النقابي : ابراهيم حسين القيسي
ان الاستمرار والتقدم في الحياة بالنسبة للشعوب والامم لا يتحقق بالشعارات والنظريات الزائفة الوهمية غير القابلة للتطبيق ، كما ان الاهازيج والاغاني وعلو الاصوات لاتعني ان صعوبات الحياة قد ذللت وطريق المستقبل قد شقت ، فحياة الشعوب ومستقبلها لا يتحققان على يد المتناحرين على المغانم، المصرين على البقاء في المقدمة رغم تسوس عظامهم وتآكل انسجة ادمغتهم وتخلف افكارهم ، علاوة على ان قاعدة الداعم عديم الضمير للمدعوم الهزيل لن تحقق الاهداف المنشودة لان هذه القاعدة تضع شخصا غير كفؤ مكان اخر على قدر عال من الخبرة والكفاءة، نافع للوطن والناس ويجيء بالتقدم والازدهار ، والاهم من ذلك أن الاوطان بحاجة دائما الى اجيال مبنية على اسس سليمة ومسلحة بالعلم والثقافة والمعرفة والخبرة وان يكون لديهم روح الابداع والاخلاص للمثل والقيم الانسانية ، المؤسف عندنا ان اغلب مثقفينا تنقصهم الثقافة والمعرفة لانك تجد نفسك في حالة من الاسى عندما تشعر ان الحاصل على البكالوريوس محدود الثقافة الانسانية والدينية والوطنية وقد يخطئ في تحديد حدود وطنه ويجهل تاريخه ، وعندما تحدد له الموقع الجغرافي وتسرد له التاريخ تشعر انه يكتشف ذلك لأول مرة ، مع ذلك لا يقبل اللوم ويبادر بالقول ان الذي يعنيه هو مستقبله الشخصي فقط وان جلوسه على مقاعد الدراسة لمدة ستة عشر عاما كانت من اجل تحقيق ذاته ، المحزن ما يتعلمه الاطفال اجيال المستقبل في كيان بغيض كالكيان الصهيوني الذي يعمل ليل نهار على بناء وانشاء اجيال قادرة على التفوق والسيطرة , هنا لنقرأ معا مسألة حسابية تدرس عندهم في الصفوف الابتدائية المسألة تقول اغارت مائة طائرة على قواعد المخربين في شمال البلاد ودمرتها تدميرا تاما عادت المائة طائرة الى اجواء اسرائيل هبط منها خمسون طائرة في المطار كم بقي في الجو؟ بذلك يكونون قد علمو اجيالهم ان لديهم دولة قوية وسلاح جو قوي ولديهم اعداء في الشمال اي المقاومة، بينما نحن لازلنا نصر على تعليم اجيالنا التي سترث المستقبل وتقوم على اكتافها الحياة مناهج لا تصنع اجيالا على غرار نشيد (عمي منصور النجار بضحك في يده المنشار) غارسين بذلك في عقول الاطفال امورا ومسائل غير منطقية ، في المحصلة نحن نحتاج الى مناهج فاعلة وتعليم حقيقي ينتج اجيالا قادرة على البقاء والاستمرار . ibrahim_alqaisy@hotmail.com