كتب / د. محمد أبو بكر
في تسعينيات القرن الماضي ، ازدهرت الصحافة الأسبوعية في الأردن بصورة لم يسبق لها مثيل ، وكانت محطّ أنظار الجميع ، الذين كانوا يتسابقون لشرائها وتصفحّها بنهم وإقبال لم نعد نجده اليوم ، بالطبع ، لأسباب كثيرة .
في تلك السنوات ؛ عشنا فترة مريحة من الحريات الصحفية ، لقد تجاوزت الصحافة الأسبوعية في ذلك الوقت نظيرتها اليومية ، التي كان ينظر إليها على أنّها تعبّر عن رأي الحكومات ، في حين أن المواطن إذا ما أراد البحث عن أخبار مختلفة وربما الخفايا والأسرار ، وكذلك الأخبار المثيرة ، فكان يلجأ إلى الصحافة الأسبوعية مثل شيحان ، البلاد ، المجد ، الساخرة عبد ربه وكذلك الحدث وغيرها مما صدر في تلك الفترة .
ولأسباب متعددة ؛ اندثرت غالبية هذه الصحف ، التي كانت تؤرّق الحكومات والمسؤولين ، وفي غفلة من الزمن جاء من رحم الصحافة الاسبوعية شخص اسمه صخر أبو عنزة ، حيث طرق هذا الباب بقوة ، فأصدر الشاهد الأسبوعية في ظلّ استغراب ودهشة الكثيرين الذين وجدوا في خطوته مغامرة غير محسوبة ، وتوقّعوا أن لا تستمر الشاهد وتسير على درب من سبقها في الأفول والغياب.
لم يكن أبو عنزة يريد الشاهد وحيدة دون رفيق ، فقد كان يبحث عمّا هو أبعد من ذلك ، من خلال العمل على إنشاء مؤسسة إعلامية كبيرة تأخذ مكانها الذي يليق بها ، فأصدر الملاعب الرياضية والصياد والجزيرة ، ثمّ جاءت مرحلة المواقع الإخبارية الألكترونية ، لم يتأخر لحظة ، فأصدر وكالة رم الإخبارية والرأي نيوز وموقع الميدان سبورت وموقع صحيفتي الشاهد والملاعب .
عشرون عاما ؛ وما زال صخر أبو عنزة يرغب بالمزيد ، إصرار عجيب وتحد قلّ نظيره في عالم الإعلام والصحافة الأردنية ، ورغم ما واجهه ( أبو معاذ ) طيلة هذه السنوات من مخاطر وتحديات وظروف ومصاعب ومؤامرات وصولا لدخوله السجن ، إلّا أنّه يقول دوما .. ما زلنا في بداية الطريق ، المسيرة مستمرة ، ولن نتوقف أبدا .
عشرون عاما مرّت على إصدار الشاهد ، ما زالت شامخة ، مستمرة ، تسير وفق ما هو مخطط لها ، لا تكلّ ولا تمل ، وتقول .. هل من مزيد ؟
وما أعرفه اليوم ؛ أنّ الحبيب صخر أبو عنزة ينوي القيام بما هو أبعد من ذلك ، لقد اختار هذا الطريق الشائك ، الذي يشعر فيه بمتعة لا تضاهيها متعة ، ورغم أنّ الشيب قد غزا معظم شعر رأسه ، إلّا أنّه مازال في ريعان شبابه الصحفي والإعلامي ، فمثل هذا الطريق يحتاج للتحمّل والصبر والجلد ، وعدم التراخي أو النكوص .
الشاهد ؛ باتت شاهدا على حقبة زمنية من تاريخ الأردن تمتدّ لعقدين من الزمن ، هاهي تسير إلى الأمام بثبات ورسوخ ، حاملة لواء الدفاع عن الوطن وأهله الطيبين ، ومؤكّدة علوّ كعبها وقدرتها على التحدي والصمود ، وكلّ ذلك بجهود شخص أراد للشاهد أن تبقى شاهدا على كل المراحل ، ونذيرا لاولئك الذين يضمرون شرّا ، فهي لهم بالمرصاد دوما .
لأخي أبو معاذ .. صخر أبو عنزة ، ولكلّ من ساهم في رفعتها وتطورها على مدى العشرين عاما الماضية ، كلّ التقدير والإحترام والإفتخار .. سيروا على درب الحق والصواب ، ولا تحيدوا عنه أبدا ، وثقوا تماما بأنّ الشاهد ورفيقاتها في هذه المؤسسة الرائعة سوف تستمر في التقدّم والتألق ما دام هناك شخص يتواجد بين جدرانها ومكاتبها اسمه .. صخر أبو عنزة .