الشاهد -
تقرير الطب الشرعي .. يفيد بوجود اثار تعذيب واضحة
توجيه تهمة التعذيب لضابط و4 افراد في مكافحة المخدرات
الشاهد- فريال البلبيسي
ما زالت تبعات قضية مقتل الشاب سلطان الخطاطبه 32 عاما تتطور بجميع الاتجاهات كما انها شغلت الرأي العام بالفترة الاخيرة خاصة بانها الحالة الاولى التي يتم فيها اسناد جرم التعذيب لضباط وافراد للامن العام وما رافق هذه القضية من احتجاجات واعمال شغب واسعة من قبل ذوي المرحوم الخطاطبه لوفاة ولدهم بسبب التعذيب وعدم قناعتهم بالرواية الامنية الرسمية بانه مات منتحرا مطالبين بتحقيقات شاملة للوقوف على حقيقة مقتل ولدهم. محملين هم وابناء عشيرة الخطاطبه مديرية العام مسؤولية وفاة ابنهم وخاصة بان لديهم شهود عيان على التعذيب وكذلك تقرير الطب الشرعي الذي يؤكد وجود اثار تعذيب على جثة المتوفى وتفسير سبب الوفاة بتعاضد عضلة القلب ونزف عنكبوتية الدماغ.
الاحداث
بتاريخ 1/3/2013 القي القبض على سلطان الخطاطبه وقريب له اثناء تعاطيهما مادة الحشيش وهم في مركبتهما وعندما القي القبض عليهما تعرض سلطان الخطاطبه للضرب المبرح من قبل ضابط وافراد من ادارة مكافحة المخدرات كما روى على لسان قريبه الذي القي القبض عليه برفقة الخطاطبه وعلى لسان الشهود الذين شاهدوا القاء القبض عليه.
ردة فعل عشيرة الخطاطبه
.. بعد وفاة ولدهم اقدم محتجون على تقرير مديرية الامن العام حول وفاة الشاب سلطان خطاطبه على اغلاق الشارع الرئيسي بالحجارة والاطارات المشتعلة في وسط بلدة كفرنجه بمحافظة عجلون. وحمل المحتجون وهم من ابناء عشيرة الخطاطبه مديرية الامن العام مسؤولية وفاة ابنهم مؤكدين انه تعرض للتعذيب داخل مركز اصلاح وتأهيل سجن الجويدة قبل موته. واكد اقارب الخطاطبه على رفضهم تقبل التعازي او استلامهم جثمان فقيدهم الى حين التعرف على هوية القاتل والحصول على اعتراف امني مطالبين بعطوة اعتراف من الامن العام ومعربين عن استيائهم لعدم تواصل الامن معهم. وحمل ابناء عشيرة الخطاطبة قسم مكافحة المخدرات في جرش المسؤولية الكاملة للحادثة في الوقت الذي اكد فيه عدد من اقارب المتوفى على وجود كدمات واثار التعذيب في انحاء جسمه.
بيان عشيرة الخطاطبه
اكدت العشيرة في بيانها انها تعاملت منذ البداية وستتعامل مع قضية وفاة ابنها باقصى درجات ضبط النفس والامتناع باسباب الوفاة مشيرة الى انها حريصة كل الحرص على الممتلكات الوطنية العامة والخاصة وانها غير مسؤولة عن اي اعمال شغب واعتداء قد تنفذها اطراف مندسة تهدف الى الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة او تشويه صورة العشيرة وذلك ايمانا منها بأن الاردن سيبقى دولة القانون والمؤسسات والعدالة، كما اكدت العشيرة على ثقتهم التامة بالقضاء الاردني العادل وان التحقيقات الجارية ستكشف لهم الاسباب الحقيقية التي ادت الى الوفاة لافتين في ذات الوقت الى انهم يرفضون تسلم الجثة او دفنها وقبول التعازي حتى ظهور الحقيقة. لكن بعد ضغوطات عديدة من وجود العشيرة تم دفن جثة الخطاطبه »اكرام الميت دفنه«.
المدعي العام
وبعد التحقيقات وجه مدعي عام جنوب عمان القاضي احمد الرواحنه تهمة التعذيب لضابط في ادارة مكافحة المخدرات برتبة نقيب ول 4 من زملائه خلافا لاحكام المادة 208 من قانون العقوبات الاردني على خلفية وفاة النزيل سلطان الخطاطبه الذي اوقف في 1 اذار الماضي من قبل دورية من مرتبات مكافحة المخدرات في عجلون. وتعد هذه الحالة الاولى في تاريخ المملكة التي يتم فيها اسناد جرم التعذيب لضابط وافراد من الامن العام حيث اثبتت البينات التي تم جمعها من قبل النيابة العامة وجود التعذيب. واحال القاضي الرواحنه ملف القضية باكمله الى المستشار العدلي في مديرية الامن العام لاتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة كون مدعي عام جنوب عمان غير مختص في استجواب المشتكى عليه ومن معه وعددهم 4 من مرتب مكافحة المخدرات.
