منصور الطراونة
كنت قد وعدت في مقالتي السابقة التي خصصتها عن العيد الثالث عشر لصحيفة الشاهد أن تكون مقالتي هذا الأسبوع عن أم أحمد تلك الزميلة الفاضلة التي أمضت 28 عاما في العمل الاذاعي كجندي مجهول لنفس المكان الذي كنت أعمل فيه ابان تعييني في الاذاعة عام 1974م وهو الطابق الثاني من مبنى الاذاعة الأردنية ولا أعني أنني سأكتب عن أم أحمد كشخص بل سأكتب عن ذكريات مفعمة بالحنين والعمل الجاد.
قلت لكم أيها القراء الكرام ليس المقصود الشخص بل المقصود اذاعتنا الحبيبة اذاعة المملكة الأردنية الهاشمية التي كانت وما زالت كخلية نحل هدفها الأول والأخير أن تقدم للمستمع الكريم المعلومة الهادفة والبرنامج المفيد والأهم من ذلك كيف كان الزملاء يعملون كفريق واحد فقد شاءت الظروف أن أكون في الاذاعة قبل اسبوع وتحديدا ينقلني عقلي وتفكيري وذاكرتي الى الطابق الثاني لأجد الزميلة الفاضلة أم أحمد ما زالت على رأس عملها في نفس الطابق وفي مكتبها المعتاد فجلست أحادثها وتحادثني عن الزملاء والعمل في تلك الحقبة الزمنية وخاصة عبد السلام الطراونه وعدنان الزعبي وموسى عاطف وجورج طريف وغيرهم من الزملاء الذي كان يغص بهم هذا المكان لا يعرفون طعما للراحة فريقا واحدا من أجل الوطن وليس غير الوطن وزاد حنيني وأنا أرى ذلك الطابق الذي كان يعبر عن الاذاعة بأجملها أشبه بالفارغ وأن بعضاً من غرفه خصصت للأرشيف ولحفظ الملفات الكثيرة في مؤسسة الاذاعة والتلفزيون.
وعودا على بدء فالاذاعة تعيد اليوم مجدها الماضي بادارة الاستاذ محمد الطراونه وفريق العمل في مختلف الأقسام فربما تعود الذاكرة من جديد لأيام جبر حجات ورافع شاهين وصالح جبر وغيرهم الكثير ممن ضحوا فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا وتحية خاصة لأم أحمد ومن هن على شاكلتها من الزميلات الفاضلات.