الامراض والتهجير وتغير الاحوال نقلت عائلات من النور الى الظلام
21-03-2019 10:13 AM
الشاهد - مؤمن الخوالدة تصوير: انس الامير يناشدون أصحاب القلوب الرحيمة النظر إلى أحوالهم ومساعدتهم
يعتقد الكثيرون انهم قادرون على توفير حياة كريمة لأنفسهم ولعائلاتهم وذلك من خلال السعي في طلب الرزق ، والبحث دوما عن أي باب لسد الحاجات الأساسية على اقل تقدير التي يحتاجها المنزل بشكل عام وكل فرد من أفراد الأسرة بشكل خاص ، ولكن تأتي صفعات الحياة فجأة وبلا موعد او سابق إنذار ، فتعود الحياة مليئة بالمعيقات التي تمنع أي مسؤول عن عائلة بتوفير القليل القليل لعائلته ، فتبدأ الحياة تتوشح بوشاحها الأسود المعتم الذي يطفئ كل نور في طرقات المستقبل المليء بالمطبات والعقبات ، فتبدأ الرحله من جديد للبحث عن طاقة الامل لانهاء الطريق الصعب الشاق ، ولكن في ظل الظروف الإقتصادية التي يعاني منها الوطن وغياب الدور الفعال للجهات المسؤوله للخروج من ظلمات الإقتصاد المترهل تبقى هذه العائلات تعاني ضنك العيش ولا تستطيع الوصول الى ذلك النور المنشود ، كل هذه العائلات تدعو الله وحده القدير العلي ان يرأف بحالها ويعيد الامل لها بحياة جديدة ، وتناشد كل أصحاب القلوب الرحيمة والجهات المعنية ان تقف بجانبها وتساعدها وإشعال النور بطريقها من جديد ليحظوا بحياة كريمة .
الشاهد التقت مثالا على تلك العائلات وتحدثت معهم عن معاناتهم وسمعت شكواهم
الحالة الاولى يسكن في البيت أم ولها ثلاثة من الأبناء ، أصيبت الأم بجلطة دماغية وأصبحت غير قادرة على رعاية ابنائها والذين هم بأعمار من المفترض أن يكونوا مسؤولين عن انفسهم ولكن المرض لم يترك لهم أي باب حتى يكونوا عونا للايام الصعبة ، ام يظهر على ملامح وجهها عثرات الزمن وآلام المرض ، راقدة على سرير لا تستطيع القيام منه ، وبحسب التقارير الطبية الصادرة عن وزارة الصحة فان أبنها الأكبر يعاني من الإكتئاب المزمن وهو قيد العلاج والمتابعة وبنسبة عجز وصلت الى 80 % وهذا المرض ملازم له ولا يستطيع العمل نهائيا بسببه، اما الأبن الثاني فهو يعاني من إنفصام عقلي مزمن وهو قيد العلاج والمتابعة وطبيعة هذا العامل تحد من القدرة على العمل المنتج وهو بحاجة الى الرعاية الطبية والإجتماعية المستمرة حيث بلغت نسبة العجر له 80 % ، وبنتها التي كانت متزوجة قد طلقها زوجها على اثر مرضها أيضا المتمثل بانها تعاني من التخلف العقلي المتوسط الدرجة وهي غير مدركة لاقوالها وأفعالها ولا تستطيع إدارة شؤونها الحياتيه والمادية من تلقاء نفسها لتصل نسبة عجزها كحال اخويها الى 80 % ، تحدثنا مع زوجة اخ لهم لمعرفة احوال هذه العائلة وكيف لها ان تلبي مستلزماتها الأساسية في هذه الحياة ، فقالت أنهم يعيشون في منزل مكون من غرفتين ومنافعها فقط وحال البيت يرثى له من حيث أنه خالي من جميع المستلزمات الاساسية لدرجة خلوه من الأغطية التي يحتاجها الشخص ليتقي برد الشتاء القارص في ساعات النوم بالإضافة الى خلوه من مصادر التدفئة بالإضافة الى ان سقف المنزل يعاني من تصدعات تدخل مياه الامطار اليه وتغرقهم والرطوبه درجاتها عالية ، وبينت ان من يحاول ان يغطي مصاريف هذه العائلة هو زوجها بالرغم من انه يعاني من ضعف المستوى المادي وخصوصا أنه لديه إبنه تعاني من مرض السرطان وان عائلته مكونه من ستة أفراد حيث أن راتبه الشهري لا يتخطى حاجز 200 دينار ، وأشارت الى انهم في كثير من الأحيان لا يجدون حتى لقمة الخبز أن كان في بيتها او بيت اهل زوجها ، وأضافت الى ان الاجارات الشهرية لمنزلها ومنزل اهل زوجها تبلغ 200 دينار ، وتساءلت كيف لهم ان يغطوا مصاريفهم اليومية وراتب زوجها يسد فقط اجارات المنزلين ؟ ، وعن سؤالها أن الحالة المرضية للعائلة الاولى تقتضي ان يكون هناك تدخل من الجهات المسؤولة متمثلة بصندوق المعونة الوطنية لإعانة هذه العائلة ، اوضحت انهم قدموا لصندوق المعونة بطلبات للنظر في حالهم ولكن الجواب كان بأن الصندوق خالي ولا يوجد اي دعم مادي يقدموه لهم وقالوا لهم بانه سيتم الكشف على وضعهم ولكنهم لغاية الآن لم يات احد .
