الشاهد -
خلال لقائه ابناء معان وفي تصريح خاص لمندوب الشاهد
النظرة الوظيفية ليست نظرة معطاءة ونحن يحاجة الى قاعدة انتاجية
غرف الصناعة والتجارة غرف منتخبة وعليها تحمل واجباتها
الشاهد– جواد الخضري
أكد سمو الامير الحسن بن طلال على أن التواصل الأخلاقي من المشرق الى المغرب أمر يتحلى به من يدرس التاريخ ومن يعرف التقاليد والاصول وذلك خلال لقاء سموه أبناء مدينة معان بمضارب آل خطاب وبدعوة من وزير الزراعة الحالي احمد آل خطاب وبحضور جمع غفير من أبناء المحافظة من بادية وريف وحضر .
وأضاف سموه في حديثه على أن الانتاج الأهم هو المحافظة على كرامة الانسان والخلق السوي الذي يعتبر أن الكرامة هي أساس كل شيء في الوجود أما التنمية في العطاء الموزون , كما أعاد سموه التركيز على أن المعادن الاستخراجية من فوسفات وبوتاس والمشتقات ومشاريع السكك الحديدية هي من توابع الصناعة الاستخراجية للتربة وبحسب تصور سموه أن هذا كله جدير بأن تتعامل المدارس والجامعات مع هذه المعطيات من خلال التدريب وتخريج الكفاءات ضمن مفهوم ومعطيات التنمية في الجنوب والذي كان في يوم من ألايام جنوب واحد وأصبح اليوم أربع محافظات وأن ذلك كان من منظور إنمائي واحد , ومعان من حقها أن تطمح لأن تكون ممرا لما يخدم التنمية والنماء والانتماء .
ودعا سموه الى مزيد من الصدق وهدوء الاعصاب في قبول الرأي الاخر ملمحا الى ما حصل قبل فترة من عراك على إحدى الفضائيات المحلية بين نائبين , وأبدى سموه أسفه على إنحسار مجالس الادب داعيا أيضا الى عودة البيوتات التي تتناول الصالح العام كما هي الآن بيوتات المناسبات والافراح والاتراح وتتجاوز قضية " ألأنا" إن وجدت للحديث عن قضية نحن / نحن الاردن .
وخلال اللقاء تحدث سمو الامير الحسن وحصريا لصحيفة الشاهد ووكالة رم للأنباء حول شمولية الاصلاح السياسي والاقتصادي الذي أصبح الجميع يسعى اليه قال سموه :
أن على المجتمع المدني ومن منطلقه لابد أن يتحمل واجباته مشاركة مع الاضلاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية إضافة طبعا الى ممارسة حقوقه , فعندما نتحدث عن الاصلاح التربوي لابد وأن يكون هناك جسر ما بين التعليم وفرص العمل في السوق وهناك دراسات عديدة موضحا سموه أن المسألة تتطلب إرادة ونطاق اجتماعي ما بين التعليم كحق لكل مواطن وما بين فرص التمكين من خلال وفرة الفرص المتاحة في السوق ليستطيع الانسان أن ينتقل من حالة العطالة أو البطالة وهذا يحتاج لتعريف وقد تحدثت عن نهاية العاطلين أو الباطلين عن العمل في جلسات متخصصة لادارة الموارد البشرية والاحصاءات تتطلب أجوبة حقيقية ومتسائلا سموه إن كان هناك استعداد للعمل في أي مستوى وفي أي قطاع من قطاعات المعرفة ؟ وقد أبدى سموه أسفه للإفتقار الى قاعدة معرفية وهذه بطبيعة الحال لن تتم إلا بالاحصاء العام للدولة وستكون بعون الله في العام 2014
وأوضح أيضا إحكام قضية الصلة مابين فرص التعليم ورأس المال الاساسي وهو الانسان وبين فرص السوق هي قضية مرتبطة بالوضع الاقتصادي في العالم وفي الاقليم ومشيرا الى أن هناك مرحلة انتقالية الى شاغلها بسبب الظروف المحيطة بها . وحول الحلول المناسبة أكد سموه على صعوبة النهوض بكل ما هو نافع في نظام للنزاهة على سبيل المثال الذي يشتمل على المراقبة والمحاسبة والتدقيق وكل الاجهزة التي تحمل هذه المسميات ضمن إطار دولة القانون إلا بتغيير سلوكي اجتماعي الذي يشتمل حقيقة ليس فقط القانون ولكن الاسباب الموجبة للقانون وكيفية تنفيذه .
أما فيما يتعلق بالوضع الاقتصادي والاجتماعي أوضح سموه بأن غرف الصناعة والتجارة وهي غرف منتخبة محترمة داخل البلاد عليها أن تتحمل واجباتها في تعريف الاولويات للإنفاق بحيث تنسجم هذه الاولويات مع الاولويات الحقيقية للوطن والمواطن .
كما أكد سموه على استمرار المسيرة الاردنية نحو الاصلاح الحقيقي والشامل مضيفا أن المطلبية بطبيعة الحال مع العواطف الجياشة التي نراها هنا وهناك من هذا العالم المضطرب وسببها أيضا واضح , أحيانا نقول الاوضاع الاقتصادية وفي أحيان أخرى نجد الاوضاع الاقتصادية ليست بالصورة التي نتصورها , ولكن أكد سموه على أن هناك أمل في أن يستطيع الانسان أن يقرر مصيره أي بمعنى أخر تمكين الانسان من القيام بعمل ما بدلا من الرعاية والاستجابة للطموح المطلق خاصة إذا كانت الطموحات والتي تتلخص في أن يثقل الكائن العام للدولة بالمزيد من الوظائف والنظرة الوظيفية وهي ليست نظرة معطاءة مؤكدا أننا بحاجة الى قاعدة انتاجية على كل الصعد زراعيا واقتصاديا ومعززا على أن التعليم لابد وأن يضع هدفا واحدا وهو تكوين الانسان المنتج , وهذا بمجمله يحتاج الى القرار الصائب الذي يتطلب شورى وصبرا استثنائيا يضمن كل أطراف المعادلة .