راكان قداح


تعتبر منطقة راجب في محافظة عجلون نموذجا في روعة المكان حيث المناطق الخلابة الغنية بالشلالات والاودية الطبيعية الساحرة والتي تشهد في هذه الايام حركة سياحية نشطة نظرا لما تتمتع به هذه المنطقة من دفء بعد فصل شتاء بارد ، كما تعتبر راجب نقطة جذب لهواة سياحة المغامرات والإنزال الجبلي التي ينفذها العديد من اصحاب المبادرات والمتطوعين والمهتمين بالشأن السياحي .
الا انها وبذات الوقت تعاني من افتقارها لخدمات البنى التحتية على الرغم من المقومات السياحية والطبيعية والشلالات التي تزخر بها ما يستدعي من الجهات المعنية توفير خدمات البنى التحتية وتأهيل الطرق التي تعاني الضيق والتصدعات .
وطالب عدد من ابناء البلدة ضرورة ايلاء المنطقة اولوية في تنفيذ خدمات البنى التحتية من اجل ان تصبح نقطة جذب سياحية وزراعية تعود بالنفع على الاقتصاد الوطني والحد من ارتفاع البطالة المنتشرة في صفوف ابناء البلدة بتوفير الخدمات اللازمة من صرف صحي ومرافق عامة وابراز الجوانب الجمالية بما يناسب واقعها السياحي والتنموي، معبرين عن مدى استيائهم من تدني مستوى الخدمات رغم المطالبات المتكررة بتأهيل المنطقة التي تتوفر فيها عدد من المناطق الاثرية منها دير مسمار والمربة والخرابة بالاضافة الى توفر طواحين المياه القديمة المحاذية للوادي والشلالات.
وحث رئيس جمعية البيئة الاردنية الصحفي علي فريحات وزارة السياحة على ضرورة استغلال بلدة راجب التي تتمتع بميزات طبيعية وبيئية وسياحية نظرا لما تحتويه من شلالات وخضرة والتي تحتاج الى مزيد من الخدمات ومن أبرزها البنى التحتية والانارة والتي تساهم في تنشيط الحركة السياحية واطالة مدة اقامة الزائر. مشيرا الى أهمية وضع منطقة راجب على الخارطة السياحية لتحسين الواقع السياحي من خلال توثيق إرث البلدة بشكل علمي وتوظيفه لجذب الزوار، مبينا ان وزارة السياحة رصدت في وقت سابق 250 الف دينار الا انه لم يصرف منها شيء حتى الآن ولم يتم تنفيذ أي مشروع سياحي في المنطقة .

وقال فريحات ان الجمعية نفذت العديد من حملات النظافة ضمن مبادرتها سياحتنا عنوان ثروتنا وبيئتنا من اجل تعزيز الحس بالمحافظة على نظافة المواقع السياحية واهمية توفير الخدمات اللازمة مطالبا باهمية استثمار سياحة المغامرات كون المنطقة يحيطها الجبال والاودية والشلالات وتشجع على تنفيذ مثل هذه السياحات والانزالات الجبلية .

وانتقد المواطنون محمد فريحات وعلي الفندي واحمد عنانزة ومصطفى فريحات تأخر البلدية عن صيانة الشوارع الداخلية في المنطقة التي مضى على تعبيد بعضها سنوات طويلة الامر الذي يتسبب بالحاق الاضرار بمركباتهم بسبب ترديها وكثرة الحفر والتصدعات فيها، مطالبين بضرورة ايلاء المنطقة اهمية وتوفير الخدمات اللازمة للمتنزهين من وسائل الراحة والامان والمقاعد والالعاب الترفيهية للاطفال والمرافق الصحية من اجل تشجيع اقامة المشاريع السياحية التي تعود بالنفع والفائدة على اصحاب هذه المشاريع وأسرهم مطالبين وزارة السياحة بالعمل على توفير المشاريع السياحية والمنح التي ستساهم في توفير فرص العمل لابناء البلدة والتخفيف من حدة الفقر والبطالة وتطوير المنتج السياحي المحلي من خلال استغلال منتجات البلدة وتحسين عائد الاسر.
واكد مدير سياحة عجلون محمد الديك على اهمية منطقة راجب السياحية والاثرية التي تم وضعها ضمن المسارات السياحية بالاضافة الى التنسيق مع مديرية الاشغال من اجل تحسين واقع الطرق التي تربط البلدة بالمواقع الاثرية والسياحية، مشيرا الى انه سيتم التنسيق مع الوزارة لوضع المنطقة ضمن اولويات خطتها الرامية لتنظيم الزيارات والافواج السياحية للمنطقة مشيرا الى حرص الوزارة على الاهتمام بالاماكن السياحية وتشجيع الاستثمارات حيث تم العمل مع مجلس المحافظة لتخصيص مبلغ 710 الاف دينار لتطوير المنتج السياحي والمسارات والتأهيل والتدريب على الحرف اليدوية وتركيب اللوحات الارشادية من أجل تطوير السياحة.

بدوره قال رئيس مجلس محافظة عجلون الدكتور محمد نور الصمادي إن منطقة راجب تعد على سلم الأولويات لتنشيط السياحة فيها وإيجاد بنية تحتية كونها جاذبة للسياحة ويوجد فيها ميزات طبيعية منها الشلالات والمناطق الزراعية والبساتين حيث أن المجلس أدرج ضمن خطته مشاريع مقترحة لتنفيذها في المنطقة.

وأضاف انه تم تخصيص حوالي 50 ألف دينار لإقامة مشروع سياحي في راجب ويتم العمل حاليا على عمل دراسة لتوفير مساحة لا تقل عن عشرة دونمات والعمل لمراجعة الجهات المسؤولة للحصول على قطعة أرض.
وبين انه تم إدراج طريق راجب – دحوس – طريق كفرنجة الأغوار لإيجاد مبالغ مالية لتأهيل الطريق ولغاية الان لا يوجد مخصصات لها الا من خلال إجراء مناقلات غير مصروفة لتخصيص تكلفة المشروع التي تقدر بحوالي نصف مليون دينارحيث سيتم صيانة هذه الطريق على مرحلتين، مرحلة في حال توفرت المخصصات خلال العام الحالي والثانية خلال الأعوام المقبلة.
وأكد الصمادي أن المجلس يواجه عائق عدم التمكن من شراء الأراضي لإقامة مشاريع وسيتم بحثها مع الجهات المعنية منها وزارتي الزراعة والمالية للخروج إلى آلية عمل لإعطاء الصلاحية في حال شراء الأراضي من قبل مجلس المحافظة.
وتقع منطقة راجب في لواء كفرنجة غربي محافظة عجلون ، يمتد وادي المنطقة من نبع راجب إلى منطفة الأغوار غرب الأردن، تتمتع المنطقة التي يوجد فيها وادي راجب بمناظر جميلة إذ تعد تلك المنطقة من الاماكن السياحية الطبيعية.

ويعد هذا الوادي بمكوناته جاذبا للسياحة خصوصا في الربيع عندما تتفتح أزهار أشجار المشمش ونوار طلع الزيتون وأزهار الدفلى.
وتشير التنقيبات الأثرية القريبة من الوادي إلى ان الإنسان سكنه منذ آلاف السنين، كما اكتشفت بعض الأرضيات الفسيفسائية والحجارة الأثرية التي ترك عليها الإنسان بصماته ونقوشه إضافة إلى بعض الآثار التي ما زالت ماثلة إلى يومنا هذا والمتمثلة بالطواحين القديمة وتوفر عدد من المواقع الأثرية.