الشاهد - قال رئيس مجلس أمناء جامعة العلوم والتكنولوجيا العين منذر حدادين ان موارد المياه تتخذ أشكالاً "تتمثل في المياه الزرقاء (السائلة) والشهباء (المعالجة) والخضراء (رطوبة التربة) والفضية (المحلاة) والبيضاء (مياه الثلوج)"، مشيراً إلى التلازم الوثيق بين المياه والطاقة واستيلاد إحداهما بمساعدة الأخرى.
ولخص حدادين في محاضرة بمنتدى الفكر العربي حول "موارد المياه وتداعياتها الطبيعية والاجتماعية والدبلوماسية السياسية وفق استعمالاتها"، التداعيات البيئية الملازمة لاستعمالات المياه من حيث تدخل الإنسان في إدارة الموارد المائية واستعمالها، وضرورة حصافة الإدارة البيئية، مشيرا إلى ما وصفه "بالعجز الكبير في موازنة الموارد المائية بمختلف أشكالها مقارنة بالكثافة السكانية". وتطرق حدادين الى واقع المياه الدولية في المشرق، مشيراً إلى أوضاع دجلة والفرات وروافدهما ونهر العاصي وحوض الأردن ونهر النيل من حيث وجود آليات لإدارة واقتسام المياه المشتركة، واحتمالات أن تكون المياه سببا في نشوب حروب بسبب الرغبة في الاستئثار بها".
وأشار الى أهمية التوأمة بين المياه والطاقة في إيجاد الحلول لمشاكل نقص المياه؛ موضحاً أن ذلك يتم بالتحلية من مياه البحار المفتوحة عندما يتوصل الإنسان إلى اختراع أساليب جديدة لاستيلاد الطاقة الرفيقة بالبيئة والمعقولة التكاليف كالطاقة الممكن استيلادها بالاندماج النووي، أو استيلادها من غاز الهيدروجين، مؤكدا أهمية هذه التوأمة كون المياه تحتل رأس أولويات التنمية المستدامة واهتمامات صانعي القرار على المستوى العالمي . وأضاف، ان إشكالية المياه تتجلى بشكل أكبر في ضوء تأثر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالتغييرات المناخية وانخفاض مستويات المياه الجوفية من جهة، وتداعيات الحروب والنزاعات وما ينتج عنها من أضرار بيئية، وموجات لجوء، والتغييرات الديموغرافية، وزيادة الاستهلاك، لافتا الى أن مأسسة العمل في مواجهة هذه التحديات تشكل أركاناً مهمة للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
--(بترا)