معاذ أبو عنزة
مازال مسلسل الشائعات وإغتيال الشخصيات مستمراً عبر مواقع التواصل الإجتماعي بإختلاف أنواعها وأشكالها وهو الوجه الآخر غير المُشرق للعملة المنافي لآداب وأخلاقيات العمل والمخالف تماماً للغاية التي وجدت هذه المواقع من أجلها، وهنا نريد الحصر لا الجمع وذلك من خلال حسابات تكون وهمية وأخرى حقيقية لأناسٍ قد يكونون داخل أو خارج نطاق المملكة جغرافياً امتهنوا الكذب واحترفوا تأليف وإخراج القصص لسردها بطريقةٍ دراماتيكية على أنها قصصٌ حقيقية لا مجال للشك بها لتنطليَّ الحيلة هنا على من قام بقراءتها فيصدقها ليتناقلها بدوره على أنها حقيقة مُسلمٌ بها من مصدرٍ يوصف بالموثوق كما يُشيع للأسف البعض على غرار حقيقته بالأخص إن كان مدسوساً في طياتها أي ما بين السطور عدد من الروايات أو الحقائق التي تعتبر معلومةً من قبل عددٍ من المواطنين والتي تم تداولها فيما بينهم سابقاً لتكون طُعماً يقع في شِركه القارىء ليصدق بذلك ما تلاه وما تبعه من أكاذيب مُختلقة، فتكون بذلك سبباً في الإساءة لشخصيات وطنية سياسيةٍ وإقتصادية وناشطة في العمل العام والخدمة المجتمعية دون وجه حق هادفةً لإغتيال الشخصية والذم والقدح وزعزعة ثقة المواطن بالدولة وبخطابها الرسمي من خلال معلوماتٍ مغلوطة وسمومٍ لا أساس لها من الصحة تسعى وبشكلٍ واضح وملحوظ لتشويش المواطن لا أكثر من خلال تتبع الهفوات والإصطياد بالماء العكر هادفين إلى إختلاق ونشر الأكاذيب وإلى النقد ولا شيء غير النقد الهدام بعيداً كل البعد عن البناء.
وطالت الشائعات اخيرا شخصيات وطنية تحظى بإحترام المجتمع ويشهد لها القاصي والداني بنظافة اليد ورجاحة العقل، إلا أننا وللأسف نرى إنفتاحاً غير مسؤول وإعتداءً صارخاً لمعايير الخصوصية والحرية المسؤولة، في الوقت ذاته إتجه العديدُ من المواطنين من مثقفين ومتعلمين بأنظارهم نحو الإعلام الرسمي وأدواته والذي أُعتبر مُغيباً عن المشهد، عاقدين عليه آمالاً عريضة ليلعب دوراً توعوياً مهماً وأساسياً من خلال أدواته وقنواته الرسمية في إرشاد المواطن الذي يعد ركيزةً مهمةً في بناء المجتمع والحفاظ على تماسكه وثباته.
فبعيداً عن إزدحام الطرقات التي تطرقنا لها مراراً وتكراراً في مقالاتٍ سابقة وأزمة السير الخانقة التي أصبحت تؤرقنا ونعاني منها صبح مساء كما أسلفنا إلا أننا نجد أن هنالك أزمةً أشد سوءاً وقسوةً تتغلل فيما بيننا بشكل يومي كالنار بالهشيم دون سابق إنذار ألا وهي أزمة أخلاقٍ تجوب شوارعنا دون مراعاة أسس التربية وقواعدها السليمة والصحية التي نشأنا وترعرعنا عليها ودون الإلتفات إلى إرثنا الإجتماعي الذي نفخر به ونعتز ضاربةً بذلك مبادىء وأخلاقيات العمل والتعامل الذي يجب أن يتسم بالإحترام واللباقة والكياسة وتحري الحقيقة التي تعد من أسس وأولويات ما قبل النشر وتناقل المعلومة، والموضوعية والشفافية وإحترامِ الخصوصية التي هي بالأساس من حق أصحابها لا سواهم عرضَ الحائط بعيداً عن صوت العقل والخبرة الممزوجة بالخُلق، لتصبح بذلك مواقع التواصل الإجتماعي للغالبية العظمى كما تحدثنا عنها سابقاً بأنها مِنبر من لا منبر له سلباً لا إيجاباً.