الشاهد -
الحكومات المتعاقبة لم ترتق بالفن ليكون رديف للاقتصاد الوطني
على الحكومة ان تدعم قطاع الفن فقد طفح الكيل
ما يحدث في نقابة الفنانيين ليست خلافات بل اختلاف بوجهات النظر
التلفزيون الاردني لم يقم بدوره تجاه الفن الوطني
اطالب بصندوق لدعم الفنان وان يخصص له جزء من الموازنة السنوية
الفنان ياسر المصري كان الاقرب الى قلبي
حاوره ربى العطار-فاضل العمارين
تميز في اخراج المسلسلات الدرامية التلفزيونية البدوية والحديثه وحقق نجاحا كبيرا بعد اخراجه لمسلسل نمر بن عدوان وتبعه بعدها مسلسل عودة ابو تايه وعطرالنار فلمع اسمه وذاع صيته محليا وعربيا ،إنسان متواضع احبه كل من عمل معه فكان يوفر للمثل المناخ الملائم ليبدع ويخرج كل طاقاته.
انه المخرج المتألق بسام المصري الذي استضافته الشاهد لتسليط الضوء على ابرز واخر انجازاته ولمعرفة المشاكل والصعوبات التي تواجهه شخصيا والتي تواجه الفنان بشكل عام .
في البداية نود أن تعرفنا اكثر عن بسام المصري وكيف بدأت مسيرتك الفنية ؟
ـ تخرجت عام 1986 م من كلية الخوارزمي ، تخصصت بالاخراج السينمائي والتلفزيوني وكنت الأول على دفعتي في تلك الفترة ، خلال فترة الدراسة عملت مع بعض المخرجين ، بالمسرح وبعض الأعمال التلفزيونية ، كممثل بأدوار ثانوية ، وكانت البداية مع المخرج احمد دعيبس ، واذكر انني عملت معه احد المشاهد في احد مسلسلاته ، بعدها اعطاني بطولة في مسلسل اسمه " النشمي " من بطولة الفنان روحي الصفدي ، هذه البداية كانت أثناء الدراسة ، وبعد أن أنهيت دراستي طلبت من المخرج دعيبس أن اعمل معه كمخرج لأني أجد نفسي في الأخراج خلف الكاميرا ليس أمامها كممثل ،فلبى طلبي واستمريت معه لمدة ثمان سنوات حتى عام 1994م. وأنا مساعد له ، وبعدها عملت أول عمل لي وهو مسلسل القصير ، من سبع حلقات وحقق نجاحاً ، وخلال الفترة التي عملت فيها مساعدا للاستاذ دعيبس ، قدمت عددا من الاعمال في المسرح والتمثيل وشاركت في مهرجان كليات المجتمع الاردني من خلال مسرحية اسمها " قرية العشاق " كتبها مجاهد طنينة وحصلت فيها على احسن اخراج مسرحي وكانت من اخراجي ، وهذه بداية إنطلاقتي على صعيد المسرح والتلفزيون
اذا اردنا ان تعرفنا على بسام المصري كإنسان فبماذا تصفه ؟
ـ انا انسان عادي متواضع جداً ، احمل هم هذا الوطن ، وارى نفسي جنديا من جنوده من خلال مهنتي التي كرست حياتي فيها ودرستها ، وكنت سواء خلف الكاميرا أو على المسرح جنديا خادماً لوطنه
قمت بالعديد من الأعمال التاريخية والبدوية ، على المستوى المحلي وعلى مستوى الوطن العربي ، اغلبها حالفها النجاح ، ما سر هذا النجاح ؟
ـ اولا هو الاخلاص في العمل ، لأن اي عمل فني اقوم به ، هو أمانة إتجاه وطني إتجاه الشعب إتجاه الأنسانية ، فلدي هدف سامي وأنا أسعى لتحقيقه ، وعندما قدمنا مسلسل نمر بن عدوان على سبيل المثال ، جاء هذا المسلسل في فترة كانت الاردن في حالة تردي في مجال الدراما ، مقابل هذا التراجع في الدراما كانت الدول المجاورة لنا متقدمة بالدراما ، فكان لابد أن نعود ونقوم بعمل قوي ، فبحثنا عن نص يحاكي الواقع ويجد قبولاً في أنحاء الوطن العربي ، لنبرز الدراما الأردنية ، فوجدنا قصة نمر بن عدوان ، فكان إختيارها بعناية ، وتم إختيار النجم الراحل ياسر المصري ، ليكون بطلاً لهذا العمل ، وكان كله بكوادر اردنية كاملة ، هذا العمل حقق نجاحاًكبيراً وأعاد للدراما الاردن نهضتها من كبوتها التي دامت منذ التسعينيات الى عام 2005.
