الشاهد - د.عصام الغزاوي
لم يكن الشهيد وصفي التل يعلم عندما اتخذ قراره بتأسيس جريدة الرأي بتاريخ 13/5/1971 لتكون صحيفة الوطن والمواطن، رسالتها تنمية الانسان والمجتمع الاردني ، تشاطر الشعب طموحه وهمومه، وتدافع عن مكتسباته وحقوقه، وفية لرسالة الصحافة ، محافظة على الحريات واحترام الفكر الاخر، مترفعة عن أي غمز أو لمز أو إنحياز لباطل، لم يكن يعلم أن جريدته ستخون الاردنيين وتشكك بحبهم وولائهم لجلالة الملك، ولم يكن يتوقع أن مصير جريدة "الوطن" بعد رحيل الكبار سيكون فقط لقراءة صفحة الوفيات وتنظيف الزجاج.. إنها خيانة الأبناء لارث الأباء، خيانة الأجيال اللاحقة لمدرسة ورسالة ومبادىء وصفي الذي لم يخرج من بينهم من يكمل مسيرته من بعده، أو يحافظ على ارثه ونهجه.. لا ألوم احمد سلامة عن سوء التعبير لأن قلمه بقي يكتب في القرن الواحد والعشرينبنفس نمط ونهج السبعينات والثمانينات والتسعينات ، لكني ألوم جريدة الرأي على هذه السقطة الاعلامية في عدم احترام مشاعر القراء، خاصة أنها تعلم أن الاردنيين مدركون أنهم وقيادتهم اسرة واحدة، وأن ولاءهم لرمزية الدولة جلالة الملك أصيل، ولا يمكن ان تغيرهم إشاعات أو خطابات فتنة، وبالتالي كان حق مشروع لكل فرد في هذه الاسرة ان يسأل بحب عن عميدها وحادي الركب فيها بعد هجمات التشكيك التي طالب أسباب غيابيه، اطمئنك أيها الكاتب ان جلالة الملكقد عاد بيمن الله ورعايته، وإن غاب مكانته في قلوب الاردنيين النشامى، يفخرون ويرفعون الهامات حبا وإعتزازا به وبوطنهم الغالي.
د.عصام الغزاوي.