نافذة العقبة الأسبوعية

لا يخرجون من بيوتهم تماما اثناء توافد الزوار

ظاهرة النوم بالشوارع والساحات العامة تشوه منظر المدينة

الشاهد / سحر سليمان المعاني – العقبة

إن أهل مدينة العقبة ( مضروبون بحجر كبير ) كما هي المقولة المعروفة ، ولا شك أن العقبة في السنوات الخوالي الأولى من تحولها إلى منطقة اقتصادية خاصة كانت فعلاً تستفيد كمدينـــة وسكان مـــن توافــد زوّار المحافظات الأخرى .. فقد كانت الحركة التجارية من مختلف الجوانب تزدهر وتنشط ، وكان تجارها وسكانها يستفيدون من توافد الزوار في عطلة نهاية كل أسبوع وفي كافــة المناسبات والأعياد ، إلا أن الوضـــع فـــي السنوات الأخيرة بات يحمل همّاً مزعجاً لشواطئها وشوارعها وتجارها وسكانها . فقد أصبحت أسعار معظم ما يتوفر في العقبة وما كانت تتميز به سلعها من رخص في الأسعار .. علــى مستوى واحد تقريباً في باقي مدن المملكة ، وهذا أدى إلى عزوف زوارها عن الشراء منها ، بل وحتــى أن المطاعم تراجع كثيرا مستوى البيع فيها عما كانت عليه في البدايات ، حيث أن الكثير من المواطنين الزوار باتوا يحضرون معظم أطعمتهم الرئيسية معهم ، أو يكتفون بالقليل القليل من المشتريات ، وحتى إشغال الفنادق والشقق المفروشة عزف عنه لارتفاع أسعارها ، وهنا لم يعد هناك نفع اقتصادي يعود على مواطني العقبة .
*وقد أفاد المواطن ( قاسم الحجايا ) أنه وأسرته لا يخرجون من منزلهم بتاتاً في الأيام التي يتوافد فيها الزوار للمدينة وذلك بسبب الاكتظاظ الكبير وبسبب الازدحام المروري ، ولممارسات بعض نوعيات من الشباب الزوار والذين لا يتقيدون بآداب وتقاليد أبناء الأردن المعروف عنهم الطيبة والنخوة ، ولـهذا فنـحن نتحاشى الوصــول للأسواق أو إلى الشواطئ ، وفعلاً نحن محرومون وأسرنا من التنفيس عن أنفسنا وزيـارة الشاطئ والتســوّق كما كنا أيام زمان . وأصبحت ظاهرة النوم والمبيت بالشوارع والساحات العامة من قـبل الزائــرين تشــوّه المنظــر الجمالــي للمدينة ، وتزعج سكانها وتعطي صورة وانطباعا سيئا عن السياحة الداخليـــة ، وللحــدّ مــن ظاهــرة افتــراش الشوارع هذه قامت سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة بتجهيز كرفانات للمبيت للمواطنين الوافديــن مــن فئة ذوي الدخل المحدود ، تحتوي على الأسرّة والماء والكهرباء وكل ما يحتاجه المواطن من خدمات أساسية ، مقابل مبلغ ضئيلة لا يتجاوز الدينار الواحد لكل سرير ، علماً بأن منطقة الرابية هذه ليست ببعيدة عـن وســط المدينة ، ولكن الطلب عليها مازال ضعيفاً جداً لرغبة الزوار البقاء قريباً من الشاطئ ووسط المدينة ، إذاً هـذه الظاهرة لا ترتبط بعدم القدرة المادية وإنما تعزى للممارسات الخاطئة وقلة الوعي عند البعض .
*وقد أفاد التاجر ( محمد بسيوني ) أن الأفواج البشرية من الزائرين باتوا يحولون المدينة والشوارع إلــى منطقة طاردة ، بفعل تراكم النفايات التي يخلفها بعض هؤلاء الزائرين ، علماً بأن بلديــة العقبــة والجهــات المسئولة توفر الحاويات الكبيرة والصغيرة في كافة الشوارع والمواقع وبكثرة ..مطالبا السيد البسيوني وضــع حد لهذه الظاهرة المزعجة ومطالباً ضيوف العقبة بالالتزام والمحافظة على مدينتهم الثانية العقبـة .. حيث أن هذه التصرفات لا تمت لقيم وأخلاق الشعب الأردني الكريم بصلة، مضيفاً أنه لم يعـد هناك نفع تجاري كالسنــوات السابقة من توافد السياحة الداخلية. *وفي دردشة قصيرة مع المواطن ( حامد عبد الله الدردساوي ) من سكان العقبة وسؤالــه عــن انطباعــه حول هذا الموضوع قال إن أكثر ما يواجهه خلال أيام اكتظاظ المدينة بالزوّار ، هي الأزمة المروريـــة الخانقــة خاصة على طول شارع الكورنيش وبشوارع الأسواق والاصطفاف بشكل مزدوج وأحياناً بأكثر من ذلك ، وهـذا ما يجعله وأسرته والكثيرين من مواطني العقبة يتجنبون استخدام سياراتهم فــي هــذه الفترات ، وهــذا بالطبــع يسبب لهم إشكالات في ممارسة حياتهم الطبيعية .