شهد العام 2010م بداية الحراك للمعلمين في المملكة وبدأت هذه الإضرابات في محافظات الجنوب وإمتدت لاحقاً لباقي محافظات المملكة للمطالبة بإحياء نقابة المعلمين، وكانت أشكال الاحتجاج خجولة وركزت على التوقف عن التدريس تضمنت مطالب بانشاء نقابة خاصة بالمعلمين ورفع نسبة مكرمة أبناء المعلمين الدارسين في الجامعات الأردنية الى 20% أسوة بالقوات المسلحة الأردنية، وإعادة هيكلة سلم رواتب المعلمين من خلال نظام خاص، ورفع علاوة التعليم الى 150% تحقيقا للعدالة الإجتماعية ، واتخاذ الإجراءات اللازمة المتعلقة بخدمة المعلمين في وزارة التربية و التعليم بحيث لا تتجاوز خدمة المعلم 20 عاما، وتعديل قانون التقاعد للمعلمين الخاضعين لقانون التقاعد المدني بما يكفل إحتساب العلاوات بعد التقاعد، وتعديل شروط منح الدرجات للمعلمين. قام رئيس الوزراء سمير الرفاعي السابق بالإلتقاء آنذاك مع ممثلين عن المعلمين بهدف التباحث معهم في مطالبهم التي أعلنوا عنها وانتهى برفض الحكومة إنشاء نقابة للمعلمين اعتماداً على قرار سابق من المجلس العالي لتفسير الدستور أفتى بعدم جواز إنشاء نقابة للمعلمين.
وبعد مخاض عسير تصعيد في شكل الاحتجاجات الذي تزامن مع (فورة) مايسمى بالربيع العربي، تمت الموافقة على تشكيل نقابة للمعلمين، حيث صدرت الإرادة الملكية السامية بالموافقة على قانون نقابة المعلمين رقم 142011. تم إجراء إنتخابات لنقابة المعلمين في دورتها الأولى عام 2012م وتمخض عنها فوز رئيس اللجنة الوطنية للمطالبة بإحياء النقابة، النائب السابق مصطفى الرواشدة واختياره نقيبا للمعلمين، مع سيطرة كتلة المعلم النقابي على كامل مقاعد مجلس النقابة بالإضافة لمنصب نائب النقيب، مما فتح المجال للحديث عن الابتعاد في الهدف الذي من أجله تم انشاء النقابة من خدمة للمعلمين إلى مكان لممارسة العمل السياسي باستغلال العدد الكبير من المعلمين كشريحة موظفين واسعة، بعد ما أثير حول توجهات تيار المعلم النقابي بأنها تتبع للحركة الإسلامية.
في عام 2014م تم اجراء انتخابات الدورة الثانية والتي اسفرت عن فوز الدكتور حسام مشة كنقيب للمعلمين مما أثار ردود فعل واسعة حول سيطرة الإسلاميين مجدداً على النقابة والمضي في تسييس شؤونها. في عام 2016م ، تم اجراء انتخابات الدورة الثالثة والتي أسفرت نتائجها عن كسر احتكار الاسلاميين للنقابة الفتية، وتم اختيار باسل فريحات كنقيب للمعلمين خلفاً لحسام مشه، حيث شهدت هذه الفترة إقرار نظام مزاولة المهنة (المسار المهني) الذي يلقى رفضاً واسعا عند المعلمين.
انتخابات الدورة الدورة الرابعة ما لوحظ على هذه الانتخابات أنها كانت مسبوقة بزخم هائل من عدد الصفحات والمجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي قامت مجموعات متفرقة من المعلمين بانشائها للتعبير عن مطالبهم وابداء رأيهم في نقابتهم، بالاضافة للنقاش عن اجراءات وزارة التربية والتعليم وموقف النقابة منها، كما كان هناك مجموعات تخصصت في تحليل انتخابات النقابة قبل واثناء وبعد اجرائها. الانتخابات جرت على 3 مراحل ، الأولى كانت لاختيار ممثلي المقاعد الفردية والقوائم، والمرحلة الثانية لاختيار الهيئة الادارية لفروع المحافظات ، والمرحلة الثالثة كانت لاختيار مجلس النقابة، وقبل انتخابات مجلس نقابة المعلمين، نفذ المعلمون سلسة وقفات احتجاجية أمام مديريات التربية في المحافظات للمطالبة بالغاء نظام المسار المهني، وعدة مطالبات أخرى تتعلق بالتأمين الصحي والعلاوات.
كما شهدت مرحلة التحضيرات للمرحلة الثالثة من الانتخابات عدة مفاجآت ، حيث اجتمع أعضاء (التيار الثالث النقابي) في منزل المرشح لنقيب المعلمين موسى المحارمة الذي أعلن انسحابه لصالح زميله المعلم غالب المشاقبة، وفي اليوم التالي اجتمع ممثلو أعضاء (التيار الثالث النقابي) مع ممثلي أعضاء (تيار المعلم النقابي) وتم الاتفاق فيما بينهم على تشكيل (قائمة التوافق)، والتي كان المرشح لنقيب المعلمين فيها الدكتور احمد الحجايا،
أجريت الانتخابات لمجلس نقابة المعلمين يوم السبت الماضي في نادي معلمي عمان واسفرت عن النتائج التالية : فوز الدكتور أحمد الحجايا بمركز النقيب بـ88 صوتًا. وفاز الدكتور ناصر النواصرة بمركز نائب النقيب بـ94 صوتًا. كما فاز التالية أسماؤهم بمركز عضو مجلس: غالب خلف منصور أبو قديس ممثلا عن محافظة عمان بـواقع (97) صوتا نضال سليمان عواد الحيصة ممثلا عن محافظة مادبا بـواقع (92) صوتا نورالدين نديم أحمد يوسف ممثلا عن محافظة الزرقاء بـواقع (89) صوتا كفاح عبدالله سليمان فرحان ممثلا عن محافظة البلقاء بـواقع (100) صوتا معتصم حسين عبدالرحمن بشتاوي ممثلا عن محافظة إربد بـواقع (85) صوتا فراس عواد شتيوي السرحان ممثلا عن محافظة المفرق بـواقع (86) صوتا باسل حمد محمود الحروب ممثلا عن محافظة الكرك بـواقع (94) صوتا سلمان فرحان جابر المهايرة ممثلا عن محافظة الطفيلة بـواقع (81) صوتا ابراهيم شاكر خلف عساف ممثلا عن محافظة معان بـواقع (93) صوتا عبدالسلام حسن موسى عياصرة ممثلا عن محافظة جرش بـواقع (118) صوتا مصطفى أحمد مصطفى عنانبة ممثلا عن محافظة عجلون بـواقع (85) صوتا إياد يوسف محمد البستنجي ممثلا عن محافظة العقبة بـواقع (95) صوتا.
بصرف النظر عن الجو العام للانتخابات الذي كان مشحونا وغاضباً، فإن مسار نقابة المعلمين يسير على نحو مقلق بالنسبة للمعلمين، مع اعتراضات على تعاميم وزارة التربية والتعليم فيما يتعلق بتقييم الأداء، والمسار المهني، بالاضافة من التخوف للدخول في سجالات جديدة بسبب عودة الحديث عن تسييس النقابة، مما سيؤدي إلى وجود مبررات عند الحكومة للتضييق على نشاطات النقابة .
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات
أكتب تعليقا
رد على :
الرد على تعليق
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن
الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين
التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.