الشاهد -
تعيش في غرفة بويلر.. وولدها صياح يعاني الربو والحساسية
الشاهد-فريال البلبيسي
الشاهد ما زالت مستمرة وآخذة على عاتقها متابعة القضايا الاجتماعية التي تهم شريحة كبيرة من مجتمعنا الاردني والذين يعيشون حياة مأساوية وظروفا قاهرة ولا يجدون كفاف يومهم. في هذا الاسبوع طرقنا ابوابا لعائلات مستورة في منطقة بقلب عمان العاصمة والذين يعيشون حياة الفقر والحرمان وعندما نظرنا لوجوههم كان الحزن وخطوط وشحوب الوجه بادية عليهم، فما ان تدخل بيوت هذه العائلات حتى تجد نفسك في عالم اخر فالأم والأبناء منزلهم غير صحي ويعانون الأمراض جراء التواجد في هذه المنازل التي لا تدخلها الشمس ولا الهواء النقي وتفوح منها الرطوبة والعفونة. وعندما تجول في منازلهم ستجد سوء العيش واثاثا وفراشا عفى عليه الزمن منذ سنوات ومع هذا فنحن نسمع وما زلنا نسمع عن مزاجية موظفي صندوق المعونة ووزارة التنمية الاجتماعية حول صرف الرواتب لهذه الاسر وقطع رواتب بعض الاسر بالرغم انهم ما زالوا يحتاجون لهذه الرواتب. ونحن نناشد مسؤولي صندوق المعونة ووزارة التنمية الاجتماعية واهل الخير في بلدنا من اجل مساعدة هذه الاسر المنهكة والمحرومة من كل جود اهل الخير. الحالة الأولى.. من قلب عمان الشرقية "حي الزهور" طرقنا باب الارملة هيام والتي تعيش ظروفا اقتصادية سيئة بعد وفاة زوجها وتركه لها ثلاثة اطفال ما زالوا صغارا. وعندما تجولنا في منزلها الذي تعيش هذه الارملة فيه، كان عبارة عن غرفة صغيرة والمطبخ والحمام التابع للغرفة كان لغرفة "بويلر"، واستقبلتنا الارملة وهي تدمع فرحا وقالت فرحت جدا بكم لان صوتي سيسمعه المسؤولون والمعنيون من اجل مساعدتي فأنا ادعو الله ليلا نهارا ان يسمع صوتي للمسؤولين لانني تعبت جدا من هذه المعاناة التي لا تنتهي ابدا، وعندما نظرت لهذه الشابة التي توفي عنها زوجها منذ اربع سنوات وترك لها حملا ثقيلا وجدتها غائرة العينين وعلامات الحزن وشحوب الوجه باديا عليها. قالت هيام اسماعيل محمد منصور وعمرها 41 عاما وهي ام لثلاث ابناء اكبرهم 15 عام وهو طالب، قالت حياتي مليئة بالمشاق والتعب منذ وفاة زوجي فهو لم يترك لي شيئا اعيش منه مع اسرتي فأنا ام وربة منزل حيث لا يوجد معي شهادة اعمل فيها لأعيل اسرتي ومنذ وفاة زوجي وحالتي المادية سيئة جدا فأنا لا استطيع توفير طلبات ابنائي فهم صغارا وبحاجة الى رعاية بجميع انواعها، ابنائي حزنوا جدا بعد وفاة والدهم وخصوصا انه كان مثال الاب الحنون الذي كان همه اسعاد ابنائه فالمرحوم كان يلبي جميع طلبات ابنائه ويحضر لهم كل ما يطلبون وبالرغم ان المرحوم كان عاملا بسيطا ودخله الشهري بالكاد يكفي العائلة لكن لم يكن زوجي يشعر ابناءه بذلك، لهذا ابنائي حزنوا جدا وشعروا بالحرمان والنقص الشديد بوفاة والدهم وانا لا استطيع ان اسد هذا الفراغ الذي تركه المرحوم. واكدت الام ان الغرفة التي تأويهم ايجارها الشهري 70 دينار عدا الماء والكهرباء، مضيفة ان باب المنزل الذي يأويني لا استطيع اغلاقه لكن اقول الامان بالله لهذا تجدني لا استطيع ان اغفو ليلا لأحرس ابنائي. وقالت هيام ان ابنائي يحلمون بطعام به لحم ودجاج وسمك ويحلمون بالحلوى والملابس الجديدة لكني لا استطيع تحقيق احلامهم الا بالكاد عندما يأتي محسن ويعطي ما تجود به نفسه لابنائي الايتام. وقالت انها تتقاضى من صندوق المعونة الوطنية راتبا شهريا 135 دينار ولا يبقى سوى 20 دينار مصروفا شهريا تعيل به اسرتها وناشدت هيام وزيرة التنمية الاجتماعية قائلة هل20 دينارا تكفي لاعالة ام وثلاث اطفال في ظل هذه الظروف المعيشية التي رفعت اسعار كل شيء. وطالبت هيام بمنزل يأويها واطفالها له باب حديدي تغلقه على اسرتها ويكون هذا المنزل صحيا تدخله الشمس والهواء النقي، مؤكدة ان ولدها صياح 15 عاما يعاني من الربو والحساسية الشديدة بسبب المنزل الذي تعيش فيه والذي جلب المرض لولدها