رمى نفسه من سطح العمارة

الشاهد-فريال البلبيسي

حتى سنوات قليلة كنا نقرأ عن حالات الانتحار في دول العالم الغربية والآسيوية ونحمد الله ان هذه الظاهرة بعيدة عن مجتمعاتنا العربية والإسلامية لكن يبدو ان الإنفتاح على العالم الآخر افقد العالم الاسلامي جزءا من ترابطه فشاهدنا حالات كثيرة لأناس يحرقون انفسهم احتجاجا على امور معيشية او يقتلون انفسهم لعدم القدرة على الانفاق على اسرهم او نتيجة الدخول في حالات اكتئاب او اليأس من تحقيق الشفاء وقد تزايدت نسبة اعداد الانتحار في الأردن خلال الأعوام الأخيرة الماضية بشكل يدعو للقلق بعد ان كانت هذه الظاهرة متفشية في الدول الغربية حيث توفي في العام الماضي 40 حالة انتحار و400 محاولة انتحار لم تنجح وفي عددنا الحالي سنتطرق الى شاب توفي انتحارا. فجع أهالي منطقة الزواهرة بانتحار الشاب منذر محمد عثمان الهرش 36 عاما عندما قام بإلقاء نفسه من سطح العمارة التي يسكن فيها مما ادى الى وفاته وقد استيقظ ذووه صباحا ووجدوه غارقا بدماءه في ساحة العمارة. الشاهد قامت بزيارة ذوي الشاب المنتحر واطلعت على واقع حياته المأساوية التي أدت الى انتحاره وخلاصه من هذه الدنيا التي لم تعد تحتمله ويحتملها. وتحدثنا في البداية مع اشقائه وشقيقته الكبرى الذين اعربوا عن حزنهم الشديد تجاه ما حصل مع المرحوم حيث قال شقيقه مشهور.. ان المرحوم منذر يعمل على تاكسي وكان يعيش مع شقيقه الأصغر احمد لوحدهما بعد وفاة والدتي ومنذر كان يعاني من مرض الإكتئاب منذ عشرة أعوام عندما توفي والدي الذي تعلق به كثيرا ومنذ وفاة والدي والمرحوم يعاني امراضا نفسية واصبح يتعالج في عيادات الطب النفسي. وشقيقي ازدادت حالته سوءا عندما وجد نفسه في اواسط الثلاثينات من عمره ولم يتزوج بعد وكانت امنيته ان تتحسن الحالة المادية عنده ليكون اسرة، لكن اصطدم المرحوم بزواج العديد من اصدقائه وهو لا يستطيع ان يكون أسرة بسبب ضيق الحال فاصيب باليأس والتشاؤم وأصبح انطوائيا لا يحب الحديث مع احد وكان اذا تحدث وجدنا التشاؤم بحديثه وكان يردد بأن الموت افضل لأمثاله الذين يعملون ليلا نهارا ولا يدخرون شيئا من اجل الزواج. وعن الحادثة.. قال مشهور "بتاريخ 15/2/2013 من صبيحة يوم الجمعة كنت نائما مع شقيقي وكانت الساعة العاشرة صباحا سمعت صراخا وشقيقتي الكبرى تنادي علينا بصوت عال وتبكي وتنوح وفتحت شباك غرفتي لأرى ما بها ووجدت شقيق ملقى بالأرض وغارقا بدماءه واصبت بالصدمة والدهشة من هذا المنظر الذي لا استطيع نسيانه وحضرت الأجهزة الأمنية والدفاع المدني لإسعافه لكن كان المرحوم متوفيا". صفات المرحوم.. قال ان المرحوم كان هادئ الطباع وانطوائيا وكان لا يحب الحديث مع احد الا نادرا بالرغم اننا اشقاؤه وانا حزين جدا ونادم لأنني تركت شقيقي يعيشان لوحدهما بالمنزل بعد وفاة والدي فقد حضرت الى الاردن منذ شهر من اجل الاستقرار بها لأنني كنت مقيم بالنرويج منذ اكثر من 15 عاما وانا حزين جدا ولم اكن اعلم ان المرحوم يعاني من اكتئاب بسبب شعوره بالوحدة بعد وفاة والدي. واكد مشهور ان شقيقته اخبرته ان منذر اصيب بالإكتئاب الهوسي منذ عام 2004 وكان يردد امامها ان الموت افضل كثيرا من الحياة التي يعيشها والوحدة التي تحيطه وقد اقنعته شقيقتي بأن يتقدم لخطبة فتاة كان يريدها لكن كان غير مقتنع بسبب ضيق الحال. وقال مشهور لقد وجدت عند عودتي للأردن بأن شبابنا يعاني توترات ودمار نفسي بسبب عدم وجود فرصة عمل تحوي هؤلاء الشباب الذين اصبحوا عاجزين عن ايجاد نفسهم. واكد مشهور ان شقيقي توفي انتحارا عندما وجد نفسه اصبح بعمر 36 عاما ولغاية الآن لا يجد اقل القليل ليعيش حياة مستقرة وانه يعمل ليلا نهارا ولا يجد الحياة المستقرة ماليا ولا يستطيع الزواج وتأسيس اسرة، ان جميع شبابنا يعانون الضياع والدمار النفسي عندما يجدون انفسهم لغاية هذه اللحظة دون عمل ولا يستطيعون تكوين اسرة. كيفية الإنتحار.. قال مشهور لقد صعد شقيقي سطح العمارة ووقع منها منتحرا الى ساحة العمارة وعندما خرجت شقيقتي المتزوجة من اجل تنظيف ساحة المنزل وجدت شقيقي غارقا بدمائه ومتوفيا واكد مشهور ان شقيقته لغاية الآن منهارة نفسيا هي وصغارها عندما شاهدوا المرحوم غارقا بدماءه، وقد سجلت القضية قضاء وقدرا