المحامي موسى سمحان الشيخ
التمييز العنصري لدى الكيان الغاصب قديم جدا . هو أقدم تشكيل دولة لكيان انه نظرا لطبيعة وتركيبة المجتمع ذاته فهو مجتمع شتات " من كل قطرة اغني "وهذه " الملمة العنصرية تتحدث عن ذاتها على كافة الصعد السياسية والعسكرية والاجتماعية , انها سمة من سمات هذا الكيان وقد رافقته منذ نشوئه وما زالت تفعل فعلها .
احتجاجات الفلاشا الاخيرة مجرد مؤشر على صراع حاد بين الاشكنازيم والسفارديم من جهة وضمن فلسفة الحقد والعنصرية والكراهية المطلقة ضد اهل البلاد " العرب " وحينما يهتف يهود الفلاشا الغاضبين " الله اكبر وفلسطين حرة " فلانهم يعانون معاناة حقيقة يومية . فهم اهل المهن الدونية بدون منازع وهم ايضا من تغسل البرك من قبل الصهاينة بعد استحمام هؤلاء فيها . الرجل الابيض اولا .
عدة مواقع صهيونية اخبارية واعلامية حذرت من تفكك وتصدع النسيح الاجتماعي بعد احتجاجات الفلاشا الاخيرة وبالمناسبة فقد شهدت دولة الكيان عدة احتجاجات ليهود الفلاشا وسواهم ويهود الفلاشا الذين يشكلون 20% تقريبا من تعداد دولة العدو وقرابة 150 الف شخص جلهم من اثيوبيا حيث يشكل يهود 85 % وغالبيتهم فعليا ليسوا يهودا " بيور " انقياء حسب المسطرة العرقية الصهوينية وضع هؤلاء ووضع اليهود الشرقين غالبا مأساوي ودعك من مقولة دولة العدو واحة الديموقراطية في الشرق الاوسط.
ومؤخرا فقد جرى ابعاد الآف ذوي البشره السوداء وجرى ترحيلهم لبلادهم بعد ان طردوا ونكل بهم .
الفلاشا يحيون في معازل وكانتونات وفي اماكن محددة داخل دولة الكيان . انها مجتمعات القصدير والهاش حيث يتم التزاوج وبنسبة 88% داخل الفلاشا ذاتها . فيما يحصل قرابة 54% من طلاب الفلاشا على شهادة الثانوية , بينما يتأهل قرابة 35 % لدخول الجامعات ضمن شروط تميزية رهيبة وقاسية .
كل الظواهر السلبية التي تشهدها دولة الكيان الغاصب تعود الى طبيعة المجتمع الصهيوني الذي هو عبارة عن " جيش " الكيان جيش من الألف الى الياء هكذا ارادة الغرب الذي غرسه في بلادنا وهكذا ارادته الحركة الصهيونية ضمن توظيف مذهل للتاريخ التوراتي المزيف . وفي هذا الجيش متسع لوظائف عمال نظافة ومهن دونية للفلاشا وسواهم وللعرب من قبلهم النظرة القومية ليهود الفلاشا دمغتهم منذ وصولهم لدولة الكيان في اهم عمليتين في عامي84 في عملية موسى وعام 91 في عملية سليمان . الاضطهاد والفقر والبطالة حول معظم شباب الفلاشا الى العالم السفلي وعالم الاجرام تحديدا حيث تبلغ نسبة المجرمين الجنائين قرابة 40% من مجموع يهود الفلاشا وهذا يفسر لماذا يوجد 60% من ابناء الفلاشا خارج نطاق التعليم المدرسة لان المدراس الحكومية ترفض ان يلتحق بها هؤلاء الطلبة .
الهزة الاخيرة لدولة الكيان الغاصب هزت المجتمع الصهيوني وكشف حجم هشاشته بغض النظر عن مظاهر القوه لديه . فما زاد الطين بلة ان دولة الكيان على ابواب انتخابات نيابية مقبلة حساسة جدا بالنسبة لنتنياهو واليمين عامة لذلك حاول " النتن " اطفاء هذا الحريق الهائل بكل ثقله وثقل اجهزته وسيعود الفلاشا مجددا الى الاحتجاجات