الحالة الثانية لم تكن الاحداث السورية هي مأساة فقط للشعب السوري بل أنها مست الكثير من الأردنيين الذين كانوا يقيمون في سوريا ، فقد كانت حياتهم هناك من اجل كسب رزقهم كون ان مجالاتهم في العمل تحتم عليهم ان يكونوا من سكانها ، وبعد ان أشتعلت الاراضي السورية بحرب تداخلت بها الكثير من الاطراف ، لم يكن على تلك العائلات إلا أنها عانت مرارة التهجير التي عانى منها المواطن السوري ، كما حدث مع المواطن الأردني " محمد " ، قالت طليقته أنهم مع حركة التهجير قد عادوا الى الأردن للبحث عن الامن والامان ولكنهم اصطدموا بواقع مرير فطليقها لم يرحمه ألم المرض ليصاب بمرض في عينية أفقده حاسة البصر وليزداد الأمر سوءا إصابة بمرض " السكري " والذي يصيبه بإلتهاب بالأقدام بالإضافة الى مرض القلب ، وقالت انه يسكن في شقة في الطابق السفلي من العماره في بيت يخلو من جميع مقومات العيش الكريم بالإضافة الى أنه مطالب بأجار المنزل لست اشهر سابقة و هي وأولادها على " الروف " أعلى العماره ، أما عن طبيعة الحياة التي يعيشونها بينت انهم يعيشون منذ خمس سنوات بالأردن ولا احد يستطيع العمل وجلب حاجيات المنزل سوى أبنها المتكفل الوحيد بالعائلة بالرغم من انه متزوج ولديه طفل بحيث ان راتبه لا يكفي لكل هذه المصاريف الأساسية التي يحتاجونها لدرجة ان المنزل بالايجار وتراكمت عليهم فواتير الكهرباء والماء ووصلت الديون الى 400 دينار ، وأشارت الى ان الكهرباء مقطوعة عن المنزل بسبب تراكم الفواتير عليهم وأن الجهات المعنية قامت بتشميع ساعة الكهرباء بالشمع الاحمر منذ شهرين ، وتحدثت قائلة بانه وفي كثير من الأيام لا يجدون أي شيء من مستلزمات الطعام التي يجب أن تتوافر في أي منزل ، وعن وضع البيت الذي تسكنه أوضحت بان البيت هو عبارة غرفتين ومنافعهم فقط ، غرفة يسكنها أبنها وزوجته والغرفة الثانية تسكنها هي وباقي أفراد العائلة ، اما عن المسلتزمات الاخرى يفتقد المنزل للكثير منها مثل الغسالة الموجودة هي عبارة عن منظر فقط اما الغاز فهو لا يفي بالغرض المرجو منه حتى ان " جرة الغاز " عندما تنتهي تبقى اكثر من شهر بلا غاز حتى يتم تامين ثمن تعبئتها ، وعند سؤالها ان قدم هو بما انه يعاني من الامراض او هي كونها مطلقة الى صندوق المعونة الوطنية قالت انها تجهل هذه الامور وعندما علمت بها حاولوا ان يقدموا لزوجها اولا ولكنهم رفضوا الطلب كون ان احد أبنائه ما زال يعيش في سوريا وتجهل ما سبب ربط هذه الامور مع بعضها البعض ، اما هي وبعد ان رأت ما حدث مع طليقها لم تقدم الطلب خوفا من الرفض ، وهي لا تطلب سوى ان تعيش هي وأبناؤها حياة كريمة .
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات
أكتب تعليقا
رد على :
الرد على تعليق
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن
الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين
التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.