عبد الله محمد القاق في الوقت الذي تمر به الذكرى ال -71- على النكبة الفلسطينية والتي تمثل مأساة تشريد الشعب الفلسطيني من اراضيه عام 1948 واستمرر ارتكاب الغاصب الاسرائيلي مجازر وجرائم حرب ضد المدن والقرى الفلسطينية لاجبارهم على المغادرة من اراضيهم يتواصل مسلسل الاعتداءات عليهم في مختلف المدن والقرى الفلسطينية وخاصة غزة الصمود بل ويزداد في استباحة المسجد الاقصى المبارك وتهويد مدينة القدس لطمس معالمها، وزيادة المستوطنات بالاراضي الفلسطينية ومحاولة اقتلاع الشعب الفلسطيني من وطنه وارضه عام 1948 بانشاء دولة يهودية. في هذا اليوم المؤلم.. نذكر بكل الحزن والاسى الجريمة النكراء التي ارتكبها الاحتلال الاسرائيلي بحق الفلسطينيين من حيث عمليات القتل والاجرام والابادة وهدم المنازل وحرمانهم من حق العودة، والرفض الشامل للاحتلال للقرارات الدولية الرامية لحل الدولتين باقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف الا ان الفلسطينيين صامدون مكافحون متمسكون بحقوقهم العربية والاسلامية الثابتة في الحق بالتحرر والاستقلال واقامة الدولة والحق الابدي والتاريخي بالعودة الى الدولة الفلسطينية التي هُجِّروا منها بالقوة والارهاب الصهيوني. وفي هذه الذكرى الأليمة نستذكر الشهداء الذين راحوا فداء للوطن ومنهم الجيش العربي الاردني المصطفوي الذي حارب ببسالة في مدينة القدس واللطرون والخليل ووادي الجوز وغيرها من المناطق الفلسطينية والذين سطروا بجهادهم اروع الاعمال للدفاع عن المقدسات الفلسطينية وقدموا تضحيات جُلّى لفلسطين من اجل ابقاء جذوتها حية على مر السنين. ففي هذا اليوم نذكر الجرح الغائر الذي خلفه وعد بلفور وهو وزير الخارجية البريطانية والذي كان يأمل بعد الف عام ان يعود المسيح الى فلسطين ويعيد المحبة والسلام هناك والذي حوله البريطانيون الى واقع اليم يكتوي به كل عربي ويعاني ويلاته اخواننا في فلسطين… تلك النكبة التي حلت بالعرب والفلسطينيين في 15 ايار 1948 والتي لم تترك بيتا من بيوت العرب الا وفيه شاب شهيد او جريح وطفل يتيم وزوجة ارملة وام ثكلى واب مكلوم وملايين الاسر المشردة الحزينة بينما يبتهج العدو الاسرائيلي بمواصلة عدوانه على هذا العب باحتفالات ضخمة يقودها القطعان المستوطنون في مدينة القدس ومناطق شتى من الاراضي المحتلة. ان هذه الذكرى والتي تمر علينا والشعب الفلسطيني ما زال قويا وصامدا تدعونا الى الوقوف بكل ثبات وصلابة واستبسال لكي نذكر الاعداء الاسرائيليين والداعمين لهم من ان ستا وتسعين سنة من الوعد المشؤوم بلفور وخمسا وستين سنة من الاحتلال والاغتصاب للارض لم ولن تُنسي الشعب العربي حقه في العودة الى دياره مهما طال الزمن او قصر.. ولن يهدأ للعرب والمسلمين بال الا باستعادة الاراضي الفلسطينية المحتلة في ضوء ثورات الربيع العربي التي اجتاحت عددا من عواصم الدول العربية وتدعو الى التحرير للاراضي الفلسطينية خاصة وان صدأ الضعف والتخاذل العربي لن يثنيهم عن مواجهة العدوان والاحتلال لا سيما وان امتنا ستظل جذوة من سعير لن يخبو وميضها مهما تعاقبة عليه الحوادث و حاصرته يد الاحتلال الجاثمة على الاراضي الفلسطينية. وهذه الذكرى التي تمر وقلوبنا تعتصر حزنا واسى على الواقع العربي المؤلم وما يحصل في سوريا وفي اليمن ولبييا والعراق والجزائر وتونس وبعض الدول العربية ومواصلة اسرائيل عدوانها على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس وعلى سورية ولبنان وتهديدها بدعم من اميركا لايران واستمرار اضراب اخواننا المساجين في الزنازين الاسرائيلية عن الطعام لرفض الاحتلال الاستجابة لمطالبها الانسانية يؤكد للشعب الفلسطيني ان قضايا الامة العادلة