هل تسهم جولات غريفيت في انهاء صراع اليمن ؟!
بقلم : عبدالله محمد القاق
تعهد المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث بخارطة سلام جديدة وحل الازمة المستحكمة بين الاطراف اليمنية عن طريق مؤتمر يعقد في السويد قريبا .ورغم موجة تصعيد عسكري كبيرة يشهدها عدد من الجبهات اليمنية، مع دخول الحرب عامها الرابع، إلا أن المبعوث الأممي بدا واثقا من إمكانية تحقيق الأمن وتقديم خطة سلام في زمن قياسي، وهو ما فشل فيه سلفه ولد الشيخ أحمد طوال ما يقرب من 3 أعوام
لقد تعثرت عملية السلام في اليمن منذ توقف مفاوضات الكويت في أغسطس 2016، التي رعتها الأمم المتحدة لمدة 90 يومًا، ووصلت إلى طريق مسدود، إثر رفض الحوثيين التوقيع على اتفاق سلام، في الوقت الذي رحبت به الحكومة الشرعية اليمنية، المعترف بها دوليًا. ويأتي ذلك لخضوع الميليشيات الحوثية لإملاءات إيران المصرة على عرقلة كل جهود السلام في اليمن وتهديد أمن المنطقة. ومع تعيين البريطاني مارتن غريفيث موفدا دوليا جديدا هو الثالث خلفًا للموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أبدت أوساط سياسية تفاؤلها بقدرة غريفيث على تطبيق خارطة سلام يعتمد فيها استراتيجية جديدة يركز فيها على الإصغاء لكل أطراف النزاع على طاولة الحوار. لكن رغم ما يبديه غريفيث من ثقة بأن الخطوط العريضة للحل موجودة، يؤكد مراقبون أن تعنت إيران وإصرارها على لعب دور تخريبي تتحدى به الأمن القومي لدول الخليج يجعلان فرص السلام غير متاحة على المدى القريب.
والواقع منذ تصاعد حدة النزاع في مارس 2016 الذي قاد إلى تدخل التحالف العربي لمساندة شرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ضد انقلاب ميليشيات الحوثيين على السلطة -وهي الميليشيات المسلحة التي تدعمها إيران، بغرض تحقيق أجنداتها السياسية التوسعية في المنطقة والقائمة على انتهاك شرعية الشعوب ونشر الفوضى- رعت الأمم المتحدة ثلاث جولات من المشاورات، اثنتان منها كانت في سويسرا، وثالثة استمرت لأكثر من 90 يوما في الكويت.
لقد تشابهت محطات جولة المبعوث الجديد مع سلفه ولد الشيخ، لكن طاولة الأطراف التي يحاورها كانت تتسع أكثر من سابقاتها التي كانت تشهد حضور طرفين رئيسيين هما حكومة هادي باعتبارها الجهة الشرعية، والحوثيون باعتبارهم الجهة التي انقلبت على السلطة
وفي صنعاء التقى المبعوث الأممي بممثلين من جماعة الحوثي وممثلين من حزب المؤتمر الشعبي العام ومكونات أخرى غالبيتها توصف بأنها أحزاب ظل حوثية، لكن الاختراق الأبرز تمثل في لقائه زعيم جماعة الحوثيين، عبدالملك الحوثي، حسب وسائل إعلام حوثية.
وفي مسقط التقى غريفيث بأعضاء الوفد التفاوضي الحوثي، والقيادي في حزب المؤتمر وعضو الوفد التفاوضي، أبوبكر القربي، بالإضافة إلى وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي، الذي يوصف بأنه أحد أبرز اللاعبين الإقليميين في الملف اليمني منذ اندلاع الحرب.
ولأول مرة، كان أعضاء المجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بالانفصال طرفا حاضرا في أجندة الأمم المتحدة، حيث التقاهم المبعوث الأممي في العاصمة الإماراتية أبوظبي، قبل لقائه أحمد علي عبدالله صالح، نجل الرئيس اليمني السابق، كما التقى أيضا بوزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد.
ويرى مراقبون أن المبعوث الأممي استطاع من خلال جولة أولى الاستماع لأبرز القضايا من أبرز اللاعبين على الساحة اليمنية، وتوصل إلى نتيجته التي أعلنها أمام مجلس الأمن الدولي، مبديا ثقته في أن الخطوط العريضة للحل موجودة.
ويعتقد غريفيث أن الخطوط العريضة لحل الأزمة هي “إنهاء القتال، وسحب القوات وتسليم الأسلحة الثقيلة في المواقع الرئيسية، بمعية الاتفاق على تشكيل حكومة تتسم بالشمولية وتجمع الأطراف فيما بينها على توافق في الآراء لبناء السلام”.
لكن أكد في المقابل أن التوصل إلى نتيجة ناجحة للمفاوضات “يستدعي التحلي بالصبر والاجتهاد وحسن النية . ويبدو ان الرغبة الاميركية في الضغط على كل الاطراف المتحاربة سوف تعمل على انهاء الحرب والوصول الى سلام في اليمن
ئيس تحرير جريدة سلوان الاخباري ”.