الشاهد -
بعد اربع سنين حب في الجامعة
الفتيات: من اين للشاب بمبلغ يبدأ به حياته الاسرية؟
الشباب: الحب اولا ومن ثم الزواج واحيانا لا يتم
الشاهد - اسيل السيد
القصة تبدأ بين اسوار الجامعة، منذ السنة الاولى، ومنذ اللحظة الاولى، وعلى طريقة نظرة فابتسامة فموعد فلقاء ينسج الحب عشه من الاماني والاحلام ويبني قصورا على الرمال، ثم يأتي الفصل الاخير من هذه القصة مأساويا تعصف به امواج الحياة، وتنهشه انياب الواقع فيمضي طرفا هذا الحب .. كل منهما في طريقه يبحث عن حياته في مكان اخر وعن مستقبله مع شريك اخر. عادة ما تضع البنت النهاية لهذه القصة لماذا تفعل ذلك .. وهل تفعله مجبرة تحت ضغط الظروف والعادات و التقاليد ام تفعله بكامل ارادتها واختيارها ونحن نترك السطور القادمة لتكون نافذه مفتوحة تدافع فيها عن نفسها
حائرة ومظلومة
وهنا تقول امل احمد ان البنت هذه الايام مظلومة وحائرة لان جميع الظروف تفرض عليها واقعا معينا فهي لا بد ان تبحث عن زوج يوفر لها حياة معقولة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي نمر بها. طبعا الحب شيء جميل لكنه وحده لا يستطيع ان يصنع سعادة زوجية اذا لم ينجح هذا الحب في خلق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والنفسي الذي يحميه ويحافظ عليه ولهذا فانا ارى ان هذا الانفصال الذي يحدث بين البنت وزميلها في الجامعة نتيجة طبيعية ومحتومة فكل منهما من البداية يعرف ظروف الاخر، ويعرف ان علاقة الحب التي تربطهما مصيرها الفشل او لها نهاية ولهذا فالبعض ينظر الى ذلك على انه (حب اول) لا بد ان يمر به اي شاب او فتاة والبعض يفسر ذلك على انه مجرد صداقة وزمالة ويبقى ان نقول ان الصفات الكاملة في الشاب او الرجل التي تبحث عنها البنت هي ان يكون مثقفا ومستواه الاجتماعي جيدا واخلاقه كذلك وله شخصية ويتحمل المسؤولية
مجرد تسلية
ميريت يحيى محمد كامل تخصص اعلام تقول ان هناك فتيات يردن ان يحصلن على الاثنين معا بمعنى انها تحب زميلها في الجامعة، ثم تتركه وتتزوج شخصا اخر كاملا من كل شيء وتعتبر فترة حبها مجرد تسلية بريئة
الزوج الثري
نورا صفوت تخصص اقتصاد تضيف ان هناك بنات كثيرات يحببن النموذج الثري للشباب، وهن قد يرتبطن بقصة حب بزميل ليس غنيا، ثم تتركه الواحدة منهن وتذهب لاخر ثري وتتمنى ان تتزوجه فانا اعتقد ان هناك فروقا نسبية حتي داخل الجامعة في العلاقات بين الشباب والبنات فهي لم تعد مجرد قصة حب جميلة تواجه الظروف القاسية للحياة ولكن البنت اصبحت تحسبها حتى قبل ان تتخرج من الجامعة، وتحاول ان تخطط لمستقبلها وليس معنى هذا انهن اغلبية. ولكننا نقول »ان هناك انواعا من الحب والتجارب تنجح وهذا ليس مقياسا على جميع الحالات«.
وللشباب رأي اخر
ونفس هذا السؤال: لماذا اصبح الزواج الان صعبا على الشباب؟ نطرحه على مجموعة من طلبة الجامعة، يقول احمد مصطفى - اقتصاد - »لقد تغيرت الحياة، والزمن تغير، الحياة الاقتصادية باكملها تغيرت معالمها، واصبحت المادة تحكم الكثير من العلاقات وابسط مثال على ذلك زمان لم يكن هناك كل هذه التكاليف للزواج وكانت الامور تتم ببساطة، اما اليوم فالاسعار اصبحت فلكية من هنا ولدت المشكلة واصبح الحب معها هدفا ثانويا«. حسب البيئة
ويضيف عباس المدني - علم اجتماع -»ان كل الطبقات لها مشاكلها، لكن ربما يستطيع الفقراء ان يحلوا مشاكلهم بشكل افضل لانهم لا يعقدون الامور ولا يبالغون في مطالبهم مثل الاغنياء الذين يشترطون امورا ومتطلبات كثيرة لا يتحملها الشاب المقدم على الزواج وليضيف قائلا بان الذي يتزوج في قرية غير الذي يتزوج في مدينة هناك الحياة اسهل وابسط بمعنى اخر ان كل بيئة لها متطلباتها واشكال العلاقات بين افرادها مختلفة«.
السعادة نسبية
وفي النهاية ماذا يقول اساتذة الاجتماع وعلم النفس حول هذه الاراء. د.مديحة الصيفي استاذة علم الاجتماع تقول ان نظرة الفتاة او الشاب والفتاة بصفة خاصة لمستقبلها نظرة واقعية وعملية جدا بعيدا عن الرومانسية المفرطة ولكن هذا لا يلغي المشاعر وانما يضعها في اطارها السليم وان كانت الضغوط والالتزامات المادية تجهض الحب في كثير من الاحيان. وانا اعتبر ان نظرة الفتاة هي النظرة المناسبة في حسن اختيار شريك العمر وبشكل اساسي يجب ان يكون هناك توافق بين الطرفين وفي الوقت نفسه هناك اساس مادي يعينهما على الحياة. اما النظرة المثالية للفتاة في زوجها فهي شيء طيب ولكن المهم ان تتحقق هذه المثاليات بعد الزواج. وتضيف ان صورة فتى الاحلام تظل جزءا من النفس البشرية وان كانت السعادة بعد الزواج، وتحقيق المطالب المختلفة قبل اتمامه تعتبر امرا نسبيا مرتبطا بشرائح المجتمع المختلفة بمعنى ان السعادة بالنسبة للفقير قد تتمثل في متطلبات معينة قد يجدها الغني او الافضل في الطبقة لاجتماعية امرا عاديا وثانويا