نظيرة السيد
كان جلالة الملك حفظه الله بين الفينة والاخرى يفاجئنا بزيارات ميدانية لمؤسسات الدولة وتأتي هذه الزيارات في توقيت وظروف حرجة ووضع يتطلب من كل الجهات المعنية واولها الحكومة التدخل للتغلب على هذه الظروف ومحاولة وضع الامور في نصابها وايجاد الحلول الكفيلة بتحقيق استقرار وجو مطمئن للمواطن الذي هو اول من يعاني جراء سوء الاحوال سواء كانت السياسية او الاقتصادية المعيشية. من المفروض بل من الطبيعي ان تكون الحكومة المسؤولة عن كل ما يحدث من تغيرات او خطط طارئة وهذا يعني انها هي التي عليها ان تجد الحلول وتراقب وتعمل بكل طاقمها من اجل التغلب على كافة المعضلات او على الاقل محاولة ايجاد حلول مؤقتة، الى ان يأتي الفرج وتتغير الاوضاع لكن ما يجري هو عكس ذلك لان حكومتنا الرشيدة تراقب وتشاهد عن بعد كل ما يحدث الى ان تتفاقم المشكلة، واكبر دليل على ذلك قانون حماية المستهلك الذي نسمع ونعرف بوجوده منذ سنوات والمفروض انها الاهم في حياتنا وتعني كل مواطن اردني يمكن ان يتضرر او يكون قد تضرر جراء رفع والتلاعب بها. نوابنا الافاضل ايضا جاءوا على كل القضايا اثناء مناقشتهم لموازنة الدولة لكننا لم نسمع احدا منهم يهتم او يقول حرفا عن قانون حماية المستهلك اين هو والذي كان يجب ان يأخذ مساحة كبيرة من البحث والنقاش وتسليط الضوء عليه، لان المواطن الذي انتخبهم وضع ثقته بهم وهم نسوا او تناسوا بدورهم قضاياه والتفتوا الى امور اخرى ربما تكون مهمة ونحن لا يمكن ان نقول عكس ذلك لكن حياة المواطن وقوت يومه اهم. ومن هنا يجب ان ينطلق النواب لان تحسين مستوى معيشة المواطن بالتأكيد تنعكس ايجابا على الوضع الاجتماعي والاقتصادي في البلد. اما حماية المستهلك التي صمتت كل هذه المدة ولم تسمعنا صوتها الا نادرا وحين تحس بالخطر وسمعت اصواتا اعلى منها تنادي بضرورة تفعيل هذا القانون ورفع الظلم عن المواطن، وحمايته من غول رفع الاسعار الذي يواجهه دون رحمة او شفقة، وحماية المستهلك تتحمل المسؤولية وكان يجب ان لا تنتظر وتتدخل وتراقب وتعرف احوال المواطن وان تبادر ايضا ولا تكتفي بالندب والشجب وترك الامور هكذا دون اهتمام الى ان يطال جميع مقومات حياتنا وتبدأ الحكومة ومن ثم التجار بالتجبر والتعنت ورفع الاسعار على هواهم والحجة عندهم دائما موجودة ولكن لو كان هناك قانون يردعهم لوضعت الامور في نصابها وعرفت كل جهة ما لها من حقوق وما عليها من واجبات وان لا تأخذنا الهمة والحمية بعد فوات الاوان ونكون مثل جمعية حماية المستهلك بحاجة لمن يحميها.