«الأدباء والكتاب العرب»: الثقافة تجمع ما تفرقه السياسة
24-01-2019 11:32 AM
الشاهد - في ختام مؤتمره الـ27، بأبوظبي، (19- 22/ 1/ 2019)، أصدر الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وبحضور 16 هيئة ثقافية عربية أعضاء في الاتحاد العام، «وثيقة السعديات»، أكد فيها على المواقف الأساسية التي يتبناها الاتحاد العام، تجاه القضايا العادلة للوطن العربي، وفي مقدمتها قضية تحرير فلسطين العربية، ورفض كل أشكال التطبيع معه، والقضايا التي تتعلق بالثقافة، وبالحقوق المادية والأدبية للأدباء والكتاب العرب، وقضايا الحريات العامة والخاصة، وفي مقدمتها حرية الرأي والتعبير.
وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، استقبل المشاركين في المؤتمر، الذي حضره ممثلون عن ستة عشر اتحادًا عربيًّا، هي: رابطة الكتاب الأردنيين، اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، أسرة الأدباء والكتاب في البحرين، اتحاد الكتاب التونسيين، اتحاد الكتاب الجزائريين، مجلس الأندية الأدبية في السعودية، الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، اتحاد الكتاب العرب في سورية، الاتحاد القومي للأدباء والكتاب السودانيين، الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين، الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، رابطة الأدباء في الكويت، اتحاد الكتاب اللبنانيين، رابطة الأدباء والكتاب الليبيين، نقابة اتحاد كتاب مصر، اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين. وقد أجمع المؤتمرون على مجموعة نقاط، أهمها: أولًا: إذا كان دور الأديب والكاتب العربي مهمًّا ومحوريًّا في مختلف المراحل، فهو مهم ومحوري أضعافًا مضاعفة الآن، في هذه المرحلة المشاكسة التي يخيل للمتأمل فيها أنها تؤدي، لا محالة، إلى المتاهة أو المجهول؛ ما يؤسس، بالضرورة، لتكريس وعي الكاتب العربي بأمته وآلامها وأمالها، حيث التغيير، بالمعنى الاستراتيجي، على الصلة الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية مطلوب، ويبقى سؤال التغيير قائمًا في أفق التجربة: كم يؤثر تغيير الشارع، على أهميته أحيانًا؟، وكم يؤثر التغيير المدروس والمخطط له والمتعوب عليه، التغيير الذي يأتي عبر التخطيط والتعليم، والفكر والإبداع والعمل المتداول أفقيًّا عبر قطاعات المجتمع الواسعة، والمتوارث رأسيًّا عبر الأجيال؟. وهنا يدعو الأدباء والكتاب إلى تعزيز أفكار النهوض والتجديد والتطوير، والتحليق بها عاليًا عبر جناحي الحرية والحوار، وبينهما إدخال المدارس والجامعات العربية في تقدم العصر وروحه، مع تحقيق التوازن مع الأصالة والتراث، وإلا فهو التقدم القشري المنبت عن جذوره، التغيير الذي لا يثمر إلا المزيد من الضياع وشلال الدم، وتفسيخ المجتمعات العربية، وتدويل قضاياها الوطنية. ثانيًا: تداول الأدباء والكتاب العرب أحوال أمتهم، في المجمل والمفصل ما أمكن؛ ووجدوا أن تلك الأحوال، في الأغلب الأعم، لا تسر، خصوصًا لجهة التدخلات الأجنبية، ومحاولات تفتيت الوحدة الوطنية، وتغذية جبهات التطرف والإرهاب بغياب الفكر والفلسفة والحوار عن التعليم والإعلام، وتغليب السياسة اليومية على سياسة الأهداف الاستراتيجية؛ ما يدعو المؤسسات الثقافية في الوطن العربي، وعلى رأسها الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، إلى