ستتواصل بالانتفاضة من اجل تحرير الوطن من العدوان والحد من الممارسات القمعية الاسرائيلية ضد الاسرى وضرورة تحرك العالم لوقف هذه العمليات التي تستهدف الاسرى وغيرهم الذين يعانون الكثير في مواجهتهم لاسرائيل عبر معركة الامعاء الخاوية والذين لم ترهبهم عمليات التنكيل الاسرائيلية بالمضربين عن الطعام والحاق الاذى بهم تجسيدا لدعمهم لمواقف اخوانهم الاسرى الذين يعانون الكثير في السجون الاسرائيلية من عمليات القمع… ولرفض تطبيق مبادىء حقوق الانسان عليهم. والواقع ان وعد بلفور كان بداية المأساة وجريمة العصر للشعب الفلسطينية والذي جاء على شكل رسالة من وزير خارجية بريطانيا الى روتشيلد منذ ما ينوف عن 96 سنة حيث اعطى وعدا لمن لا يملك ولا يستحق ارضا عربية اسمها فلسطين لشذاذ الآفاق الذين تمكونوا من سلب الاراضي واقامة كيان غاصب لهم عليها خاصة وانه عندما صدر هذا الوعد المشؤوم لم يكن عدد اليهود في فلسطين يزيد عن 5 في المائة من عدد سكانها… لقد كان هذا الوعد بداية جريمة العصر واثارة التظاهرات لمواجهة هذا الكيان العنصري الاحتلالي في الوطن العربي لتقطيع اوصال الامة العربية وفصل مشرقها عن مغربها وتحويل هذا الكيان الى قلعة عسكرية ورأس حربة لخدمة المصالح الامريكية والاوربية. لقد دعمت الولايات المتحدة بشكل واضح وملموس الاعتداءات الاسرائيلية على العرب والمسلمين باسم الحرب على الارهاب حيث وقفت الى جانب الكيان الاسرائيلي في الاعتداء على لبنان وفي شن اعمالها العدوانية الماكرة والغادرة على غزة في كانون الاول عام 2008 واستمراره في الاول من شهررمضان الجاري حيث قوبل هذا العدوان ببسالة المقاومة الفلسطينية ولم تؤدِّ هذه الاعمال والممارسات لمحاكمة قادة اسرائيل امام محاكم جرائم الحرب الدولية. وكلنا يذكر ما آل اليه تقرير المبعوث الدولي غولدستون الذي ادان في بادئ الامر جرائم اسرائيل في غزة ومن ثم عاد عن هذه الادانة بعد الحملة الواسعة والمنظمة ضده بدعم امريكي واسهم في ذلك تنصله عن التقرير الذي كتبه بنفسه الامر الذي دعا العديد من المنظمات الدولية الى اصدار تقارير تؤكد وحشية العدوان الاسرائيلي على غزة وتدين ما ارتكبه المحتلون من اعمال قمعية وتدمير كبير للبنى التحتية وقتل وتشريد الآلاف من المواطنين الفلسطينيين وفقا لتقارير منظمة العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش. والواقع اننا ونحن نستذكر هذه النكبة واثارها وتداعياتها التي دشنت المأساة الحقيقية للشعب الفلسطيني بتشريده الى خارج ارضه عام 1948 وخسارة وطنه لصالح الاحتلال الاسرائيلي الا اننا نؤكد ان الفلسطينيين صامدون في وطنهم مصممون على دحر الاحتلال.. الامر الذي نطالب فيه بضرورة الرد على هذه الاعتداءات والاعمال القمعية الاسرائيلية بضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية التي اصبحت واجبا شرعيا لا بد من تكريسها لتجسيد اهداف وآمال الفلسطينيين في هذه المرحلة الراهنة انطلاقا من الرغبة في التأكيد على كافة الثوابت والحقوق الفلسطينية والعربية والاسلامية لاراضي فلسطين المحتلة ومنها حق العودة. الامل كبير في ان تكون هذه الذكرى حافزا لتوحيد جهود العرب والفلسطينيين لاستعادة الاراضي العربية المحتلة والوقوف صفا واحدا في وجه الاحتلال خاصة وان توحيد الصف العربي سيكون الصخرة التي تتكسر عليها كل احلام الكيان الصهيوني الغاصب.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات
أكتب تعليقا
رد على :
الرد على تعليق
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن
الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين
التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.