الشاهد -
عبثت به .. واطلقت رصاصة منه اصابتها بالصدر والكبد وشريان القلب .. توفيت على الفور
الشاهد-فريال البلبيسي
ضحية جديدة اضيفت الى مسلسل ضحايا العبث بالسلاح الدموي والذي اصبح منتشرا بالاونة الاخيرة نتيجة اقتناء هذه الاسلحة في المنازل ووضعها في اماكن يكتشفها الاطفال بسهولة وسبب وقوع الضحايا يعود الى اهمال الاهل بتركهم الاسلحة في منطقة يعتقدون بانها آمنة وبعيدة عن ايدي الابناء. وحادثة هذا الاسبوع كانت نتيجة العبث بمسدس والدها والذي تم وضعه في مكان كان الاهل يعتقدون بانه بعيدا عن اعين ابنائهم وهذه الحادثة قد شكلت مثالا واضحا يتكرر بين الفترة والاخرى ويجسد الاهمال بحق ابنائنا. الحادثة حيث توفيت مساء الثلاثاء 21/5/2013 الطفلة تيماء احمد عبدالله القضاة 14 عاما سكان بلدة اشتفينا محافظة عجلون اثر اصابتها بعيار ناري اثناء عبثها بمسدس والدها وتم نقلها الى مستشفى الايمان الحكومي وقد وصلت المستشفى متوفية اثر تأثرها باصابتها بعيار ناري في منطقة البطن مرورا بمنطقة الظهر. المدعي العام وقال مدعي عام عجلون القاضي عامر طبيشات انه تم الكشف على الجثة داخل المستشفى حيث تم تحويلها الى مركز الطب الشرعي في محافظة اربد لبيان اسباب الوفاة مشيرا الى انه تم ايضا الكشف على منزل والدها لمعرفة ملابسات الحادثة حيث تبين اصابتها بالعيار الناري وهي جالسة على الكرسي. واشار القاضي طبيشات انه تم ضبط المسدس والرصاصة التي اصابت الفتاة بحضور عدد من الجهات الامنية مبينا ان التحقيقات ما تزال جارية لمعرفة ملابسات الحادثة. الشاهد قامت بزيارة ذوي الطفلة في منطقة اشتفينا في عجلون والتقت والدها. الوالد قال ابو تيماء ان ابنتي تيماء هي اكبر ابنائي واحبهم لقلبي وهي تتمتع بالحيوية والذكاء وكانت من المتفوقات بمدرستها وكانت تحب المشاركة بفعاليات الانشطة المدرسية هذه هي صفات ابنتي تيماء وما كانت تتمتع به من صفات محببة للجميع فهي في حركة ونشاط دائم وابنتي كانت متفوقة في مدرستها وكانت المدرسات ومديرة المدرسة يحبونها، فعندما علموا بوفاتها حضر الجميع لبيت العزاء لمدة ثلاثة ايام والطالبات حزن جدا على ابنتي. وادمعت عينا ابو تيماء قال ابنتي ذهبت ضحية اهمالي لو وضعت المسدس في خزنة او في السوبر ماركت الذي املكه لكانت ابنتي بخير لكن اقسم انني لم اكن اعلم بان ابنتي ستعبث به، وانا اعلم جيدا ان تيماء تدرك جيدا بخطورة المسدس واللعب به، لكن ابنتي عندما مسكت بالمسدس قالت لابنة عمها ان المسدس لا يوجد فيه باغة وكانت قد امنت بان المسدس لا يوجد فيه طلقات لهذا قامت باللعب به. وقد تفاجأت ابنتي بان المسدس انطلقت منه رصاصة وصرخت وقالت لابنة عمها لقد خرجت رصاصة واصابتني لقد قتلها ذكائها وحركتها الزائدة. وتفاصيل القضية قال ابو تيماء قبل الحادثة السوداء بيومين كانت زوجتي تقوم بترتيب خزانة غرفة النوم وفي اثناء تناولها للاغطية من الخزانة لتعيد طيها وقع منها المسدس ارضا وقامت بحمله بحذر شديد وسحبت منه الباغة والتي فيها الرصاصات ووضعته على سطح بوفيه غرفة الصالون وقد