علي القيسي
لا شك ان في هذا العنوان تشابها كبيرا ان كان في اللفظ او الشكل مع اختلاف المعنى - جناس ناقص -، وهذا ليس غريبا فالمرأة والمرآة توأمان او صديقتان حميمتان لا يكادان ينفصلان عن بعضهما البعض..!؟ وكما نعلم فالمرأة تقضي جل وقتها امام المرآة اكثر مما يقضيه الرجل وفي كل الاحوال، فالرجل ليس صديقا للمرآة كالمرأة وهناك دراسة اجتماعية صدرت قبل مدة عن هذه العلاقة التي تربط المرآة بالمرأة حيث تقول الدراسة ان المرأة تنظر في المرآة كل يوم ما يزيد عن عشرين مرة بينما الرجل لا ينظر الى ذاته في المرآة سوى مرة او مرتين في اليوم، باستثناء معظم الشباب المراهقين الذين ينظرون الى وجوههم مرات عديدة في اليوم للتأكد من اناقتهم وخاصة ما يتعلق بالوجه وشعر الرأس والوسامة وانعكاس ذلك على الجنس الاخر، فالمرأة الجميلة من النساء تنظر الى وجهها في المرآة كثيرا لا سيما عندما تخرج الى مكان كاجتماع او مناسبة او حفلة عرس او حتى عندما تذهب الى عملها صباح كل يوم، فالمرآة لا تفارق حقيبتها وهي دا ئما بمتناول يدها، اذ تراها تتفحص وجهها وجمالها حتى وهي في سيارة الاجرة فكثيرا ما نشاهد هذه المواقف عندما ترى احداهن وهي تنظر في المرآة وتتأكد من مكياجها واحمر الشفاه والكحلة ومعالم وجهها كله، نعم المرأة لا تستغني عن مرآتها ابدا حيث غدت تلك العادة جزءا من حياتها. وكثير هي المواقف التي تجعل الرجل يضيق ذرعا ويتوتر عندما يذهب هو وزوجته الى مكان ما فالرجل سريع في تحضير نفسه وارتداء ملابسه وحلق ذقنه ولكن المرأة تبقى طويلا امام المرآة - لتفقد ميكاجها وشعرها وغير ذلك - فيما الزوج ينتظرها بفارغ الصبر، والمرأة لا تقتنع بما يقوله الزوج مثلا عن حسن وجهها وجمالها الا اذا استشارت وعادت الى مرآتها فهي الأصدق بالنسبة لها واخيرا تبقى المرأة منذ خلق الدنيا ترى صورتها وجمالها من خلال المرآة وهي التي تعكس حالتها النفسية في ان تبقى دائما هي الاحلى والاجمل بين بنات جنسها.