لماذا نجد أغلب الدراما الأردنية تتجه الى البدوية وتبتعد عن الحاضر في أعمالها الفنية ؟
ـ من يتقن العمل البدوي حتماً سيتقن اي عمل آخر ، فالاردن تميز بالعمل البدوي والقروي ، وعندما نجد ان الفضائيات العربية تعج بالمسلسلات ذات الطابع العصري ، نجد العمل البدوي من انتاج الاردن مختلفا واصبح تخصصا اردنيا بسبب ان الكادر الفني الاردني يتقن العمل البدوي ومثال على اعمالي ومنها مسلسل نمر بن عدوان وهو من اخراجي ، كان عملاً تاريخياً بقالب بدوي وكان فيه شيء من الحداثة ، وقد صورنا بعض المشاهد في مدن مثل القاهرة والقدس ومادبا فمزجنا المشاهد البدوية بالمدنية كما كانت احداث القصة . ونتحدث عن عمل اخر من اخراجي وهو مسلسل عودة ابو تايه ، هو عمل تاريخي ويتحدث عن حدث مهم في تاريخ الوطن العربي وهي الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف الحسين بن علي وكيف استطاع الهاشميون إعادة الحقوق العربية والحفاظ على هويتها ووحدتها ومنع سياسة التتريك التي اعتمدت على طمس القومية العربية وهويتها الى حضن الامة وبعدها مقاومة الاستعمار الفرنسي والبريطاني ، ومواجهة التقسيم مثل سايس بيكو وتقسيم فلسطين .....
الدراما الاردنية في الماضي كانت تحاكي واقع المجتمع الاردني والعربي في بداياتها ،هل من الممكن أن تتجه في المستقبل الى قضايا الحاضر والمعاصر وتواكب التطور ؟
ـ أي عمل هو قالب لما يحتويه ولكن المحتوى هو الأساس ، نحن في الدراما الأردنية نستطيع أن نكيف عملنا ونصيغ لغتنا لتتماشى مع كل عصر سواء كانت الاعمال بدوية او قروية اومدنية ، وكثير من الاعمال منها كوميدية ومتطورة وحققت نجاحاً كبيراً وهذا التقصير في الاعمال المتطورة والتي تحاكي الحاضر ياتي من المؤسسات الحكومية مثل التلفزيون الاردني والوزارات المعنية التي لاتدعم الحركة الدرامية لنتمكن من انتاج مسلسلات تحاكي واقعنا ونسلط الضوء على قضايانا المعاصرة بلغة الحاضر ونلبي حاجات مجتمعنا من التوعية والتسلية بلغتنا ولهجاتنا ، لهذا السبب نجد شركات الانتاج الخاصة تصدرت لانتاج الاعمال الدرامية غير المطابقه لواقعنا لان انتاجها يغلب عليه الطابع التجاري وليس جودة المحتوى ، اذا كان المطلوب هوعمل بدوي فتقدم بدوي واذا مطلوب منه تقديم عمل تاريخي تقدم تاريخي ، وهنا نتساءل أين دور مؤسساتنا الحكومية المعنية بالفن وبالدراما كالتلفزيون الاردني على وجه التحديد ؟
نجد احيانا ان المشاهد الاردني والعربي ربما مل من الاعمال البدوية برأيك ما سب ذلك ؟
