الشاهد -
الاب يتهم الدفاع المدني بالتقصير ويناشد اهل الخير معالجة ابناءه
الشاهد - فريال البلبيسي
حادثة مأساوية وقاسية على النفس والقلب شهدتها منطقة كفرنجة. عندما استيقظت في الصباح الباكر على كارثة مروعة اليمة بسماعهم خبر وفاة ام وولدها واصابة ولديها الاخرين بحريق نشب في غرفة نومهما فادت الى حرقهما. فقد شيعتما البلدة والكل في حالة حزن على هذه المأساة. وعن تفاصيل هذه الحادثة المأساوية التي ادمت قلوب سكان اهالي المنطقة زارت الشاهد منزل ذوي الضحايا والتقت والد الابناء والزوجة. والذي كان بحالة حزن شديد على المصيبة التي اصابته ولم يستطع مجابهة الواقع الذي هو عليه الآن. الزوج خسر زوجته وولده. اما ولداه اللذان بقيا على قيد الحياة خاضعان للعلاج لانهما مصابان بحروق في جسدهما وايديهما. الزوج يعيش في منزل والدته العجوز، فقد فقد منزله واثاثه واوراقه وكل ما يملك. قال ابو اسد ان طفلي الان بحالة نفسية سيئة بفقدانهما والدتهما وشقيقهما ولا يستوعبان ما حصل لهما لغاية الان. يستيقظان من نومهما مفزوعان يبكيان ويصرخان ويناديان النار اكلتنا اغيثونا فانا حزين جدا عليهما وخصوصا عندما ارى ابنائي على هذا النحو، فايديهما محروقة بشكل سيء وانا اخاف ان يبقى وضعهما هكذا فالحريق قد ترك عليهما اثارا جسدية سيئة وكذلك ترك على نفسيتهما فقد اصبحا حزينين دوما على ما حصل لهما وادمع ابو اسد وهو يتحدث عن طفلاه اللذين احترقت قلوبهما الما على فقدانهما والدتهما وشقيقهما وعلى اوجاعهما التي تركتها النيران في جسديهما الغضين. قال الوالد والزوج عناب عبدالحميد احمد ابو عناب بتاريخ 12/5/2013 كان يوما حزينا لن ينسى او يمسح من ذاكرتي وذاكرة والدي اللذين بقيا علي قيد الحياة في هذا اليوم خسرت زوجتي وولدي الاكبر وكذلك منزلي بالكامل. وعن الحادثة قال ابو اسد في يوم الحادثة كنت اسهر في منزل شقيقي وعندما وصلت الساعة (11) مساء ذهبت معه الى مستشفى الايمان الحكومي من اجل طفله الذي كان مريضا وعندما اراد الطبيب الكشف على الطفل جاء اتصال على هاتفي من زوجة شقيقي يخبرني بان منزلي تشتعل فيه النيران وكانت تخبرني وهي تصرخ وتستنجد. وعدت مع شقيقي دون اكمال علاج ابنته الى البلدة وعند وصولنا لمنزلي شاهدت النيران تشتعل بالمنزل وكان الدفاع المدني موجودا والجيران واهالي المنطقة يطفئون النيران ويحاولون المساعدة بكل انواع السبل وقد قام الجيران باقتحام المنزل واخراج طفلي ولكن زوجتي وولدي الاكبر لم يستطيعوا انقاذهما وتوفيا حرقا وقد توفيت زوجتي زينب وعمرها 38 عاما حرقا وكانت بحالة تفحم. وتوفي ولدي الاكبر اسد الله 9 سنوات وكانت حروقه بالوجه والرأس وتوفي اختناقا واصابة طفلتي منة الله 7 سنوات بحرق بذراعيها ووجهها واصابة الطفل أبي 6 سنوات بحروق مختلفة بجسمه وذراعيه ايضا. وقال ابو اسد انني عاتب على تقصير الدفاع المدني الذي حضر الى المكان ولم يكن معه معدات من اجل اخماد الحريق، لقد كان