بقلم : عبدالله محمد القاق

ورحل الكاتب الكبير الصديق واستاذ الاجيال الصحفية والمفكر الراحل ناصر الدين النشاشيبي الذي اعرفه تمام المعرفة الى دار الحق بعد حياة حافلة بالاعمال الصحفية والدفاع عن المقدسات وقضايا الامة وعاشق القدس . لقد كنا نلتقي به في القاهرة انا وزميلي الصحفي اللامع الاستاذ سليمان النمر وايضا بالراحل الكبير سليم اللوزي رئيس تحرير مجلة الحوادث اللبنانية نتبادل الحديث مع هذين العملاقين وكان يحضر تلك اللقاءات زميلنا الراحل نجيب عبد الخالدي. كان راحلنا ناصر عملاقا بالفكر والثقافة والادب والصحافة واستاذا لامعا بتحليل الاوضاع السياسية وهو الجرئ في كتاباته وعينه كانت بصيرة على القدس كان يقول : في عام 1975 عندما التقينا في فندق شيراتو ن القاهرة بعد اندلاع الحرب الاهلية اللبنانية ارجو ان تخمد الحرب الاهلية في لبنان. ان بيروت متنفسنا جميعا. وكان يقول ايضا اخشى ان يطول الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين لان الدول الكبرى تدعم اسرائيل وكان يخشى في احاديثه على فلسطين من الاستمرار بتضييق الخناق على شعبها المقاوم ويطالب بانتفاضة عارمة ضد الاحتلال. كلام راحلنا واستاذنا الكبير للاسف تحقق ...انه صحافي كبير ومعلم الاجيال وبفقده خسرت صحافتنا العربية رجلا فذا وعالما مميزا في العمل الاعلامي وحجة بالتاريخ واللغة. وكان مؤيدا للقائد الراحل جمال عبد الناصر وكان يقول لاصدقائه بحضوري والزميل سليمان النمر مدير مكتب جريدة الحياة في المملكة العربية السعودية انذاك: - هل لوكان – ابو خالد جمال موجوا سنشهد هذه الحوادث المؤلمة في عالمنا العربي ؟ . نذكرك بالاجلال والتقدير استاذنا الكبير ونتلمس احاديثك القيمة انا وزملائي الصحفيون سواء في الكويت او في القاهرة او بيروت اوعمان ! لقدشيعت مدينة القدس المحتلة، أمس، الكاتب والصحافي الفلسطيني المخضرم ناصر الدين النشاشيبي الذي توفي أمس في المدينة المقدسة عن 94 عاما بعد أن عمل في الصحافة العربية على مدى 60 عاماً. ولد في القدس عام 1919 وأنهى دراسته الثانوية في مدرسة الرشيدية فيها قبل أن ينتقل الى لبنان، حيث التحق بالجامعة الوطنية في عاليه وتخرج فيها عام 1938، ثم دخل الجامعة الأميركية في بيروت حيث حصل على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية والاقتصاد. ثم عاد الى القدس حيث انتسب الى كلية الحقوق فيها، ولم يتسن له إنهاء تعليمه فيها بسبب نشوب حرب عام 1948. كما عمل في إذاعة القدس، ثم في ديوان الامير عبد الله الذي صار ملكاً للأردن، ثم انتقل الى القاهرة وعمل رئيساً لتحرير صحيفة "الجمهورية" بعد ثورة 1952، وكان مقرباً من الرئيس المصري جمال عبد الناصر، ومن محرري جريدة "الأهرام" و"أخبار اليوم" و"الأخبار" وأشرف على إذاعة صوت العرب في القاهرة. تزوج من الصحافية اللبنانية الراحلة علياء الصلح ابنة اول رئيس وزراء لبناني بعد الاستقلال رياض الصلح ورزقا بابنة هي فايزة قبل أن يفترقا. ورزق النشاشيبي بولد من زواج آخر يدعى رياض، وفي الثمانينات عاد الى مدينة القدس المحتلة. وقد عاش آخر أيامه في منزله في الشيخ جراح في القدس حيث توفي. لقد أصدر أكثر من 50 كتابا بين السياسة والأدب والتراجم، منها: شباب محموم (1949)، وفلسطين والوحدة (1959)، وأريد أن أصلي في المسجد الأقصى، وصلاة بلا مؤذن (1980)، وقصتي مع الصحافة (1983)، ونساء من الشرق الأوسط، وحضرات الزملاء المحترمين (1995)، و(ملاعب الذكريات) فالى جنات الخلد يارائد الصحافة العربية الصديق الكبير المغفور له ناصر الدن النشاشيبي رجل الصراحة والجرأة والاقدام