سائد الفرايه
كيف نقضي هذا الصيف ؟ سؤال يتردد كل صيف على السنة الجميع ولا سيما الشباب وفيما تتنوع طرق الافاده من موسم الاجازه لتحقيق اكبر الفوائد لا تزال فئه من الشباب تصر على التعامل مع العطله بمنطق تقطيع الوقت او قل تضييعه فهل الصيف وقت فراغ وملل ام موسم حصاد وعمل؟؟!! لقد كان الصيف ولا يزال موسم عمل وانتاج بل هو في عرف الزراع احب المواسم لان فيه حصاد زروعهم ونضج ثمارهم، لكن بعض الناس تغيرت نظرتهم الى الصيف فاصبحوا لا يرونه الا بمنظار الاسترخاء والخمول متعللين بما فيه من الحر الشديد والفراغ الكبير متناسين ان الفراغ فرصه ينغبي علينا اغتنامها ناهيك عن انه نعمه بنص الحديث الشريف الذي يقول ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحه والفراغ )) . حملت السنوات الاخيره معها مزيدا من الوسائل التي سهلت للبعض مهمة قتل الوقت تحت دعوى الترفيه ومن هنا ولد الادمان على مشاهدة الفضائيات فتاخر وقت الخلود للنوم الى ما قبل الفجر وتأخر معه الاستيقاظ الذي قد لا يحصل الا قبيل المغرب واحيانا بعده مما يفوت اداء الواجبات وعلى راسها الواجب الديني المتمثل باداء الصلوات في اوقاتها وبعد الفضائيات جاء دور النت والتعلق الزائد به متمثلا بملاحقة كل شارده ووارده داخل الشبكه وداء الفيس بوك الامر الذي كلف شبابنا مئات الساعات معظمها بلا طائل لا بل انها مجلبة للمفاسد . وجاءت محطات الالعاب او البلاي ستيشن تكمل حلقة هدر وقت العطله الطويل فانشغل الجالسون امام ذاك الجهاز بالتعرف على العابه العجيبه وانقضت اثمن لحظاتهم في محاولات مستمره لاتقان هذه اللعبه اوتلك . صحيح ان الترفيه الحلال مطلب من مطالب النفس السويه لكنه انقلب لدى البعض الى شيء اساسي ينفقون عليه المال والوقت والجهد بلا حساب فكيف اذا كان هذا الترفيه محرما في ذاته او يفضي الى محرم ؟؟ ان الوسائل التي ذكرتها على سبيل المثال لا الحصر مختلفه لكن لها نتائج متشابهة سرعان ما تظهر اعراضها على حياة الشاب اهمالا وكسلا وتضييعا للمسؤوليات الملقاة على عاتقه تجاه نفسه وتجاه الاخرين وفي المحصله تجاه امته ككل. اما الضرر الاخلاقي الفادح لبعض تلك الوسائل وما قد تفتحه على الشاب من ابواب المنكرات فقد ظهرت صوره واتضحت شواهده بشكل لم يعد يقبل الشك ولا الجدال وبات هذا الضرر الشغل الشاغل لاولياء الامور وهم يحاولون البحث عن انجع الطرق لمحاصرته ومنع امتداده . اخيرا احبائي اتمنى من كل الشباب المسلم المحافظة على قيم دينه ومنها احترام الوقت وان يعلم ان القيم والمبادئ لا تتغير بتغير الفصول فقدوم الصيف لا يعني الانفلات الكامل من الضوابط في عمله وسلوكه وان يحرص على استغلال موسم الصيف بطرق شتى اهمها العنايه بحفظ كتاب الله الكريم.