المشاهد مل من الاعمال البدوية الفارغه من المضمون الجيد أما العمل البدوي اذا كان محتواه جيدا ومقنعا وفيه الاصالة البدوية والارث والتقاليد فالمشاهد يبحث عنه ويستمتع به لانه هو ماضي اجدادنا واساس رحلتهم في الحياة ، وللاسف اجد بعض المنتجين والمخرجين يريد انتاج اعمال بدوية فنتازية ، يعني يضع الاصالة والارث والتراث ويقول فنتازيا !! على أي اساس تبنى هذي الاعمال ؟ انا لا أثق باي عمل إلا إذا أعتمد على مكونه الحقيقي الذي هو الاصالة والتقاليد والعادات والاعراف البدوية الحقيقية غير ذلك فهو تشويه للبداوة الاردنية والعربية ، ويصبح عملا بلا قيم ولا مبادىء
انت قمت باخراج عدد من المسلسلات من بينها نمربن عدوان وعودة ابوتايه وعطرالنار ؟
ـ العمل الاول لاينسى وهو المسلسل القصير في عام 1994. مروراً بعدة اعمال مثل رياح المواسم وهوعمل لاربعة فصول ـ لاربعة مواسم ـ الربيع والصيف والخريف والشتاء في 18 حلقة ومن خلاله بينا كيف يؤثر على الانسان وكيف الانسان يؤثر فيه ، وبعدها مسلسل الرحيل وهو عمل يبين النقلة من حياة الريف والبادية الى المدينة وهو عمل كان له قيمة هذا كله كان في فترة التسعينات التي كان في اواخرها مسلسل المنسية في تونس قمت باخراجه وحقق رواجاً منقطع النظير في تونس وفي بلدان عربية اخرى واذكر بهذا الخصوص في احد السنوات اتى وفد تونسي الى الاردن ليشارك في مهرجان المسرح الاردني وكنت في زيارة لذلك الفندق الذي يقيم فيه الوفد وبطريقه عفويه شاهدني احدهم واشار لهم " هذا الاستاذ بسام المصري الذي اخرج مسلسل المنسية " وتدافع علي اعضاء الوفد وأخذوني بالاحضان ويسالوني " انت الذي اخرجت مسلسل المنسية ؟؟ " والان ناتي الي مابعد عام 2000قمنا باخراج عدد من المسلسلات الاردنية ومنها نمربن عدوان عام 2007 الذي أعاد للدراما الاردنية هيبتها ومسلسل عودة ابو تاية عام 2008 الذي يتحدث عن شخصية من الشخصيات البارزة في فترة تاريخية مهمة في مقاومة الاستعمار وبناء الدولة الاردنية وكان قريبا من الهاشميين قادة الثورة العربية الكبرى وفي هذا المسلسل شاركنا في مهرجان القاهرة الرابع عشر وحصلنا على سبع جوائز ذهبية وكانت اجمل الجوائز التي حصلنا عليها ، انا حصلت على جائزة افضل مخرج ايضا حصل الممثل منذر الرياحنة على جائزة افضل ممثل ومحمود الزيود جائزة افضل نص و وليد الهشيم جائزة افضل موسيقى وجعفر النوفل جائزة اقضل الملابس
وبهذا قد حصل الاردن على اعلى الجوائز في تاريخه في مسلسل واحد في المهرجان.
وبعدها قدمنا عملا رائعا من خلال مسلسل عطرالنار وله قيمة بينا فيه كما ذكرنا سابقاً في التآخي بين الشعب الاردني والفلسطيني حتى المسلم والمسيحي .
