الشاهد -
ا
حنان ارملة .. وابنتها بحاجة الى قرنية
فاطمة ابنتها كفيفة حلمها اكمال تعليمها الجامعي والثانية تعاني من تخلف عقلي
صبحي كفيف بحاجة لفرصة عمل ليعيل نفسه ووالدته
تلقت الشاهد اتصالا هاتفيا من منطقة حي ام جرادة لواء الرصيفة تفيد بوجود عائلات تعيش حياة مأساوية تعاني من وجود ابناء لها لديهم اعاقات عديدة وهذه الاسر تعاني ايضا من فقر مدقع حيث لا تستطيع ان تجد كفاف يومها، وعلى اثر هذا الاتصال توجه فريق الشاهد للمنطقة واصبنا بالذهول والحزن عندما رأينا منازل هذه العائلات التي طرقنا ابوابها فهم يعيشون بجانب النفايات والانقاض وبيوتهم عبارة عن غرفة واحدة يعيش فيها جميع الاسرة وهذه المنازل لا تصلح بان تعيش فيها اغنام وليس انسان
الحالة الاولى
توجهنا للعائلة الاولى والتي تسكن بجانب عبارة واكوام من النفايات التي لم تستطع ان تقف ثواني معدودات من شدة الروائح الكريهة فانا لم استطع ان ادخل منزل هذه السيدة وبسبب عدم استطاعتي المرور من تحت العبارة التي تكدست باكوام من النفايات والتي احاطتها العديد من القطط والجراذين والحشرات ذهب زميلي المصور. لقد والتقط له بعض الصور للمنزل كان عبارة عن غرفة صغيرة وقديمة البنيان وتعيش فيه ارملة توفي عنها زوجها منذ عامين تاركا لها ثلاث بنات وولد شاب لا يعمل وعن معاناة هذه السيدة قالت حنان عزات انني اعيش حياة صعبة مليئة بالخوف والحزن الشديد منذ وفاة زوجي فالبيت الذي اعيش فيه غير صحي ولا تدخله الشمس او الهواء وهو بجانب عبارة مياه ففي فصل الشتاء تفيض المياه على منزلي حيث يصبح المنزل عبارة عن بئر مليء بالمياه ولا استطيع تغيير المنزل لان احد المحسنين تبرع لي به ولا يأخذ مني اجرة وكذلك انا لا استطيع استئجار منزل اما اثاث المنزل فانا لا يوجد عندي سوى الفراش الذي نجلس وننام عليه وفي الليل اخاف ان اخرج من المنزل بسبب الكلاب التي تهاجم منزلي فنحن نعيش بخوف دائم بسبب هذه الكلاب وكذلك الشباب من ذوي الاسبقيات الذين يجلسون تحت العبارة لتناول الخمور ويتسببون بالازعاجات وقالت حنان ومعاناتي التي سببت لي الالام والحسرة هي ابنتي صباح محمود سالم فهي بحاجة الى قرنية وهي عاجزة تماما عن الرؤيا وناشدت الام اهل الخير ووزير الصحة والمسؤولين بتوفير قرنية لابنتها صباح والتي تبلغ من العمر 24 عاما، وكذلك ناشدت اهل الخير بتوفير عمل لولدها ذي 22 عاما، والذي يبحث باستمرار عن عمل ولا يجد وقالت ارجو ان تساعدوني بتوفير عمل لولدي الشاب كي يساعدني في الامور المعيشية. ان الله رزقني بثلاث بنات ما زلن موجودات عندي والبنات لا يعملن وارجو ان اجد لبناتي فرصة عمل مع شقيقهن لتوفير حياة كريمة لاسرتي. ونحن بدورنا نقول ان حنان سيدة عفيفة النفس تبحث عن فرص عمل لابنائها ليستطيعوا اعالة انفسهم ولكي لا يعتمدوا على الاخرين
الحالة الثانية
