ناديا هاشم العالول
ويعبق بالأجواء عطرمميز ندركه تماما عطر لخليط من عبق
أيلول الممتزج برائحة الكتب والكراريس الجديدة، فيما تتألق
الأقلام الملوّنة بأيدي الأجيال الصاعدة المتطلعة بشغف
لتعلًّم كل ما هو جديد..أجيال وراء أجيال تعود لتجلس على
مقاعد المدارس الحكومية والخاصة وتلك التابعة لل»الأونروا»..
فالعلم نور.. والعلم سلاح لكل الفئات فما بال الفئات الأقل حظا التي يشكّل لها العلم
طوق نجاة يحميها من الغرق موصلا إياها لبرّ الأمان!
ونتوقف عند محطة دراسية بغاية الأهمية وهي محطة مدارس الأونروا التي دشّنت الإدارة الأميركية عامها الدراسي الجديد بمنحة من نوع آخر! منحة سلبية من منح ترمب لتخفّض 300 مليون من تبرعاتها السنوية لمدارس الأنروا مناهضة بذلك الهدف الذي تُخصَّصُ له عادة المنح كدعم وتحفيز لكل متفوق وكل منجِز..
فمدارس الأونروا تساعد اجيالا متعددة من لاجئي فلسطين على تحقيق إمكاناتهم البشرية عن طريق توفير البنية الأساسية التعليمية مؤمّنة لهم بذلك المستقبل بظل عالم متقلّب لا يعرف الثبات او الاستقرار.. ومع ذلك فالعديد من خرّيجي مدارس الأونروا يُحتفى بوصفهم روادا للأعمال.. وباحثين.. وقادة بمجتمعاتهم..
ولهذا بالرغم من تداعيات قرارات الإدارة الأميركية إلا ان المفوّض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين «بيير كرينبول «اصرّ على فتح المدارس بالإقليم بالموعد المحدد.. متناولا برسالة له الأسباب التي تحثّه لبدء العام الجديد بالرغم من العجز المالي غير المسبوق.. عجز.. يحاولون سدّه عبر مبادرة: كرامة لاتقدّر بثمن» تمّ من خلالها جمع 238 مليون دولار.. وبقي 217 مليون دولار.. فبقاء المدارس مفتوحة لنهاية العام الدراسي مهدّد، فشبح الاقفال يخيم عليها يفاقمها القرار الأخير لترمب بإيقاف تمويل الأونروا بالكامل! ونعود للأسباب وراء تحفيز بيير لفتح مدارس الوكالة بوقتها:
السبب هو آية عباس! ليس من أجل عيون آية.. وإنما لإحرازها المركز الأول على الطلبة بكافة أرجاء سوريا.. آية ابنة الصف التاسع.. من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين خارج دمشق..
فتَحَ المدارس من اجل شجاعة آية وتصميمها اللذيْن يجسّدان ما يتمتّع بهما(000 526( طالب وطالبة في 711 مدرسة تابعة للأونروا بالأردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية وغزة..
فبالرغم من العجز الذي يفوق 200 مليون دولار يقرّر بفتح المدارس بظل تمنّع الإدارة الأميركية عن الدفع..
وهكذا يتم فتح مدارس الأونروا من أجل إجتهاد آية.. وآخرين مثل آية، ممن يعيشون ظروفا صعبة ومع ذلك يتطلّعون الى أمل العودة قابضين على جمر الانتظار بيد وتعلّقهم بالتعليم بيد أخرى.. متطلعين الى سلام عادل.. فلاجئو فلسطين وفق بيير:
«اكثر شعوب العالم إجتهادا ولهذا لا يمكن شطب وجودهم «..
منوّهين بدورنا: رفقا بهم ! وياليتنا جميعنا نقدّر النعم التي بين ايدينا على اقلّها الصحة والتعليم مستمدّين من آية وغير آية التصميم والالتزام والاجتهاد..
وكما يقال: يا ليتنا نكون سببا في ابتسامة شخص يمكن أن يغيّر العالم.. ربما ليس العالم كله، لكن على الأقل عالمه هو..
فلنبدأ على نطاق صغير. لنبدأ الآن!
وكل عام دراسي والجميع بخير..