بعدها قدمنا عملا في مسلسل غرة الميدا عام 2010 م. تتحدث عن عادات البادية في الماضي وهي عادة عندما تحصل حالة قتل لاحد الاشخاص من عشيرة تقوم عشيرة القاتل بتقديم فتاة زوجة لاحد ابناء اقارب المقتول كتعويض وحتى تنجب اولادا عوضا عن المقتول وهو حل من الحلول وما تواجه هذي الفتاة من جور وظلم في المعاملة من قبل نساء العشيرة التي اصبحت من افرادها لان اهل المقتول لا ينسون قتيلهم ونحن في هذا المسلسل عالجنا هذه القضية وابرزنا عيوبها ، هذا العمل وجد نجاحاً كبيرأً وقريبا سيعرض على التلفزيون الاردني
من هو اقرب ممثل لبسام المصري ومن هو الافضل ؟
كل الفنانون قريبون مني ولكن كان الفنان الراحل ياسر المصري هو الاقرب لاني ارى فيه نمر بن عدوان وقاسم الاحمد ولولا قضاء الله وقدره كان سيصل للعالمية وهناك الكثير من فنانينا المبدعين والمميزين مثل احمد العمري ومنذر الرياحنة الذين اثبتوا وجودهم في الدراما المصرية ومحمد الابراهيمي له حضور مبهر على الشاشة ومتميز وله جمال فني ، ونادرة عمران عندما اشاهدها على الشاشة استمتع بادائها ايضاً جوليت عواد لها حضورها المتميز جدا ،بالاضافة الى أسامة المشيني وصل للنجومية في زمانه وروحي الصفدي كان نجما في الثمانينات ورشيد ملحس ، وكل واحد له دوره ومكانته والمشاهد هو الذي يحكم
هناك كثير من الاسئلة تطرح علي من الزملاء الفنانين فيسألوني " لماذا الفنان الراحل عندما يعمل معك في بطولة مسلسل نشعر انه بطل خارق ومع غيرك يكون بطلا عاديا " ؟ اقول انا احب الممثلين الذين يعملون معي وهذا سر تألق الممثل .
والمخرج الذي يحدد دوره فقط في اخراج العمل لاينجح ،فعلى المخرج ان يخلق الابداع والتواصل والمحبة في عمله وحتى الفتيات اللواتي يعملن معي يشعرن بهذا التواصل الوجداني ويقدمن العمل بكل محبة هذا التواصل بين المخرج والممثل هو سر النجاح في العمل وعلى المخرج ان لايكتفي بدور مخرج فقط يجب ان يمزج الفن بالابداع ... لان الفن ميزته الاساسية هي الابداع
ما دور الحكومة في دعم القطاع الفني ؟
ـ للاسف معظم الانتاج الدرامي الاردني الضخم هو انتاج شركات خاصة الحكومات المتعاقبة لم تدعم الفن في الاردن وليس عندها رؤيا ولا إستراتيجية ولا دور لترتقي بالفن ليكون رديفا لاقتصاد الوطن ، انظر الى الدراما التركية كيف غزت العالم العربي وغيره وتترجم حتى اصبح مقصد الملايين من المشاهدين وبالتالي اصبحت تركيا وجهة سياحية
أيضاً انظر الى الدراما المصرية التي تعد الرافد الاول للاقتصاد للاسف حكوماتنا المتعاقبة لاترى التميز في الدراما والممثل الاردني حتى يصبح الممثل الاردني قادرا على العطا ء والتميز وخرج الى بلدان عربية وابدع فيها مثل مصر والخليج .. اذا الحكومة ما تنبهت الى هذا القطاع الهام ووضعته ضمن خططها ودعمته ليرتقي العمل الدرامي والقنان الاردني غير ذلك سيبقى حال هذا القطاع مترديا وعلى الفنان الاردني ان لاينظر للفن كمهنة فقط لا بل علينا دور مهم وهو ان نقدم الاردن الى العالم العربي والعالم اجمع من خلال الدراما الاردنية لان الفن رسالة وعلينا أن نحلق في سماء هذا الفن وفي المهرجانات نحصد الجوائز ليبقى الاردن حاضرا في الساحة الفنية العربية والعالمية
ماهي التحديات التي تواجه المخرج الاردني ؟
