الشاهد -
لتعزيز ثقة الطالب بنفسه ومهاراته التقنية وتنمية تفكيره الابداعي
ربى العطار
بدأت السنة الدراسية وبدأت أفواج الطلبة الالتحاق بمدارسهم في جميع المحافظات، لكن فرحة الطلاب في عودتهم للمدارس ليست كما كانت قبل عقد من الزمن عندما اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي عالمنا وغيرت في شكل النظام الاجتماعي، فاصبحت مساحة التربية المباشرة من الاسرة والمدرسة اضيق واقصر، فالاوقات التي يقضيها الأبناء مع اجهزتهم الذكية وحواسيبهم اطول من فترة جلوسهم مجتمعين للنقاش والحوار أو حتى تناول وجباتهم اليومية.
كما أن مواقع التواصل الاجتماعي، والتقنيات الحديثة لأجهزة التواصل، تؤثر على التحصيل الدارسي للطلبة، فهي تستنفذ كثيرا من و قتهم، وتشغلهم عن مراجعة دروسهم، وأداء واجباتهم، وما يترتب على ذلك من مشاكل تربوية، كالنوم أثناء الدروس، وقلة الانتباه والتركيز، و ضعف اللغة.
هذا الواقع فرض نفسه واصبح تحدياً مؤرقاً للعائلات والقائمين على نظام التعليم على حد سواء، ومازال التفكير في تحويل هذا التحدي إلى فرصة تحمل نتائجاً ايجابية وتساهم في رفع كفاءة النظام التعليمي والمنظومة التربوية في مراحله الابتدائية.
قامت معظم مدارس القطاع الخاص باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة للتواصل مع الطلاب واتاحة المجال لأولياء الأمور إلى نشاطات تلك المدارس وفعالياتها ودور ابنائهم في تلك النشاطات، لكن، وللأسف، اصبحت بعض المدارس تستخدم تلك المواقع للترويج الاعلاني واظهار الجوانب الايجابية المثالية دون مطابقتها على ارض الواقع مما يضعنا أمام سؤال محير: (هل نحن جاهزون لتوظيف العالم الافتراضي لمواكبة التطور في التعليم وتقويم سلوك الطلاب ؟).
احصائيات مواقع التواصل الاجتماعي
في دراسة بعنوان “الإعلام الاجتماعي العربي” صادرة عن كلية دبي للإدارة الحكومية، تم نشر مجموعة من الأرقام والنسب حول الإعلام الاجتماعي العربي، نذكر أبرز ما جاء فيها من احصائيات
- 64 % من مستخدمي السوشيال ميديا في البلدان العربية هم تحت عمر الـ 30.
- اللغة العربية هي اللغة الأكثر استخداماً في الأنشطة على السوشيال ميديا في البلدان العربية.
- موقع الفيسبوك هو الشبكة الاجتماعية الأكثر رواجاً في البلدان العربية، وتشير الإحصاءات بداية عام 2017 إلى وجود ما يقرب من 156 مليون مستخدم “فعال ومتفاعل”، بزيادة 41 مليون مستخدم مقارنة بعام 2016، الذي كان فيه إجمالي عدد المستخدمين في الدول العربية 115 مليونا.
- في الأردن يستخدم موقع الفيسبوك أكثر من 4 مليون مستخدم، بنسبة 66% من السكان ، ويبلغ مقدار 1،6 مليون مستخدم.
- يقدر عدد حسابات تويتر في البلدان العربية بـ 16،3 مليون حساب، مع مطلع 2017، وتُنشر يومياً ما معدله 27،4 مليون تغريدة، في البلدان العربية، بزيادة على هذا المعدل مقدارها 10 مليون تغريدة، عن عام 2014 الذي شهد ما معدله 17،2 مليون تغريدة يوميا، ويبلغ عدد مستخدمي تويتر في الأردن 200 ألف مستخدم بنسبة 2،4% من السكان.