ضرورة التصدي لهذا السيل الفكري المضاد للحياة والمستقبل الذي تحاول الترويج له تيارات ونظم قريبة وبعيدة. ثالثًا: من المدن التي عَقد فيها الاتحاد العام اجتماعاته خلال الدورة السادسة والعشرين السابقة مدينتا دمشق وبغداد حاضرتا العرب المشرقتان بأنوار الحرية عبر العصور، وفي وعي الأدباء والكتاب العرب. إن ذلك عمل بادروا إليه ليكون وأمثاله نهج الأوساط المجتمعية، بما فيها السياسة، فلا عزلة ولا غياب، ولا إقصاء أو تغييب. رابعًا: مصدر ذلك الوعي، إلى جانب أنه بالأساس، بدهي، هذه الهجمة الشرسة التي تتعرض لها أمتنا العربية من جهات عدة مما يوجب التجمع لا التفرق وإن اختلفت الأفكار والقناعات، بعيدًا عن لغة العنف والكراهية والتخوين، وهي لغة أنتجها، أكثر من أي وقت مضى، غياب ثقافة التسامح، وحضور خطاب الإقصاء والهويات الصغرى على حساب الهوية الوطنية الجامعة، وتحت شعار الدولة الوطنية العادلة. خامسًا: كما أن الزمن باق فإن فلسطين باقية، وقضيتها، بالمطلق هي القضية العربية المركزية الأولى. هذا مبدأ راسخ لدى الأدباء والكتاب والمثقفين العرب، كرسوخه في ضمائر أمتنا العربية من الخليج إلى المحيط. لذلك وأكثر منه، يجدد الاتحاد مواقفه المعلنة من مجمل القضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وفي صميمها القدس عاصمة فلسطين الأبدية. مؤكدين في الوقت نفسه رفضهم القاطع احتلال شبر في الوطن العربي، فالاحتلال هو الاحتلال ما كانت الأرض العربية العزيزة، ومن كان المحتل الأجنبي الغاشم. سادسًا: يرى الأدباء والكتاب العرب أن الثقافة تجمع ما تفرقه السياسة، ومن هذا المنطلق، كما من منطلق أهمية الثقافة وضرورتها، يرون أن الاشتغال الثقافي والفكري يجب أن يكون هاجسهم في المرحلة المقبلة، سعيًا إلى تمكين شباب الأدباء والكتاب، وتحقيق التواصل الثقافي بين الأجيال على الوجه الأكمل ما أمكن، مع مطالبة الحكومات العربية، وبكل قوة، بالعمل على تيسير تنقل الأدباء والكتاب والمواطنين العرب بين أرجاء الوطن العربي الكبير واحترام حقوق الإنسان، وضمائر حرياته الأساسية. سابعًا: على الحكومات العربية وضع نهضة الثقافة العربية في واجهة أولوياتها، وعدم الفصل القسري التعسفي بين الثقافة من جهة والتربية والتعليم والتنمية من جهة ثانية، والارتقاء بمحتوى مناهج التعليم ووسائل الإعلام. وإعادة ترتيب الأولويات في شكلها الصحيح، بما يخدم وعي الانسان العربي في الحاضر وإعداده للمستقبل. ثامنًا: يحيي الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب شهداء الأمة في كل مكان عربي، ويدعو الدول العربية إلى تبني قيمة التضحية بوصفها قيمة مطلقة تسهم في بناء الأوطان، مقابل بعض القيم الدخيلة التي استندت إلى مرجعيات خارجية هدفها إعمال آلة الهدم. تاسعًا: الكاتب ضمير أمته، لا على سبيل القول المفرغ من مضمونه، بل على سبيل الحقيقة، وعلى الكتاب العرب إبداعًا وعملًا ثقافيًّا، تحويل الشعار إلى برنامج، والبرنامج إلى مشروع، ينفذ في الواقع. (الدستور)
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات
أكتب تعليقا
رد على :
الرد على تعليق
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن
الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين
التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.