ـ عندما لا يعرف المسؤول قيمة الفن ولا قيمة العمل الدرامي ولا قيمة النص وهو بالتأكيد لايعرف قيمة المخرج وهذه واحدة من التحديات التي يواجهها المخرج الاردني ، فالمسؤول عندما ينظر لك كمخرج لاينظر بانك حجر عظيم في بناء الوطن ، انا كمخرج لايوجد لدي عائق بالنسبة للكاميرا ولا في الممثل ولا في الفكرة أو النص مثال على ذلك منذ خمس سنوات لم اعمل اي عمل في الاردن .. هذا اكبر عائق في طريق المخرج الاردني وانا اجد نفسي مطلوباً خارج الاردن في الجزائر وعمان والخليج اكثر من الاردن مع انني أحب أن اقوم باعمال اردنية ، والسبب ان المسؤول لايعرف معنى الابداع والتميز في العمل الدرامي الاردني ولم يصل الى قرار يتخذه اتجاه هذا القطاع والعاملين فيه .. واذكر قبل اربع سنوات كان هناك لقاء في التلفزيون الاردني جمعني في الفنانة والكاتبة والشاعرة الكويتية فجر السعيد فسألتني عن ماذا اعمل في ذلك الوقت فأجبتها " انا اقوم بعمل في الجزائر " قالت " يجب محاسبة المسؤولين في الاردن معقول هذا التميز يترك" ؟
لماذا لايستغل المسؤول الاردني طاقاتي الابداعية كمخرج حتى اقدم اعمالا اردنية مميزة وتستمر حتى الكمال الفني التام
بالنسبة لي لا يوجد فرق بين العمل الاردني والعربي فكل الوطن العربي هو وطني ولكن هناك خصوصية اردنية أريد ان اتميز بها من خلال اعمالي كما هو الحال في الاقطار العربية الأخرى .
من المسؤول عن هذا التردي في القطاع الفني ؟
ـ الحكومة هي المسؤولة بما يمثلها ، ومنهم وزير الاعلام و وزير الثقافة حتى وزير التخطيط ووزير المالية ايضا لان الفن قطاع حيوي وهو قادر على خدمة كل قطاعات المجتمع كالسياحة والاقتصاد والتعليم ومؤسسات المجتمع كافة
نستطيع ان نقول أن قطاع الفن في الاردن مظلوم بشكل عام ؟
ـ نعم كل القطاعات الفنية مظلومة لأنه لايوجد لدينا وعي بقيمة الفن حاولنا من خلال نقابتنا ومن خلال جهود شخصية أن نصل الى حل ولكن لم نجد آذانا صاغية
الشاهد: سمعنا أنه يوجد خلافات بين اعضاء نقابة الفنانين واعقبها انسحابات لاعضاء في مجلس النقابة ؟
ـ هي ليست خلافات بل اختلاف في وجهات النظر بين الاعضاء وهذا شىء طبيعي ، ولكن ومن تقديري انا بسام المصري أن بعض اعضاء النقابة هم موظفون في المؤسسات الحكومية وبالتالي لايستطيع أن يطلب للنقابة شيئا من الحكومة ربما حرصا على وظيفته كما ان الاعضاء تختلف طريقتهم في تقييم مطالب النقابة وبالتالي يحصل الاختلا ف، مع انهم شاعرون بالقصور الحكومي اتجاهنا كفنانين ومن الواجب ان نترك الخلاف الجانبي ونتوجه في مطالبنا لاصحاب القرار
هل برأيك أن النقابة مقصرة بواجبها اتجاه الفنان ؟
ـ النقابة غير مقصرة ، ويأتي دورها تنظيميا واشرافيا لمهنة الفن ولكن عندما لا يجد الفنان أعمالا فنية ويعيش في بطالة واصبح يبحث عن عمل أخر حتى يعيش ، على ماذا ستشرف النقابة يجب على الحكومة أن تدعم قطاع الفن وتضعه ضمن استراتيجياتها وموازناتها السنوية ، او على الاقل تنشىء له صندوق اسوة بصناديق دعم المرأة ودعم الطالب ودعم شهداء الوطن ونفتخر بهذه المبادرات ولكن أين صندوق دعم الفنان ؟ برايي أن المسؤول غير واع بدور الفن ورسالته ، واذكر قبل فترة قصيرة جاء الى النقابة وزير الثقافة والشباب وتناقشنا معه ، وسألنا " يقول أنا جئت اسمع منكم " ماذا يسمع منا ؟ أين المبادرات الي أتيت لنا بها ، المواطن الاردني يسأل يقول " أين الفنان الاردني أين الدراما المحلية ؟ " مشكلتنا معروفة منذ خمس عشر سنة ، لايوجد دعم حكومي
شاهدنا في السنوات الاخيرة مشاركة العديد من الفنانين العرب جنبا الى جنب مع الفنان الاردني ، حدثنا عن هذه الفسيفسائية الرائعة في الدراما الاردنيية من اخراج بسام المصري .
