين معها على المباديء والمواقف الثابته التي لا تغيرها حملات التشكيك والتضييق.