وطرقنا منزل لاسرة تعيش حياة صعبة وظروف معيشية قاهرة مع ابناء يعانون المرض والاعاقة وفتحت لنا الام الثكلى باب المنزل والذي هو عبارة عن غرفتين صغيرتين لا يوجد شباك في هذا المنزل المعتم والرطب وغير الصحي. قالت السيدة فاطمة عبدالرحيم ابو زيد ان الله رزقني بابنتي عائشة وهي الان تبلغ من العمر 28 عاما وهي كفيفة منذ مولدها، وابنتي صفاء وتبلغ من العمر 20 عاما وقد ولدت كفيفة وتعاني ايضا من تخلف عقلي. وقالت فاطمة ان ابنتي عائشة قد اكلمت التوجيهي وحصلت على معدل 60٪ وكانت تأمل ان تكمل التحصيل الجامعي وعندما ذهبت لتقديم اوراقها من اجل اكمال الدراسة الجامعية طلبت ادارة الجامعة ان يكون معها مرافق دائم لانها لا تستطيع ان تخدم نفسها بالجامعة، واصيبت ابنتي عائشة بالاحباط بسبب ذلك وعندما تحدثنا مع عائشة قالت كان حلمي الوحيد ان يكون معي شهادة جامعية تحميني من غدر الزمان ولكي استطيع ان اعمل بها لكن الجامعة طلبت مني ان يكون معي مرافق وهذا مستحيل وقالت اريد ان اطلب من خلال منبركم هذا من اهل الخير ومن في قلبه رحمة ان يمد لي يد العون لتحقيق حلمي بان احمل شهادة جامعية وان يقدم لي كتبا لكي اقرأها لانني احب القراءة او ان يساعدني بالعمل لانني احب ان اعتمد على نفسي باعالة نفسي فانا مصابة بالملل واتمنى ان اخرج من المنزل واتنفس الهواء العليل. وقالت الام اما ابنتي صفاء اتمنى من وزارة التنمية الاجتماعية توفير مركز لرعايتها ومن اجل تعليمها لانني حاولت ان اضعها بمركز قريب من المنطقة وتم رفضها دون سبب وناشدت الام وزارة التنمية بتوفير (فوط) لها لانها لا تستطيع ان توفر لها هذه الفوط على الدوام. واكدت الام بانها تأخذ ما قيمته (45) دينار شهري على ابنتها صفاء من وزارة التنمية الاجتماعية. ونحن بدورنا نطلب توفير عمل للكفيفة عائشة ومساعدتها باكمال دراستها الجامعية وتحقيق حلمها
الحالة الثالثة
طرقنا منزل الارملة ام صبحي ولم نجدها وفتح لنا باب المنزل ولدها ووحيدها صبحي وتحدث الينا عن المعاناة التي يعيشها مع والدته صبحي محمود جابر 32 عاما وهو ضرير منذ ولادته ويعيش مع والدته التي لم تنجب غيره. قال والدتي اردنية ا لاصل وتزوجت من والدي الفلسطيني الذي لا يحمل هوية وطنية ومعاناة والدتي تكمن بانها لم تستطع معالجتي وانا صغير بسبب جنسية والدي وعندما مرض وتوفي لم تستطع ان تقدم لصندوق المعونة الوطنية من اجل ان تحصل على راتب لي. واكد صبحي ان المنزل الذي نعيش فيه ايل للسقوط وعند تجوال فريق الشاهد بالمنزل البسيط الذي يعيشون فيه وجدنا ان سقف الغرفة قد تلف بالكامل وان السقف لا يحميه سوى الحديد وبعض الطوب، انهم يعيشون في منزل غير آمن مهدد بالانهيار في اي وقت وكذلك ادراج المنزل الذي صعدنا عليه لا يوجد عليه درابزين حماية وهو خطر على الشاب الكفيف صبحي فهو معرض بان يقع عن هذه الادراج عند صعوده او نزوله من منزله. وطالب صبحي من اهل الخير قائلا انا لا اريد ان اطلب معونة من احد فانا شاب كفيف اخجل من والدتي كثيرا عندما اراها تتعب من اجلي انا اطلب عملا فقط. وقال لقد قدمت طلبا في امانة عمان كموظف مقسم وكذلك قدمت في بلدية الزرقاء ولغاية الان لم اتلق جوابا من الجهات المسؤولة وناشد اهل الخير ان يساعدوه بالعمل. وقال حلمي ان يكون لي عصا بيضاء اتلمس فيها طريقي لكي لا يتعب والدته التي تكون معه عندما يود الخروج من منزله. مؤكدا في نهاية حديثه انا شاب واود ان اعمل لاجزي والدتي ولكي استطيع ان اعمل جاهدا واتعب من اجلها فانا لا استطيع ان اكافىء امي ابدا.