الشاهد - د.حسين العموش
من الجنوب ،من الجفر من حاضرة الشهداء الى السلط حاضرة البلقاء ودرتها ،هنا على هذه الارض مر الشهداء ،شهيدا يسلم الراية الى شهيد .
يا ابن الجفر وحبيبها ،يا اسمر اللون يا مزيون ،يا معاذ الحويطات،يا ابن الحويطات النشمي ،دواس الظلما، يا ابن الجنوب الاشم،يا أبن الصحراء المقفرة الا من رجالها حين (يعنقرون العقال)،ويضربون كوعهم على القيصوم في مشهد يمثل خشونة العيش .
تذكر اخي انك اخترت طريق الاردني الحر حين حزمت متاعك وتفقدت القران الكريم في جيبك ،وتفقدت في اخر مشهد رايته صورة والدك ووالدتك على موبايلك المنهك .
يا معاذ الحويطات ،اسمر اللون ،مملوح الجبين ،عذب اللسان والمعشر ،ستذكرك الاردنيات والاردنيين في مشهد لا أنقى ولا ابهى وانت تعيد تركيب مخزن الكلشن ،لتودع في صدور الخوارج رصاصات قرأت عليها باسم الله.
سنذكر مكان استشهادك ونحن نلتقط صور السلفي في وادي شعيب ،لن ننساك في لحظة وداع اطفالنا وهم ينزلون بكل أمن وامان الى الاغوار ،
يا ابن الاردن وكبيرها ،انت وزملائك الذين ارتقوا أنتم كبار البلد ،أنتم كراسيها،يا فتى الجنوب الأسمر ،حين يكون السمار علامة فارقة بين من لوحت شمس الجنوب اجسادهم العارية الا من الكرامة ،وبين من يبحثون عن سمار البشره على شواطئ الغرب .
اما انت يا الياس ،فيحق لك منذ الان ان ترفع رأسك عاليا عاليا ،اعلى من جبال الشراه الجنوبية التي يعرفها والدك جيدا،وستعرفها انت بحكم الجغرافيا والتاريخ والحب ،انت منذ الان ابن الشهيد معاذ وحبيبه ورفيق البندقية والقايش ،تعمدت بطلا من ظهر بطل ،رجلا على مدارج الطفولة،حيث لا بلاستيشن ولا شيبس ،لا ولا بوظة ولا بسكليت ابو عجلين،وحدها الرجولة يا صغيري ،حين يكبر الرجال،وحين يرتقي عقال الرأس شهيدا،وحين تسأل جدك عن معاذ الوالد الذي طال انتظاره،تذكر يا صغيري بان الجد سيجيبك بكلمات الله التامات ،تذكر انك ابن الشهيد الذي ارتقى مقبلا على الموت،في جيبه بعض من الدنانير وصورة لطفل استودعه الله اسمه الياس .
يا حبيبي وحبيب الاردنيين استعد منذ الان لتكون معاذ الحويطات ،معاذ لم يمت يا صغيري ،فالأردنيون يقولون:(من خلف ما مات).
الياس يا بني اقرأ معي الفاتحه على روح والدك وزملائه،وقل للعالم ولقوى الشر والظلام ان في الاْردن رجال حين يغضبون يشترون الموت مقبلين غير مدبرين ،صقور لا تلهث،رجال يثبتون شاردات الخيل يوم يطبها جفالي.