بقلم : عبدالله محمد القاق
الزيارة التي قام بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى الكويت ومباحثاته مع سمو امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح تكمن في كونها تعيد العلاقات الاخوية الى سابق عهدها وتعبر عن رغبة في تجسيد التضامن العربي قبل انعقاد القمة العربية المقبلة في الكويت. لقد كانت هذه الزيارة التي شهدت رفع العلم الفلسطيني على السفارة الفلسطينية في اليوم الثاني من الزيارة خطوة عملية ناجحة على تأكيد تطوير وتفعيل العلاقات الاخوية بين فلسطين والكويت، هذه الزيارة كان لها أثرها الكبير في تحسين العلاقات الثنائية واسهام المستثمرين الكويتيين في مشاريع اقتصادية لدى الدولة الفلسطينية بما في ذلك قطاع غزة والتي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية. وهذه الزيارة تعتبر الاولى التي يقوم بها الرئيس الفلسطيني الى الكويت بعد انضمام فلسطين الى الامم المتحدة والتي أسفرت عن اتفاق تام بين الجانبين الفلسطيني والكويتي على اعتماد جواز السفر الفلسطيني مثل أي جواز دولة عربية اخرى، وقد اتفق على بحث كل التفاصيل اللازمة لنقل الاقامات من وثائق السفر الفلسطينية الى الجوازات الفلسطينية الجديدة فضلاً عن امكانية تسجيل الاملاك الكويتية لدى الدولة الفلسطينية باسماء الكويتيين بحيث تتضمن المساحة بالتفصيل حيال كل هذه القضايا لتعزيز التعاون.
والواقع ان للكويت دوراً بارزاً في دعم القضية الفلسطينية حيث انطلقت الثورة من الكويت وكان الشيخ صباح الاحمد الجابر هو من اول الداعمين لها واعلان الثورة من الكويت وقدمت للشعب الفلسطيني منذ الثورة حتى الان المساعدات الكبيرة سواء عبر الاونروا او المساعدات الكبيرة التي قدمها سمو الشيخ صباح الاحمد الجابر من خلال مؤتمر المانحين لفلسطين في الكويت الذي تبنى انشاء صندوق بمليار دولار لدعم ما دمره الاحتلال في غزة.
لقد أرسى سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح -الذي يتسم بعلاقات عربية ودوليةكبيرة وسبق لي ان رافقت سموه ابان توليه منصب نائب رئيس الوزرارء ووزير الخارجية الكويتية حيث كنت اشغل منصب مدير تحرير لجريدة الرأي العام الكويتية لثلاثة اعوام خلت _ قواعد متطورة وأسس ثابتة لدعم العلاقات الكويتية – مع الفلسطينيين بالمطالبة باقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وتفعيل التضامن العربي لتحقيق التلاحم والتماسك بين أبناء الوطن العربي من أجل مواجهة التحديات الراهنة خاصة وان سمو الامير الشيخ صباح الاحمد يُطلق عليه لقب حكيم العرب، وهو لقب حازه بعد ان عمل اكثر من اربعين عاما في رسم السياسة الخارجية الكويتية اكسبته خبرات عديدة تم تسخيرها في القمم العربية، وخاصة قمة الكويت الاقتصادية “غزة والانسان” الذي جمع القادة العرب وأزال خلافاتهم لما اتصف به سموه من خبرة وحنكة وحكمة على تجاوز الصعاب وتحقيق المصالحات العربية بصورة غير مسبوقة لاصلاح البيتين العربي والفلسطيني،
وكان سمو الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح رئيس الوزراء الكويتي السابق، وممثل صاحب السمو أمير دولة الكويت قال في حديث ل “الدستور” ان الكويت تدعم الشعب الفلسطيني لاقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وتُطالب اسرائيل بالاذعان للقرارات الدولية بالنسبة للصراع العربي الاسرائيلي والقضية الفلسطينية وطالب بفتح المعابر امام المساعدات الانسانية المقدمة للشعب الفسطيني وازالة المستوطنات والجدار العازل فضلاً عن الانسحاب الكامل من جميع الاراضي العربية التي تحتلها اسرائيل منذ عام 1967 بما فيها القدس، مشدداً سموه الشيخ ناصر المحمد الصباح_ الذي اعرف مواقفه جيدا المعروف بمواقفه الوطنية والقومية وحرصه على تجذير الديمقراطية والنهوض بالاسان واهتمامه بالقضية القومية المركزية _ على وقف الانتهاكات الاسرائيلية للاراضي الفلسطينية والتي ذهب ضحيتها آلاف الأبرياء من الفلسطينيين، مؤكداً ايضاً أن الكويت بتوجيهات سمو الامير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ستواصل دعمها الكامل للحقوق والثوابت الوطنية للفلسطينيين، وهذا يعني ان الكويت لن تتردد في دعم وتعزيز المساعدات للشعب الفسطيني وانهاء الاحتلال الاسرائيلي ودعم صمودهم لمواجهة الاحتلال في مخططاته التوسعية والاجرامية ضد حقوق الشعب الفلسطيني الأعزل..
والواقع ان العلاقات الكويتية – الفلسطينية ستشهد بعد مباحثات القمة في الكويت مزيداً من النمو والتقدم والازدهار في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية تجسيداً للطموحات الوطنية التي اختطها الزعيمان العربيان سمو الشيخ صباح الاحمد الجابر والرئيس الفلسطيني عباس لدعم الشعب الفلسطيني بمختلف المجالات وتطوير التعاون على قواعد ثابتة تقوم على المصداقية والتفاهم والحوار والمصارحة والحرص على اقامة العلاقات الاخوية الطيبة مع الجميع على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الاخرين.
وقد كان واضحاً نجاح هذه الزيارة وأهميتها بالمرحلة الراهنة والتي شارك فيها الدكتور حمد الدعيج سفير الكويت في الاردن وفلسطين حيث اكد ل “الدستور” ،امس، عمق التفاهم والرؤى المشتركة والتعاون الشامل بين القيادتين الكويتية والفلسطينية؛ لجهة دعم صمود الشعب الفلسطيني واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وانهاء الانقسامات بين الفلسطينيين وتحقيق السلام الدائم والعادل في المنطقة عن طريق حل الدولتين وتوفير الامن والاستقرار في الشرق الاوسط.
abdqaq@orange.jo