بقلم علي القيسي
بين الشوق والحنين كتاب خواطر تأليف الكاتبة العراقية حنان الفلوجي صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، يقع في مائة صفحة من القطع الوسط وصدر هذا العام 2019.
وفي قراءة لهذا الكتاب المتميز في مضمونه ومواضيعه وعناوينه ، وجدت ان الكاتبة الفلوجي متأثرة جدا في كتّاب الرومانسية والأدب الجميل ،، فالخواطر مفعمة وعابقة بالمفردات الرقيقة البسيطة المعبرة عن الحياة في خيرها وشرها،، خواطر كتبت من حشاشة الروح وصميم القلب تعكس حالة وجدانية انسانية تتمتع بها الكاتبة ومطبوعة عليها تربيةً ونشاة ،، الكتاب يفيض بالرقة والحنان والاشواق والحب والهيام والصفاء والنقاء الانساني الفطري.
ثمة هنات هنا وهناك في الكتاب وهذا شيء متوقع من كاتبة مبتدئة ،،ولكن صدق العاطفة وحرارتها لديها غطت على بعض السلبيات اللغوية والنحوية،، هناك نفس أدبي عميق عند حنان ،،ينبغي عليها استثماره بالاصدارات القادمة،، وهي تملك ناصية اللغة والبيان والموهبة،،في الخواطر الأدبية عذاب وآلام الغربة ،حيث ان الكاتبة هجرت بلدها العراق وهي ابنة العشرة اعوام ،الى بلد اروبي سويسرا بحكم عمل والدها سفيرا انذاك.
فالغربة التي عاشتها الاسرة تعج بها كلماتها وسطورها في هذا الكتاب، والحروب التي وقعت في بلدها العراق وتداعياتها على الشعب العراقي على مدى العقود جاءت ملخصة في صفحات بين الشوق والحنين، فالغربة هي المحرك الرئيس لكتابها الذي يفيض بالاحساس بالفقد لكل ماهو جميل في البلد الأم ،،الذكريات والاماكن والشخوص، والاصدقاء والاحبة كل ذلك كان حديث الكتاب .ولاتنسى ماآلت اليه ظروف الحرب والاحتلال من بروز الطائفية والاقليمية والمذهبية والعرقية،، حيث تقول:" سألتني عن أصلي وفصلي أنا حنان الانسانة بنت دجلة والفرات أنا العراقية السنية والشيعية،أنا عربية كردية وتركمانية أنا يزيدية صابئية وفيلية أنا سومرية وأشورية."
في سطور الكتاب حديث عن التعايش بين الشرائح الاجتماعية العراقية قبل الاحتلال الامريكي والايراني كيف كان الشعب منصهرا في أتون العراق الواحد والشعب الواحد دون تفرقة ونزاعات وانقسامات.
ايضا في الخواطر حديث عن المكان والغربة والحب والشوق الى العراق وذكريات الطفولة والبراءة والحب بين الناس والاستقرار والوئام والسلام والأمن.
وفي الختام كتاب بين الشوق والحنين كتاب جيد يتضمن رسائل وخواطر جميلة تعكس فترة ومرحلة زمنية عاشتها الكاتبة في العراق والغربة وليست الكاتبة وحدها وانما الملايين من الشعب العراقي هجروا وطنهم الأم وانتشروا في اصقاع الارض نظرا للاضطهاد والموت الذي حلّ بالعراق بسبب الحروب والتدخلات الاجنبية، اتمنى للكاتبة المزيد من التوفيق والنجاح في اصدارات جديدة.