وفاء : المرض ادى بحياتنا نحو الفقر ونفتقد لأي وسيلة للحفاظ على العائلة أم معتصم : ديوننا المتراكمة وصلت 8 آلاف وليس لدينا القردة على السداد
يمضي العمر بالإنسان سريعا بحيث أنه لا يدرك تماما ما قد يصل إليه بمستقبل مجهول ، تسارع الزمن سلاح ذو حدين أما أن تمضي أيامه وكلها سعادة وهناء واما أن تكون بؤسا وشقاء ، ولحكمة لا يعلمها إلا الله نجد أناس كثيرين يعيشون هذه الحياة وكأنهم خارج نطاق هذا الزمن ، عائلات عصفت بها رياح الزمن نحو حياة مليئة بالمعاناة ، تلك المعاناة التي تأبى ان تغيب ، تحاصرهم هموم الحياة من كل جانب ، فإن كان على المستوى المادي السيء والذي يزاحمهم في كل لحظة ، تتجلى الأمراض بالأفق معلنة عن معاناة مستمرة قد تؤدي بهؤلاء العائلات الى الهلاك ان لم تجد من يعينها ويقويها ويخرجها مما هي فيه ، دائما لا يرغب الإنسان بان يكون الوضع المعيشي بمستوى يليق بهم ويتيح لهم الفرصة أن يعيشوا بكرامة مطلقة وأن لا ينكسر وهو يبحث عن مخرج يخرجه مما هو فيه ولكن ظروف الحياة المرّة التي يعيشونها تجبرهم على الإنكسار فلا ملاذ لهم إلا الصبر على البلاء حتى يأتي الفرج من الله ، فكلهم مؤمنون أن الحال لا يبقى على حالة وان فرج الله عليهم لن يطول كما طال صبرهم . الشاهد إلتقت عائلات وتحدثت معهم وبثوا شكواهم حول معاناتهم المادية والجسدية
الحالة الاولى اعمارهم ما زالت صغيره ، تزوجا قبل ما يقارب الثلاث سنوات ، وكان المراد والهدف البحث عن حياة مستقرة ، يملؤها السكينة والطمأنينة ، فكل منهما كان يعيش احلام الحياة بكل أشكالها ، رسما المستقبل معا بألوان زاهية بهيه ، وكان جل اهتمامها تكوين أسرة ليمثل كل منهما دورة من الامومة والأبوه ، ليرزقهما الله بطفلتين ليكونا النور الذي ينور ظلمة الظروف التي يتعرض لها أي زوجين ، ولكن لم يدم هذا الامر طويلا حتى انصاع كلاهما للوجة الآخر للحياة ، وتنقلب الاحوال وتتبدل من حال الى حال ، تقول السيدة " وفاء " أنها الآن تعيش حالة مادية صعبة بسبب المرض الذي أصاب زوجها ومنعه من الإستمرار في عملة ، حيث انه كان يعمل في السلك العسكري ، وبحسب التقارير الطبية أصبح زوجها يعاني من مرض " الذهان العقلي المزمن " بالدرجة الطبية الخامسة ، ووصفت حالته بانها غاية في الصعوبة ، وبعد مرض زوجها أصبحت تنظر الى مستقبل مجهول ، وقالت انها لا تمتلك أي وسيلة للحفاظ على عائلتها متماسكة مترابطة كما كانت وتحاول وتسعى جاهدة الى الآن للحفاظ عليها ولكن الظروف أقوى منها على حد تعبيرها ، وعن مصادر دخل البيت قالت ان زوجها بعد ان خرج من وظيفته أصبح يتقاضى راتبا من الضمان الإجتماعي ويبلغ 200 دينار ، وأشارت الى ان هذا المبلغ يذهب 75 % منه الى القروض التي تم أقتراضها من جهات عدة حتى تستطيع تامين مستلزمات بيتها وما تبقى من الراتب لا يكفي أن يسد حاجات المنزل والطفلتين ، وأضافت الى أن البيت الذي تسكنه بالإجار حيث انها تدفع أجار 100 دينار تدفع ايضا فواتير الكهرباء والماء ، وبينت انها الآن ملزمة بدفع اجار المنزل وفواتير كهرباء بالإضافة الى قرض ولكنها لا تملك أي مبلغ مالي لسداد كل هذه الديون المتراكمة عليها ، ولفتت الى انها لولا المساعدات التي تتلقاها من أهل الخير المتمثلة بالماكل والمشرب لعانت أيضا معاناة جديدة في كيفية تامين لقمة الطعام لها ولعائلتها بالرغم من انها أيضا أقسمت على انه في عديد من الليالي لم تجد لقمة الخبز التي تطعمها اولادها ، وعن سؤالها إن قدمت الى المعونة الوطنية للحصول على مبلغ مالي يساعدها على مكافحة الفقر اجابت بأنها قد قامت بالتسجيل للصندوق من اجل الحصول على المعونات المتمثلة " بالكوبونات و الشيكات " التي تصدر بين كل فترة والأخرى ولكن لم يكن هناك أي إجابة من الصندوق ، وأبدت عن مدى أسفها من هذا الموضوع لانها كانت تعول عليه كثيرا ليكون احد الأبواب التي تتكئ عليه حتى يغطي لو جزءا بسيطا من الحمل الذي اثقل كاهلها ، وتناشد جميع المعنيين وأصحاب القلوب الرحيمة بان ينظروا اليها بعيون الرأفة والرحمة ومساعدتها وإحياء الامل ليس من اجلها بل من اجل الطفلتين الصغيرتين حتى ينعما بحياة مستقرة ويعيشا الطفولة كما هي حياة كل الاطفال .
