بقلم : عبدالله محمد القاق
حذر جلالة الملك في مقاله التوجبهي الشامل من خطورة نقل الشائعات على المجتمع و لامست الكلمة الرائعة بشكل كبير الضميرلان جلالته قد دق ناقوس الخطر لما يتعرض له المجتمع حاليا من مخاطر تهدف الى هدم النسيج الاجتماعى والوطنى عبر نشر الشائعات وترويج الأكاذيب بهدف خلق البلبلة والإحباط لدى افراد المجتمع، وقد لخص لنا المفكر الاقتصادى الشهير بول كروجمان هذا الوضع قائلا: الحقيقة لا تنتشر دائما، حيث إن المشعوذين والجهلاء يملكون القدرة على جعل الناس يصدقونهم من الناحية الظاهرية، وغالبا ما تكون لديهم القدرة على إقناع الافراد بانهم مثال للحكمة. وهى مقولة صحيحة تماما، حيث ينتشر عبر الإعلام، المسموع والمرئى والمقروء، العشرات من الافراد الذين يفتون فى العديد من الأمور دون ادنى معرفة بالمبادئ الأساسية لها، وقد انتشرت هذه الظاهرة بشدة مع الزيادة الكبيرة فى البرامج الحوارية ووسائل الاعلام الجديدة مثل شبكات التواصل الاجتماعى وغيرها، مما يساعد فى انتشار الشائعات والبلبلة وإحداث الفوضي.
اذن ابتعدوا عن الشائعات المضللة والمقيتة والتي رصدتها ـ جريد الدستور- مؤخرا وقالت انها فاقت العشرين الف شائعة مؤخرا وفي بضعة اسابيع من أسس الواقع المجتمع الإسلامي أن يكون سليم العقيدة، نقي القلب، نظيف المشاعر، عف اللسان، عف السريرة، مهذب الأخلاق، تصان فيه الحرمات، ولا تتبع فيه العورات.
ويبدأ هذا المنهج التربوي الأخلاقي بهذا المبدأ الخطير الذي لا يمكن أن تهدأ النفوس وترتاح القلوب إلا به، ألا وهو عدم الجري وراء الشائعات، ولذلك نريد أن نعرج علي مفهوم الشائعات وخطرها علي المجتمع وكيفية علاجها والوقاية منها.من أسس المجتمع الإسلامي أن يكون سليم العقيدة، نقي القلب، نظيف المشاعر، عف اللسان، عف السريرة، مهذب الأخلاق، تصان فيه الحرمات، ولا تتبع فيه العورات.
ويبدأ هذا المنهج التربوي الأخلاقي بهذا المبدأ الخطير الذي لا يمكن أن تهدأ النفوس وترتاح القلوب إلا به، ألا وهو عدم الجري وراء الشائعات، ولذلك نريد أن نعرج علي مفهوم الشائعات وخطرها علي المجتمع وكيفية علاجها والوقاية منها.
أولا: مفهوم الشائعات وخطرها:
الشائعة: هي، خبر ينتشر غير متثبت منه. ومن ثم أمر الإسلام بمبدأ التثبت من الأخبار وعدم الجري وراء الشائعات.
قال الله عز وجل "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا علي ما فعلتم نادمين" الحجرات: 6
لماذا التثبت والتبين.
كم من دماء أريقت وأرواح وأزهقت وأطفال شردوا بسبب ضياع هذا المبدأ ألا وهو التثبت والتبين وكم من الحروب التي أفنت آلاف البشر بسبب شائعات كاذبة؟
كم من قرارات ظالمة اتخذت دون تثبت فخربت البيوت وآلمت النفوس وجرحت القلوب وأبكت العيون، وعاش أصحابها في غياهب السجون؟
ولذلك يجب أن يتثبت الشخص من الأخبار التي تصله عن الآخرين فالشائعات لا أصل لها، ولا أساس.
والشائعات تنتشر في أوساط أهل الصلاح كذلك، وتجد من يروجها ويتلقاها عنه آخرون بالبث والنشر والافشاء
ألا تري أن خير القرون وأصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم تفشت في بعض منهم تلكم المقولة الخبيثة، والفرية العظيمة ألا وهي قذف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، الطيبة الطاهرة، كلمات فاسقة فاجرة لتنال من عرض رسول الله صلي الله عليه وسلم ومن شرفه.
وكذلك لتنال من طهارة الصحابي الجليل صفوان بن المعطل المسلمي، وكان الذي تولي كبر هذه الفرية، رأس النفاق في المدينة المنورة، عبدالله بن أبي بن سلول، وتلقاها عنه صحابة كانت لهم سوابق خير وفضل في الدفاع عن رسول الله صلي الله عليه وسلم كمسطح بن أثاثة، الذي شهد بدرا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم، وحسان بن ثابت، الذي كان يدافع بشعره عن رسول الله، ومحنة بنت جحش أخت زينب بنت جحش. وموقف آخر يبين كيف أن الصحابيات كن يتحدثن فيما بينهن بأمور لا أصل لها ولا أساس.
رئيس تحرير جريدة سلوان الاخبارية.