تقرير الطب الشرعي
وقد اثبت تقرير الطب الشرعي وجود اثار تعذيب على جثة النزيل المتوفى الخطاطبه لكنه لم يربط بين سبب الوفاة وهذه العلامات حيث فسر سبب الوفاة بتعاضد عضلة القلب ونزف عنكبوتية الدماغ واثبتت التحقيقات ذلك نتيجة سقوط داخل مركز التوقيف. الا ان التقرير اشار الى وجود تعذيب على معصمي يدي الخطاطبه وقدميه حيث كان القيد مغلقا بشكل محكم وعظام يديه واضحة اضافة الى الضرب وسحجات حول العين. وكان القاضي الرواحنه قد اوقف طبيبين كان النزيل قد عرض عليهما خلال اصابته باعياء وفقدان الوعي بتهمة التهاون والاهمال الوظيفي والواجبات الوظيفية وتم تكفيلهما بعد اسبوع. الشاهد قامت بزيارة ذوي المغدور الخطاطبه في منطقة عجلون لتلقي الضوء على هذه القضية وكان لنا هذا اللقاء مع والد وشقيق المغدور.
الشاهد في منزل المغدور
سلطان محمد علي خطاطبه 32 عاما وهو متزوج ولديه ثلاث اطفال ويعمل سائقا على مركبة خصوصي. والد الخطاطبه قال ابو سلطان علمت بما حدث لابني بعد وفاته وانه يتعاطى الحشيش ولكنه لا يحب العنف ابدا واسفي كبير جدا على ما حصل له من قبل ضابط وافراد مكافحة المخدرات وان المرحوم ليس تاجر مخدرات ولا ارهابيا ويجب ان يتعاملوا معه بهدوء لانه ليس مجرما، واكد ابو سلطان بانه لن يتسامح بدم ولده الذي ذهب ضحية اشخاص قاموا بتعذيبه بدل من ان يتعاملوا معه بهدوء وان يتم معالجته من قبلهم وليس العكس.
الحادثة
وقال مثقال شقيق المغدور بتاريخ 1/3 كان المرحوم مع قريب له يتعاطون الحشيش في سيارة شقيقي وقد القي القبض عليهم من قبل المكافحة وحسب اقوال قريبي الذي القي القبض عليه مع المرحوم بانهم انزلوا المرحوم غصبا من سيارته وهم يضربونه بكعب المسدس على خلفية رأسه وقاموا بركله ورفشه بارجلهم حتى نزف الدم من انفه وفمه وقاموا بتقييده بيديه وبقي قيد التعذيب لفترة طويلة وكان شقيقي في هذه الاثناء ومن شدة الضرب يعاني من الام حادة بالرأس وقد تم اخذه من قبل ادارة مكافحة المخدرات الى الطبيب وقد اثبت الطبيب بان حالته جيدة وتم اعطاءه تقرير طبي يفيد بان حالته جيدة وقد تم تحويله باليوم التالي لادارة مكافحة المخدرات ومن شدة الالام التي المت بالمرحوم فقد الذاكرة تماما وهذال حسب رواية قريبي الذي كان معه وحول بعد ذلك الى مركز اصلاح وتأهيل الجويدة وبعد يومين توفي المرحوم.
بعد معرفة الاهل بالوفاة
قال مثقال ما يحزن القلب ان مديرية الامن العام اكدت في بيانها التي اصدرته بان المرحوم توفي اثر نزيف دموي في الدماغ نتيجة لارتطامه بجسم صلب راض مشيرة الى انه تم توقيف الخطاطبه بجرم حيازة مادة مخدرة بقصد التعاطي بالرغم ان التقرير الذي صدر عن الطب الشرعي يفيد ويؤكد بان سبب وفاته هو التعذيب وقد تناسى الامن العام ما افاده تقرير الطب الشرعي اثناء التشريح. واكد مثقال نحن لن نتقبل التعازي لحين التعرف علي هوية القاتل والحصول على اعتراف امني مطالبين بعطوة اعتراف من الامن العام ومعربين عن استيائهم لعدم تواصل الامن معهم. وقد حمل مثقال وعشيرته قسم مكافحة المخدرات في جرش المسؤولية الكاملة للحادثة وقد اشتكى مثقال وعشيرته بيان الامن العام حول قيام سلطان بايذاء نفسه مشددين على انه عار عن الصحة والهدف منه هو التضليل واخفاء الحقائق والتستر على جريمة ارتكبت بحق ولدهم. وقال مثقال عندما علمنا ان المرحوم توفي وان الامن العام ينكر تعذيبه قمنا باغلاق شوارع بلدة كفرنجة وتجمعنا امام مبنى محافظة عجلون من اجل ايصال رسالة للمحافظ التي مفادها سننتظر ساعة واحدة لتوضيح مديرية الامن حقيقة ما جرى لولدنا والا سنقوم بالتصعيد للامور لحد لا تتوقعه الحكومة واجهزتها الامنية. واكد مثقال لقد تم تفريقنا من قبل قوات الدرك التي استخدمت الغاز المسيل للدموع وقد اغضب ذلك ابناء وشباب العشيرة الذين قاموا بتكسير الاشارات المرورية والمؤسسة العسكرية محتجين في شغبهم الواسع على ما جاء في الرواية الامنية الرسمية حول وفاة ولدهم. واكد مثقال نحن نريد الحقيقة وليأخذ القانون بعد ذلك مجراه، وناشد مثقال ووالده وعشيرة الخطاطبه المسؤولين والمعنيين باظهار الحقيقة حول مقتل ولدهم لان الجهات الامنية اخفتها بالرغم من تقرير الطب الشرعي الذي يثبت تعذيب ولدهم.