الشاهد - ربى العطار
من المفارقات العجيبة أنه في يوم إطلاق أسطول (باص عمان) يتعطل أحدها، ليعطي الفصل الغاضب على أداء الحكومة مشهدا يزيد من الشعور بعدم الثقة بمشاريع الحكومة.
لن أقول أن (باص عمان) ليس نقلة نوعية لكنه جاء بتوقيت خاطيء، فشوارع عمان حبلى بالتحويلات والحفريات، وجيش التكسي الأصفر يملأ أركان عمان جنبا إلى جنب مع أسطول سيارات الأجرة على نظام التطبيقات الذكية.
إطلاق (باص عمان) لم يأخذ حقه في الترويج اللازم، حتى مسار الباصات تم نشره بعد إطلاق المشروع ولغاية الآن الرؤية بالنسبة لمعظم المواطنين غير واضحة.
تساؤلات عن الالتزام بالتوقيتات ومواعيد الانطلاق والعودة إلى المحطات المخصصة لنقل الركاب، فلماذا لم تنتظر أمانة عمان حتى استكمال البنية التحتية للباص السريع الذي أربك كل المرور في العاصمة المكتظة.
أما عن دعوة المسؤولين لركوب الباصات فأعتقد أن فيه ضرب من المبالغة، لأن المواطنين (لا أعمم) مازالوا لا يثقون بشبكة النقل ومازالوا مجبرين على قيادة مركباتهم للوصول إلى أماكن عملهم، فكيف لمسؤول أن يتنازل عن ذلك بسهوله.
العبرة ليست بالحافلات أو التكاسي، إنما العبرة في القوانين والأنظمة والتعليمات التي مازالت لم تخلق التوافق بين التكاسي الصفراء والنقل بالتطبيقات الذكية، كما أن العبرة في البحث عن حلول الأزمة المرورية المركبة والمعقدة التي جعلت معظم اليوم وقت ذروة.
نتمنى أن يكون لدينا مشاريع نقل تليق باسم عاصمتنا العريقة التي عرفت على مدى التاريخ بأنها نقطة الوصل لطرق التجارة بين الشام والحجاز.
كما نأمل أن تبحث أمانة عمان الكبرى والجهات المعنية في الحكومة إلى تطوير أدوات الترويج الصحيح للمشاريع النوعية حتى لا يضيع المجهود والإنجاز.