موسى سمحان الشيخ
المؤتمر الدولي الذي دعا اليه البيت الابيض في البحرين لبحث الشق الاقتصادي فيما اصطلح على تسميته صفقة القرن سوف لن يتمخض عن أي شيء وفقا للمنطق والمحتوى والظروف التي تحيط به ناهيك عن الزمان والمكان وسيفشل بالضرورة تماما كما فشل مؤتمر وارسو الذي عقد قبل اشهر قليلة وأهم أسباب فشله عدا فراغه من المحتوى السياسي وطرح الاقتصادي كرشوة مجانية رخيصة ممولة من دول الخليج كالعادة في حال تحققها، البحرين هنا حصان طراودة خاسرة في كل الحالات هي ومن يدعمها خليجيا وعربيا ليس فقط لغياب أصحاب الحق الاساسي أعني الفلسطينيين الذين حسموا أمرهم ورفضوا الصفقة والمؤتمر في آن معا.
قبل مؤتمر البحرين (الفالصو) كانت عين واشنطن على ثروات الخليج سواء المودعة لديها أو التي تطمح في امتلاكها وضمن هذا السياق يعمل ترامب وبومبيو وكوشنر وكل اركان ادارته، واشنطن تعرف حق المعرفة ان دول الخليج العربي تملك بالحد الادنى وحسب معهد صناديق الثروة السيادية نحو "40" % من الثروات السيادية في العالم، هذا عدا عن "4" صناديق من أكبر صناديق العملاقة تمكلها دول الخليج بعد الصندوقين الصيني والنرويجي، هذا عدا عن حجم الاستثمارات الخليجية الضخمة والاسطورية في الغرب حيث تشير المجلات الاقتصادية العالمية الى ان الاستثمارات القطرية والسعودية والكويتية والاماراتية تسيطر على 20% من اسهم أهم 50-60 شركة في المانيا وحدها هذا كله ضمن استراتيجية واشنطن الخفية والمعلنة.
أعني افقار دول خليج بمصادرة ثرواتها واخرها صفقة التسليح الاخيرة التي اجبرت السعودية والامارات مؤخرا تحت الخوف والتهديد على شراء اسلحة ب 8 مليارات دولار، التلويح بالمال الممول عربيا بصفقة قرن لم ولن ترى النور هو ما حدث تماما في ظروف مختلفة واكثر مواناة حينما وافقت مصر على صفقة كامب ديفد المذلة ووعدت بمال وفير لم تثمر سوى عن تخريب ووأد الدور المصري سياسيا واقتصاديا ويومها ظهر في مصر مصطلح القطط السمان، فماذا عن قطط البحرين؟؟ لقد قالها الفلسطينيون بالفم الملان المعتدلون منهم والثوار والشعب الفلسطيني برمته، هذه بلادنا ونحن أدرى بمصلحتنا فهل أنتم أولياء أمرنا ؟
وفي الوقت الذي تنهمك فيه مملكة البحرين الشقيقة في التهيئة لانعقاد مؤتمر كوشنر ورهطه تستعد دولة العدو الصهيوني لتطبيق القانون الاسرائيلي على المستوطنات كخطوة اولى تمهيدا لضم الضفة الغربية بالكامل ضمن ظروف مواتية ومع انها خطوة شبه خلافية في الداخل الاسرائيلي الا ان نتنياهو وحلفاءه اليمينيين والمستوطنين مصرون على انجاز الخطوة هذا رغم تحذير بعض الجنرالات والعسكريين الصهاينة على حد قولهم من "فخ الوقوع في براثن يهودا والسامرة" والتي قد تكلف على حد زعمهم وفي الحد الأدنى 52 مليار شيكل سنويا وتضعهم في مواجهة يومية صعبة مع قرابة 2.6 مليون فلسطيني في الضفة الغربية وحدها، عموما سوف يتجاوز الشعب الفلسطيني بارادته الحرة ومقاومته العنيدة كافة المؤامرات وسينجو كعادته.