الشاهد - ربى العطار
في كل صباح ترى في وجوه معظم الناس نظرة شاحبة وابتسامة غائبة وكأنهم يساقون لحتفهم، الأوضاع المعيشية الصعبة انهكتهم ورفعت مستوى السلبية لديهم.
في كل موقف يكون فيه جدال ترى كل طرف يتحفز لضرب الآخر.
غاب شكر الله وحمده عن ألسنة العديد من الناس فالجميع يشكو وينوح .
جلد الذات وإنكار كل ماهو جميل وإيجابي والتركيز على الدوائر السوداء في المساحات البيضاء يجعلنا كأردنيين أبطال العالم في التشاؤم .
لكن الحق يقال، في المواقف الصعبة يثبت الاردني بأنه المواطن المثالي بانتمائه بوقوفه إلى جانب دولته ، وهذا ما شهدناه من أحداث راهن عليها أعداء الوطن لتكون مدخلا لكيدهم وفتنتهم.
أحداث الاحتجاجات على الدوار الرابع منتصف العام 2018 كانت مادة دسمة لنشر الشائعات عن الأردن ونظامه السياسي باستغلال مطالب الشعب الاقتصادية والاجتماعية ، إلا أن الشكل الحضاري الذي صاغ المشهد العام للاحتجاجات وكمية التلاحم بين المحتجين والأجهزة الأمنية التي انتشرت لحمايتهم والمحافظة على سلمية الاعتصام كانت ضربة موجعة على رؤوس الناعقين الذين يتحفزون للانقضاض على أمن واستقرار المواطنين والبلد وتمزيقها بشرورهم.
رغم الألم والأوضاع الصعبة التي يمر بها المواطنون الأردنيون إلا أنهم يمتلكون همما عالية ونفسا طويلا في احتواء مشكلاتهم، فالوجه الأردني الشاحب يخفي ورائه كرامة وعزة نفس تمنعه من إلحاق الضرر ببلده وأمن بلده وهو يؤمن بأن المستقبل أفضل خصوصا بعد إجراءات حكومية جديدة وملموسة بتوجيهات ملكية ستساهم في تخفيف حجم الاحتقان وتطمئن بأن النهج الحكومي سيتغير للأفضل.
حمى الله هذا البلد وحفظ شعبه ومليكه من كل مكروه