النقابي إبراهيم حسين القيسي
ها قد حانت ذكرى النكبة الخامسة والستين (65) على احتلال فلسطين وتشريد شعبها في حدث لا سابق له في التاريخ، هذه المرة جاءت ذكرى النكبة في ظروف عربية تحمل نكهة النكبات المتتالية نتيجة تدحرج وسير أحداث الربيع العربي، الذي توقف أخيراً في سوريا تاركاً الآف القتلى والجرحى والمعتقلين والأشلاء وأحوال معيشية مزرية إضافةً لملايين اللاجئين السوريين في الأقطار والدول المجاورة حيث يعيشون ظروفا في منتهى الصعوبة، في ذكرى نكبة فلسطين لا ندري من سيبكي الآخر فالقتل في كل مكان واللجوء أصبح ظاهرة مريعة وعلى ما يبدو أصبحنا كلنا في الهم شرقاُ، فإذا ما ركبت بساط الريح وتجولت في بلاد العرب أوطاني ستجد كل ما لا يسرك فحيثما يقع نظرك أن تجد نكبة أو ملامح نكبة تلوح في الأفق القريب، وإذا ما اختليت بنفسك وتسلسلت مع الأحداث ستجد أن هذه النكبات والنكبات القادمة كلها محصلة ونتيجة لنكبة فلسطين وبسبب زرع هذا السرطان الصهيوني في منطقتنا، أما السبب الآخر فنتيجة زرع الدول الداعمة للكيان الصهيوني زعامات في الأقطار العربية لردع الشعوب العربية وتكبيل إرادتها من أجل الحفاظ على الكيان الصهيوني مما نتج وأسفر عن هذا السلوك من قبل الزعامات إتجاه الشعوب العربية كبت للحريات وفساد وقمع وقتل للإبداع وإبعاد للوطنيين الأحرار حيث كان كل ذلك مقدمة وسببا للربيع العربي الذي نعيش فصوله الدامية، هذه هي الصورة الحقيقية للواقع العربي إنه وطن عربي منكوب منذ النكبة الفلسطينية التي ظن البعض أنها كانت خاصة بالشعب الفلسطيني فقط، أما البعض الآخر من الذين كانوا يمتلكون البصر والبصيرة والذين صرخوا بأعلى أصواتهم منذ النكبة الفلسطينية بأن الطوفان سيعم الجميع آجلاً أم عاجلاً، هؤلاء الصارخون المتنورون الأحرار قمعوا وأُذلوا بقسوة آنذاك وألقي بهم في غياهيب السجون وحوربوا بأرزاقهم وشوهت سيرتهم، أما الضاحك الوحيد المنتشي سعادةً أمام هذا المشهد فهو الكيان الصهيوني، لأنه يشاهد جهوده ونبوءاته تتحقق أمام عينيه لأن الوطن العربي ينزف دماً وتتقطع فيه أشلاء البشر ومجتمعاته وأقطاره وتتفكك وتقتل نفسها وتتقسم وتسير نحو الضعف والوهن بينما الكيان الصهيوني هو القوي الوحيد المتماسك في المنطقة، وعود على بدء لا أدري في ذكرى النكبة الفلسطينية الخمسة وستين (65) التي مرت على فلسطين وشعبها من سيبكي الآخر بعد أن أصبحنا كلنا في الهم شرقا وفي معاناته سواسية.
ibrahim_alqaisy@hotmail.com