كانت متأكدة زوجتي بان المسدس قد وضع في مكان آمن بعيدا عن ايدي واعين الابناء. وفي يوم الحادثة الذي لااحب ان اتذكره كانت ابنتي تدرس وتذاكر دروسها مع ابنة عمها وكانت زوجتي في عملها فهي موظفة في قسم السجلات في مستشفى الايمان الحكومي. الحادثة كانت بتاريخ 21/5/2013 في الساعة التاسعة مساء يوم الثلاثاء ولم يكن حينها بالمنزل الا المرحومة ابنتي وابنة عمها وابنتي الصغرى وقامت بالصعود على الكرسي الذي بجانب البوفيه من اجل اخذ (حصالة نقودها) التي كانت تضعها على سطح البوفيه وشاهدت في اثناء ذلك المسدس الذي وضعته امها وقامت بحمله لتخيف فيه ابنة عمها. ومن اجل ا للعب فيه ولم تكن تدرك ابنتي حينها ان المسدس يوجد فيه طلقة نارية. وقامت بالعبث به وهي تضحك على ابنة عمها التي كانت خائفة منه وكانت تجلس ابنتي علي كرسي كما اخبرتني ابنة عمها وهي تحمل المسدس بيدها الاخرى وفي هذه الاثناء ضغطت ابنتي على الزناد وخرجت من المسدس طلقة نارية اصابتها في بطنها وصرخت حيثها ابنتي وهي تقول »المسدس فيه رصاصة« واصابت منطقة الكبد والرئة اليسرى والشريان الابهري. وصرخت ابنة عمها واخذت تنادي وحضرت ابنتي الصغرى وقد اصيبتا بصدمة قوية عندما شاهدها غارقة بدمائها، وقد سمع دوي الرصاصة وصرخات الاستغاثة خال ابنتي والجيران والذين حضروا على الفور ولم تصدق اعينهم ما رؤوه وحمل الجيران ابنتي على الفور الى مستشفى الايمان الحكومي وحضر خال ابنتي مسرعا الى السوبرماركت الذي اعمل فيه من اجل اصطحابي الى المستشفى بعد ان اخبرني هاتفيا عما حصل وعندما وصلنا الى المستشفى كانت ابنتي متوفية.. ام تيماء قال ابو تيماء كانت زوجتي في عملها بالمستشفى في قسم السجلات وشاهدت الجيران داخلين الى المستشفى وكانت حالتهم تدل على الارتباك والخوف الشديد والحزن ولم تكن والدة تيماء تدرك ان الجيران مصابين بهذه الحالة جراء ما حدث مع تيماء وقد ركضت زوجتي اليهم من اجل الاطمئنان عن حالهم وقالت زوجتي للجارة لماذا انت مضطربة ماذا بك قالت الجارة لها نحن هنا من اجل »ابنتك تيماء« التي قامت بطخ نفسها بالمسدس واصيبت زوجتي بالذهول على الفور وفقدت الوعي وقام الاطباء على اسعافها على الفور، زوجتي لغاية الان تعيش في حالة حزن شديد وتلوم نفسها لانها وضعت المسدس على ظهر البوفيه، ودائما تقول اقسم بانني سحبت الباغة من المسدس ولم اكن اعلم بانه يوجد رصاصة بالفوهة. وقال ابو تيماء ان ابنة شقيقي التي كانت مع تيماء وكذلك ابنتي الصغرى اكدتا لي بان تيماء عندما اطلقت الرصاص على نفسها وهي تعبث به قالت (خلي ماما اتسامحني ما كان قصدي العب بالمسدس). وبكى ابو تيماء لا نعلم اذا كانت دموعه هي نابعة من تأنيب الضمير الذي يعيش فيه جراء وضع المسدس في منزله ام حزنا على خسارته ابنته. لان ابو تيماء قال في نهاية حديثه ان قلبي حزين وملتهب بالنيران التي لا تنطفىء ابدا لان ابنتي ذهبت ضحية وضع السلاح في بيتي. وبكى ابو تيماء حزنا وكمدا على وفاة ابنته الحبيبة وكان حزنه نابعا من تأنيب ضميره على وضعه المسدس في مكان يعتقد انه آمنا