الشاهد -
الشاهد-ربيع العدوان
من ذات راسين الى ذات راس كان تعليقا للصورة الجميلة التي رسمها رسام الكاريكاتير الشهير اسامة حجاج على صفحات جريدة الراي تعليقا على فوز نادي ذات راس بلقب بطولة كاس الاردن لكرة القدم الجمعة الماضية في انجاز تاريخي للنادي الجنوبي هو الاول من نوعه بعد ان اقصى الرمثا غزلان الشمال في اللقاء النهائي بفوز ثمين 2-1 ,
الصورة كانت بمعنى ان ظاهرة القطبين انتهت في اشارة للصراع الازلي الاوحد في الكرة الاردنية بين الفيصلي والوحدات الناديين صاحبي التاريخ الاكبر والقاعدة الجماهيرية الاكثر والشعبية الجارفة في الاردن والاسمين صاحبي الماركة المسجلة للكرة الاردنية وواجهتها خارجيا فعند ذكر الكرة الاردنية في العالم العربي لا يتبادر الى ذهن ذلك المتابع البعيد عن الساحة الاردنية سوى السؤال عن الكلاسيكو الاردني بين الاخضر والازرق ,
الصورة قد تبدو معبرة جدا لكن اذا ما قيست في الموسم الحالي فقط فالصراع لم يكن موجودا بل اختفى اللونان الازرق والاخضر من اطار الصورة فالاول تواصلت هيمنته في اللقاءات المباشرة ببطولة الدوري وتغلب ذهابا ايابا على الغريم 1-0 و3-0 وواصل مهمة اللهث وراء الدوري دون جدوى وانهى الموسم ثانيا وخرج من دور نصف نهائي الكاس,
اما الثاني فقد ودع الكاس من دور الاربعة امام البطل الكركي وانهى موسم الدوري بكارثة تاريخية وعار على تاريخ واسم الزعيم حيث قبع خامسا في الترتيب للمرة الاولى في تاريخه وكاسوأ ترتيب له على مر مشاركاته في الدوري والتي احرز لقبه 32 مرة طوال عدد مشاركاته في البطولة الاهم على الساحة المحلية ,اضافة لخسارة المواجهتين المباشرتين امام الغريم اللدود في الدوري في حين انتهى مثليهما بالتعادل في الكاس ,
لطالما كن الفوز في الكلاسيكو بحد ذاته بطولة لكن ما حدث هذا الموسم مع انصار الفيصلي والوحدات كان نفس الشعور الذي عاشته جماهير الفرق الاخرى التي ظلت حبيسة المدرجات تشاهد بعينها احتفالاتهما بالبطولات على مر السنوات و العقود ,
في هذا الموسم انقلبت الاية راسا على عقب شباب الاردن يحقق لقب الدوري بعد صراع مع الوحدات بكل جدارة واستحقاق ليعيد الذكريات لصاحب العمر القصير بالثلاثية التاريخية , المعجزة الاكبر هاذا الموسم هو الانجاز التاريخي والكبير الذي تحقق على يدي ابناء الجنوب بعزيمة واصرار كبيرين , " المعجزة " نعم هي كذلك فلم يتوقع اكبر المتفائلين في مدينة ذات راس الصغيرة تحقيق لقب الكاس او حتى لم يحلم مهند الرواشدة رئيس النادي بهذا , يجب علينا الوقوف تحية واجلالا للادارة واللاعبين والجهاز الفني للفريق اللذين صنعوا حكاية ابطال من لاشيء ,
الادارة استثمرت الامكانات القليلة والروح الكبيرة والعزيمة لدى ابناء فريقها ودعمتها بالمحترفين اللذين وفقت بهم وكانوا الابرز هذا الموسم اضافة لوجود المحنك الكبير عماد خانكان ,
بالعودة للصورة فان اختفاء القطبين هذا الموسم هي طفرة وجيزة وستنتهي حسب الدلائل الكبيرة وخصوصا ما حدث مع شباب الاردن في الفترة القريبة الماضية واختفى ضمنيا بعودتهم وتحقيق الرباعيات والالقاب ,
من الصعب انتهاء هذه الظاهرة والتنافس الكبيرة حتى وان غابت الالقاب عن الفريقين الابرز ,لكن نتمنى ان تدخل مثل هذه الفرق للمنافسة لاضفاء نكهة من الجمالية والمنافسة الشديدة بين الفرق