ـ احب اقول ان الفن العربي له هوية واحدة هي الهوية العربية ، لان المشاهد الاول هو الجمهور العربي للمسلسلات المنتجه عربيا ، انظر الى المحطات الفضائية العربية مثل ( أم بي سي والقطرية والعربية ) لهن دور في بث الانتاج العربي على وجه العموم واذا كانت الوحده العربية هي مطلب جماهير الامة العربية فهو الهدف الاول للفنانين بل واجب ، والحدود غير موجوده في فضاء الفن العربي لهذا تجدنا نختار المخرجين والممثلين من كافة الاقطار العربية لذلك نجد في اعمالنا ومسلسلاتنا ممثلين من جميع الدول العربية ودائما نقول اين وجدت وفي اي دولة عربية اقول انا مخرج عربي نعم افتخر بانني اردني لكن انا عربي ايضا كما ان التلاقي بين المخرجين والفنانيين العرب من كافة الاقطار العربية تثري تجاربنا ونؤثر في بعض , مثلا انظر للاتحاد الاوروبي يضم عددا من الدول اتحدت ولها وزنها العالمي على مستوى السياسي والعسكري والاقتصادي والفني ايضا نحن العرب اقرب للوحدة لما نشترك به من تراث وتاريخ ولغة ودين ومصير واحد ...
لابد من خلال رحلتك الفنية والاخراجية حدث معك طرائف حدثنا عنها ؟
ـ الطرائف التي تحدث معي ومع زملائي الفنانين كثيرة واذكر بعض منها في ذات مرة وكنا نصور في مسلسل نمر بن عدوان وكنا نعمل دون كلل او ملل وأخذنا قسطاً من الراحة وغلبنا النوم فحضر الراحل ياسر المصري واخذ يصورنا ونحن نائمون وبوضعيات مضحكه، كما اذكر ذات مرة ونحن نصور في مسلسل رياح المواسم كان يشارك معنا الممثل والزميل يوسف الجمل شافاه الله وبعد ان انهى مشاهده غادر وفي اليوم التالي وبالرغم من الحر الشديد حضر لموقع التصوير وعندما سالته عن سبب حضوره اجاب " والله من محبتي لكم مش قادر افارقكم " وضحكنا معاً ، فكانت طرائفنا من صلب عملنا فكانت المحبة بيننا هي التي تصنع الطرفة كذلك ان المحبة هي سبب التميز ، ولي عتب على التلفزيون الأردني الذي لم يقم بدوره اتجاه الفن الوطني لان العتب على قدرالمحبة
ـ اذا كان هناك تقصير حكومي اتجاه الفن على الاعلام ان يقوم بدورة ليسلط الضوء على هذا التقصير ليتم معالجته والفن والصحافة وجهان لعملة واحدة فكلاهما مكملان لبعضهم
ماذا يوجه المخرج بسام المصري نصيحة لجيل المخرجين الجدد ؟
ـ اقول لهم أحبوا عملكم حتى تحبوا وطنكم ولا تستعجلوا للبحث عن النجومية وتعلموا من تجاربنا وشاهدوا اعمالا محلية وقومية وعالمية وسيروا للامام بخطى ثابته وواثقة ولا تستعجلوا
كلمة أخيرة توجهها لجريدة الشاهد الاسبوعية
ـ اشكر جريدة الشاهد على استضافتي والاهتمام بالقطاع الفني ، فهذه لفتة كريمة منكم واتمنى ان تسيروا للامام ونتمنى لكم التوفيق