النقابي: ابراهيم حسين القيسي
عندما حدثت نكبة فلسطين الاولى عام 1948م نتيجة للمؤامرة الاممية الصهيونية توزع اللاجئون المخلوعون من ديارهم على الاقطار العربية المحيطة التي هزمت جميع جيوشها امام الحركة الصهيونية، آنذاك هاجر القليل منهم الى لبنان وسوريا وقطاع غزة الذي اصبح تحت الادارة المصرية، الجزء الاكبر من اللاجئين لجأ الى ما تبقى من فلسطين الذي اصبح يسمى فيما بعد الضفة الغربية وجزء اخر لجأ الى الاردن نتيجة لعلاقات الدم والقربى، الاردن في ذلك الوقت استفاد من تلك الهجرة حيث ارتفع عدد سكانه اضافة الى ان اغلب من لجأ الى الاردن والضفة الغربية كانوا من التجار والصناع والمتعلمين والمزارعين والاقتصاديين وتضاعفت الفائدة للاردن بوحدة الضفتين خصوصا وان القدس محور الاحداث اصبحت تحت الولاية والوصاية الاردنية، القدس لوحدها تمثل ركيزة سياسية وشرعية دينية ورافدا اقتصاديا، في ذلك الوقت انهمرت المساعدات بكافة اشكالها على الاردن ابرزها المساعدات الاممية من خلال وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين التي قدمت المساعدات الغذائية التعليمية والصحية، وان اغلب الاردنيين من اصول فلسطينية من اصحاب الكفاءات الاردنية تعلموا في مدارس وكالة الغوث وتلقى ذووهم مساعدات معاشية كافية الى حد ما. هؤلاء كانوا من احد اهم اسباب تقدم الدولة الاردنية وازدهارها ولم يكونوا عبئا عليها الى درجة انهم اصبحوا مواطنين منتجين منتمين للاردن بل ويديرون عصب الاقتصاد الاردني، لذلك لم يتأثر الاردن كثيرا عقب نكسة حزيران حيث زاد عدد المنتجين من خلال القوى العاملة في دول الخليج ومن خلال المساعدات الخليجية للاردن كونها كانت احد اهم دول الطوق، اما قضية اللاجئين السوريين فهي شيء مختلف تماما حيث انهم لم يتم اقتلاعهم من موطنهم لاحلال شعب اخر مكانهم كما حصل في فلسطين، حيث تم تسهيل مرور الالاف عبر الحدود بشكل غير قانوني تحت دواعي انسانية، وظنت الحكومات ان وجودهم سوف يدفع العالم الغربي المنافق لضخ الاموال على الاردن الذي يعاني من ازمة اقتصادية خانقة الا ان العالم الغربي تعامل مع هذه الحالة ببخل ولؤم شديدين وتبعهم في ذلك اغلب الدول العربية الداعمة لثورة الشعب في سوريا، الاخطر ان النظام السوري، الذي برع في الالاعيب السياسية والمؤامرات استخدم هذه الورقة بشكل ممتاز حيث خلق للاردن مشكلة اقتصادية وديموغرافية وامنية وبيئية والله اعلم بالنهايات