أ. د. فيصل الرفوع
أحياناً تتوارد الأحداث وتتوالى بطريقة تجعل المراقب او المتابع في حيرة من أمره، إذا ما حاول تلمس خطاه بين هذا الكم الهائل من مسلسل الأحزان والمآسي التي تأخذ طريقها في واقع الإنسان العربي، وتفرض وجودها على واقعه الذي أقل ما يقال عنه، بأنه واقع لا يبشر بالخير، وهو اشبه ما يكون بواقع ملوك الطوائف ذات يوم من أيام العرب « النحسة» في الأندلس 1491، حينما خرجت أم عبدالله الصغير، أخر ملوك الطوائف، ورأته يتوجد على ماض عظيم إندثر، وواقع عنوانه الذل والمهانة والقتل والتشريد، ومستقبل مجهول وبكل الأحوال لم ولن يكون مشرقاً. قالت له مخاطبة: « إبك مثل النساء ملكاً مضاعا... لم تحافظ عليه مثل الرجال»..!!!».
عن ماذا يكتب الإنسان العربي الذي ما زال في وجدانه بقايا من الحنين إلى»والله زمن يا سلاحي»، أو بعض من أحلام الوحدة العربية..!!!، أوريح من مجد بغداد الذي يبدو أن تلاشيه يمثل آخر سيف من سيوف العرب منذ عهد سيف بن ذي يزن...
هل يخط القلم شيئاً عن الذكرى الثالثة والأربعين لتأسيس صحيفة الرأي الأرنية هذا المنبر الإعلامي القومي المميز،؟؟؟ أم يناجي آهات الوجدان والضمير على وداع شهيد من شهداء الأمة على إمتداد ساحات الوغى..من تطوان إلى المحمرة..و في لحظة جاوز فيها الظالمون، صفويين وصهاينة، المدى؟؟؟
أم يجسد مرارة الأسى والحزن والتيه في الذكرى الخامسة والأربعين للهزيمة الحزيرانية-1967- التي « عرت» الأمة العربية من بقايا أمجادها وتاريخها المشرق؟؟. أم يحاول وصف حالة الغضب وثقافة الثأر التي إنتابت العرب والمسلمين، بل والعالم بأسرة، نتيجة للحلقة الجديدة من الإمتهان الصفوي- الصهيوني للكرامة العربية والإسلامية، والتنصل من كل ما له صلة بالعقائد الإلهية والقيم والمثل الإنسانية، والشرائع الدولية؟؟؟.
ام عن الربيع العربي وأمله الواعد، قيماً وعقيدة وخلقاً، ومحاولته إستعادة معاني التاريخ ونواميس الثقافة اليعربية.. وإستصراخه لمعاني الشهامة العربية، عسى ولعل، أن يواجهوا واقعهم، ويتعاملوا مع التحديات التي تعترض طريقهم، وتفرض وجودها على واقعهم المرير.
لكن المعيب حقاً في واقع النظام الرسمي العربي، هو عدم قدرته على التعاطي مع المستجدات والأخطار المحدقة بالأمن القومي العربي، بدءًا بالإحتلال الصفوي للعراق والصهيوني لفلسطين، مروراً بما آل إليه الحال في بلاد الشام والسودان والصومال، وإنتهاءً بلي ذراع الأمة عن طريق التحكم في منابع نهر النيل، وتشكل الحالة « الأمازيقية» الجديدة في « الإليزيه» الباريسي!!!، وكأننا أمام حالة «سايكس-بيكو» جديدة. بالإضافة إلى عدم إدراكه، أي النظام الرسمي العربي، لأبعاد وخطورة الأحداث التي تحاصر واقعه من الخارج، او تلك التي تعمل جاهدة على تقويض اركانه من الداخل.
وما يدمي القلب، أن بعضنا معشر العرب، وعلى المستويين، الشعبي والرسمي، منهمكون، إما في» الفطبول» خاصة إذا كان « ريال مدريد» او في « إستار أكاديمي وآرب إيدل» او في برامج التسلية والترفيه، تاركين وراء ظهورنا، كل ما له صلة بواقع ومستقبل الأمة وأجيالها القادمة. في الوقت الذي « يتسمر فيها الصفويون والصهانة متوثبين للإنقضاض علينا كعرب، واولنا نظامنا الرسمي.
والسؤال الذي سأترك الإجابة عليه للعرب، عاربها ومستعربها، هل نحن أمام إنتحار بطيء أصابنا في مقتل؟؟؟، وماذا نحن فاعلون أمام تعطل أرادتنا عن مواجهة أعدائنا..؟؟؟
alrfouh@hotmail.com