الدفاع المدني لا يحمل مضخة مياه وكانت المياه عنده ضعيفة جدا وغير كافية وكذلك لم يكن عنده اكسجين وملابس واقية للحريق والذي انقذ ابنائي ابن جيراننا الذي اقتحم المنزل وكسر الباب ودخل الغرفة التي بها ابنائي وخاطر بنفسه من اجلهم وقد اخرجهم قبل اختناقهم. الحريق قال الطفل ابي وشقيقته منة الله لقد كنت نائما عندما اشتعلت النيران بالغرفة وقد ايقظني شقيقي اسد من النوم وحملني ووضعني عند باب الغرفة وكذلك شقيقتي منة الله وقال لنا انتظروا هنا لا يوجد نيران وحاول شقيقي ان يخرجنا من الغرفة لكن كان الباب مقفلا وكانت امي تقف عند السرير وهي مشتعلة بالنيران وحاول شقيقي اسد ان يطفئها بوضع مخدات واغطية عليها لكن النيران نالت من شقيقي ايضا وفي هذه الاثناء سمعنا صوت الجيران ينادون علينا وقمنا بالنداء عليهم وشاهدنا ابن الجيران يدخل من شباك الحمام وقام بفتح باب الغرفة بعد خلعه وقام باخراجنا على الفور ولكن لم يستطيعوا انقاذ امي وشقيقي. الشاب المنقذ قال الشاب خالد انني اسكن بجوار المنزل الذي اشتعل وفي يوم الحادثة كنت سهرانا مع والدي وكان شقيقي يجلس على سطح المنزل وفي هذه الاثناء شاهد شقيقي النيران تشتعل في منزل الجيران ونزل مسرعا وهو يصرخ وينادي والدي منزل الجيران يشتعل وخرجنا على الفور مسرعين وكذلك خرج جميع الجيران المجاورين ليهبوا لنجدة هذه العائلة، وقام جميع الجيران بمحاولة انقاذ الاطفال وقمنا ايضا بمحاولة فتح المنزل لانقاذ العائلة وبعد محاولات عديدة دخلنا ساحة المنزل وتفاجئنا بان باب الغرفة التي تنام بها الاسرة مقفل وسمعنا صراخ الاطفال وقمت بكسر شباك الحمام ودخلت منه وشاهدت النيران والدخان تتصاعد بالغرفة وخلعت باب الغرفة وحملت الطفلين وخرجت مسرعا للخارج وشاهدت النيران تلتهم المرحومة وحاولت اخراجها ورفضت الخروج وقالت كيف اخرج وانا في ملابس النوم وقمت بوضع حرام على جسدها المشتعل وسحبناها خارج المنزل لكنها كانت متفحمة وقد توفيت. اما اسد الله فلم اره واعتقدت انه مع والده وعندما حضر والده مع عمه اخذ يصرخ اين ولدي اسد الله ودخل المنزل غير عابىء بالنيران التي كانت تشتعل بالمنزل مع شقيقه وكان اسد قد خبىء نفسه من النيران تحت السرير وكان ايضا متوفيا. وقال ابو اسد لقد خسرت عائلتي، ووالدي منة الله وابي قد اخذا كل اهتمامي فانا الان اعالجهما وعلاجهما مكلف جدا واتمنى ان يعودا مثلما كانا سابقا واكد ابو اسد انه عاتب على الحكومة التي سمعت بمصيبته بعائلته ولم تقدم له اي مساعدة او خدمات حتى الان فهو الان يعيش عند والدته العجوز. واضاف في حديثه انني كرست حياتي من اجل رعاية وتربية ابنائى ورعاية زوجتي التي ابتلاها الله منذ 6 سنوات بمرض سرطان الغدة الدرقية وقد قمت على رعايتها وعلاجها على اكمل وجه ولان زوجتي كانت مريضة ولا تستطيع رعاية ابنائي قررت البقاء معهم في البيت من اجل رعايتهم والوقوف على طلباتهم، وشاءت الاقدار ان تكون نهاية عائلتي على هذا النحو