- بلغ عدد مستخدمي الانستغرام في البلدان العربية “الفعالين والنشطين” 7،1 مليون مستخدم، بحلول شهر كانون الثاني 2017، وهو ما يشكل نسبة 1.8% من إجمالي عدد مواطني الدول العربية ويبلغ عدد مستخدمي موقع الصور (الانستغرام) في الأردن 000 مستخدم.
محفزات ومعيقات استخدام الشبكات الاجتماعية في التعليم :
تلعب الشبكات الاجتماعية دوراً مهماً في تطوير التعليم الالكتروني من خلال إضافة الجانب الاجتماعي إليه، وتفعيل المشاركة من كل الأطراف في منظومة التعليم بداية من مدير المدرسة والمعلم وأولياء الأمور وعدم الاقتصار على التركيز في تقديم المنهاج المقرر للطالب، كما قامت عدة دراسات وأبحاث منشورة بالحديث عن جدوى التعليم الالكتروني من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، ووضعوا آلية الاستفادة من شبكات التواصل الاجتماعي، مثل التواصل مع الطلاب قبل القيام بتدريس منهاج مقرر من خلال صفحة أو مجموعة ينشئها المعلم على أحد مواقع التواصل فيقوم بأخذ آرائهم، مما يُساعده على تحديد المُحتوى وصياغة الأهداف، وإرسال الرسائل إلى فرد أو مجموعة من الطُلاَّب عن طريق الصفحة الشخصية عند الحاجة، وتسليم واستلام الواجبات المنزلية والمهام الدراسية الأُخرى.
ويساهم الاستخدام الآمن لشبكات التواصل الاجتماعي في التعليم إلى تعزيز قنوات التواصل بين المعلم والطالب وبين الطلاب ببعضهم، ويساهم في تنمية ثقة الطالب بنفسه وتعمل على تعزيز المهارات التقنية وتنمية التفكير الابداعي، وزيادة فرص التعلم الذاتي، كما شبكات التواصل قد تساعد الأسرة على متابعة أخبار ابنهم الطالب في المدرسة أو الجامعة .
أما عن المعيقات التي يمكن أن تمنع من استخدام مواقع التواصل والشبكات الاجتماعية في منظومة التعليم فيمكن اجمالها بمايلي:
- فقدان السيطرة على المحتوى في الشبكات الاجتماعية فيمكن أن يكون المحتوى (اباحياً، طائفياً، عنصرياً.... إلخ).
- انتهاك الخصوصية للطالب واساءة استخدام هذه المعلومات في حالة كشفها أشخاص غير موثوق بهم.
- عدم قناعة بعض المعلمين بجدوى التعليم الالكتروني، والاعتماد على التعليم التقليدي.
- عدم سماح بعض الأهالي وعدم اقتناعهم بتدريس ابنائهم من خلال الشبكات الاجتماعية من منطلق الخوف عليهم من الانخراط في نشاطات مشبوهة.
تظافر الجهود من اجل الوصول الى الاستخدام الامثل
بما أن مواقع التواصل الاجتماعي اصبحت منتشرة بشكل كبير بين الفئات العمرية تحت سن (30) هذا يدعو إلى ايجاد الحلول المناسبة لتطويعها في خدمة العلم والتعلم انطلاقاً من القاعدة الأساسية وهي المدرسة، وذلك من خلال زيادة عدد الدراسات والبحوث حول شبكات التواصل الاجتماعي في التعليم، وأهمية تظافر جهود وزارة التربية والتعليم مع الأهالي لتحديد احتياجات الأبناء من أجل الوصول للاستخدام الأمثل من قبلهم لشبكات التواصل الاجتماعي، والاطلاع على تجارب دول ناجحة في توظيف النهج التشاركي في التعليم والمزاوجة بين التعليم الالكتروني والتقليدي لما فيه مصلحة الطالب.