ناجح صوالحة
يعتبر ملف الفقر من أهم الملفات التي تحظى بإهتمام الدولة الاردنية , حيث نلاحظ أن جلالة الملك عبداالله الثاني في كل مناسبة وحديث يضع الفقر في مقدمات أهتمامه وطلبه المتكرر من الجهات الرسمية وضع الحلول لهذه المهمة الوطنية , زيارات جلالة الملك الميدانية تكون في اغلبها لمناطق فقيرة وأسر تعاني من أوضاع معيشية صعبة من اقصى الجنوب الى أبعد نقطة في الشمال , حيث يعتبر الاردن من أوائل الدول في المنطقة التي وضعت الفقر في مكانه الصحيح منذ منتصف القرن الماضي عندما تم تأسيس صندوق المعونة الوطنية وكان هدف الدولة الاردنية في حينه هو التوافق على وضع الحلول للإسر التي تعاني من صعوبة في العيش الكريم , أستمر العمل وادى الصندوق دوره الوطني وزادت موازنته وزاد عدد الأسر المنتفعة الى أن وصلت الان الى ما يقارب مئة الف اسرة قارب مبلغها الشهري من ثمانية ملايين ونصف المليون دينار من برنامج المعونات المالية المتكررة فقط بالاضافة الى برامجه الأخرى مثل الطارئة والتأهيل الجسماني والتدريب والتشغيل , بنى هذا الصندوق بخبرات اردنية قرأت الحالة الاردنية وطبيعة المجتمع ورسمت سياساته وبرامجه حسب مقتضيات الحاجة , كل ذلك جعل من صندوق المعونة الوطنية مؤسسة وطنية عملت بإنتماء لإنسان هذه الارض وبفعالية وحيوية يشهد بها الجميع , يستعد الصندوق في المرحلة القادمة للعمل على برنامج إضافي وهو برنامج الدعم التكميلي يستمر لمدة ثلاث سنوات سيدخل في سنته الاولى خمسة وعشرين الف أسرة جديدة وفي سنته الثانية ثلاثون الف اسرة وفي سنته الثالثة ثلاثون الف أسرة اخرى , هذا عمل يحتاج الوقوف الى جانب هذه المؤسسة الكبيرة بالعاملين بها بإخلاص ومهنية شهد بذلك كثيردول المنطقة ومن الجهات والمنظمات الخارجية التي تعنى بقضايا الفقر والحماية الاجتماعية.
يمر الصندوق في الأونة الاخيرة بتوافق وإنسجام لم يعتد عليه , حيث تقف الحكومة
الحالية مع الصندوق بكل خطواته وتمنحه دعما خاصا لدوره الكبير المناط به , يضاف ركن اخر لهذا التوافق وهو وجود رئيس مجلس إدارة الصندوق معالي وزير التنمية الاجتماعية على رأس هرم رسم السياسة والخطط وهي التي كانت مدير عام
للصندوق لمدة قاربت على السبع سنوات , نأتي على تنفيذ المهام ومتابعة السياسات حيث سلم أحد خبراء الصندوق ومن بناة هذا الصندوق منذ نشأته منصب مدير عام بالوكالة وهو المطلع على الخطط والبرامج وساهم مساهمة كبرى في رسمها , كل ذلك يضع الصندوق في المسار الصحيح لتنفيذ جانب من أولويات الحكومة الحالية من خلال محور التكافل الاجتماعي , قد أسند لهذا الصندوق دور يستحقه وهو على قدر الحمل في حال أستمر هذا التوافق والنظر بجدية من قبل الجهات الأخرى المكملة لهذا الجهد الوطني والدور الهام المطلوب من الجميع من أجل السعي وبذل كافة الطاقات للتخفيف من نسب الفقر.
أن كنا نريد ان نبلغ أي هدف لا بد من السير بمنهجية واضحة وتركيز من قبل القائمين على الخطط والسياسات حسب متطلبات المرحلة , نحن في حاجة ماسة الى السباق مع الوقت وبناء منظومة محكمة لتحقيق ما نصبو اليه من نتائج تراعي حاجة الفئات المستهدفة من أي خطة عمل , أن الفقر والبطالة مشكلة الاردن الاساسية وهي
تحظى بإهتمام أصحاب القرار لكن نحتاج اصحاب أفق وطني منتم يكون هدفه النجاح للوطن والتخفيف من صور المعاناة والضنك لهذه الاسر المحتاجة .