الحالة الثانية رجل يعاني من عدم مقدرته على العمل ، يبحث دائما عن عمل وفي كل مره يتم رفضة بسبب أن هناك في أصبعة " برغي بلاتين " والذي يحاول جاهدا ان يتخلص منه ولكن للاسف في كل مره يذهب بها الى المستشفى يعطوه مواعيد بلا تنفيذ ويتم تجديد الموعد دائما أثر هذا الامر على مقدرته على إيجاد عمل ، وعند لجوئهم الى المستشفيات الخاصة طلبوا منهم مبلغ 900 دينار يتم دفعه فورا لإجراء العملية والتي أوضحت بانهم غير قادرين على دفع هكذا مبلغ ، تقول زوجته " أم معتصم " أن الوضع الإقتصادي للمنزل كان جيدا جدا ولكن بعد تعرض زوجها لإصابة في يده أثرت على عمله حتى انه ترك العمل ، مما إطرهم الى اللجوء الى الإقتراض لسداد حاجيات المنزل الأساسية من ماكل ومشرب ، وأضافت أن من يمشي في طريق القروض تبدأ حياة جديدة كلها قرض يتبعها قرض حتى وصل مجمل الديون المتراكمة عليهم إثر القروض حوالي 8 آلاف دينار ولا يستطيع سدادها ، وبينت انهم الآن يعيشون على ما يأتيهم من أهل الخير حتى وصلت بهم الامور الى أن يلجأوا الى بيت " حماتها " الارملة والتي تعيش على مبلغ مالي بسيط جدا والذي يبلغ 120 دينار فقط ، وقالت ان هذا المبلغ لا يكفي " حماتها " فكيف له أن يغطي مصاريف عائلتها أيضا ؟، ويبقون عندها بالأيام حتى يجدوا لقمة طعام لهم ولأبنائهم الثلاثة الصغار ، وعن حال بيتها تحدثت ان البيت هو عبارة عن غرفتين ومنافعهم ، بيت متهالك يفتقد لجميع المقومات التي توفر حياة كريمة لكل عائلة ويخلوا من جميع أساسيات المنازل حتى ان سقف المنزل أكلته " الرطوبة " حتى أصبح يدخل مياه الامطار الى المنزل بالإضافة الى ان اغلب نوافذ المنزل تم تغطيتها بالخشب لعدم مقدرتهم على وضع الزجاج عليها حتى يقوا أنفسهم برد الشتاء ، وما زالت هي وزوجها يبحثون على بوابة امل يخرجون منها نحو حياة كريمة لهم ولأبنائهم ومحاولة الخلاص من القروض المتراكمة عليهم وتامين مستقبل مشرق لأبنائهم ولكنها اكدت ان كل محاولاتهم بآءت بالفشل كون ان كل شيء يسير عكس ما يسعون إليه ، وحمدت الله على كل حال وتدعو الله ان يفك كربتهم وتناشد اصحاب القلوب الرحيمة ان تنظر اليهم بعيون الرأفة والرحمة ومساعدتهم للوصول الى حياة كريمة .
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات
أكتب تعليقا
رد على :
الرد على تعليق
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن
الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين
التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.