المحامي موسى سمحان الشيخ

فلسطين اليوم، كل فلسطين على صفيح ساخن غير مسبوق، نتنياهو وأركان كيانه في سباق مع الزمن في تهويد الأرض وتكثيف الإستيطان مستفيدا وموظفا للموقف الرسمي الأميركي المتماهي تماما والخاضع بالمطلق للتوجهات الصهيونية العدوانية، فمن الاسطوانة المشروخة بجعل القدس عاصمة للدولة العبرية الى الأبد ممهورة بالختم الأمريكي، إلى محاولة شطب حق العودة نهائيا بتجفيف منابع الدعم المادي والمعنوي حيث أعلن كونغرس ترامب في سابقة غبية بأن تعداد اللاجئين الفلسطينيين 40 الف لاجىء يا سلام، إلى كافة القرارات العنصرية المتتالية والتي تصدر تباعا عما يسمى كنيست دولة الكيان وصولا الى قانون القومية الأخير الذي عرى الكيان الغاصب واظهره على حقيقة وأنزله في مكانته الحقيقية كآخر احتلال عنصري في القرن 21.
نعم بلادنا فلسطين من نهرها لبحرها على صفيح جد ساخن فالانباء العالمية والصحافة الصهيونية تتحدث عن إرجاء الامريكيين لصفقة القرن لإشعار غير محدد بسبب إنتخابات النصف الاميركية وربما الانتخابات الصهيونية ذاتها مع تجدد الرفض العربي الرسمي لصفقة القرن البائسة كما ظهر من مواقف مصر والسعودية والمغرب أيضا وخلافهم دولة الكيان في وضع اكثر من صعب وما تحقق على الأرض من انتصارات سيرتد عليها لا محاله كون هذه الممارسات عنصرية فاشية ولا تحظى بأية مشروعية أممية أو كونية ناهيك عن الرفض المطلق لها من قبل الشعب الفلسطيني والشعوب العربية مع الاحترام للقادة العرب والرسمين المحترمين.
فلسطين تشتعل عرب 48 يتحركون بقوة ضد قانون القومية مظاهرات واحتجاجات وتفاعل حاسم وجدي بين الممثلين العرب في الكنيست واستقالات ضباط وجنود دروز مغرر بهم في صفوف الكيان الى الشكوى المقدمة للأمم المتحدة من قبل لجنة المتابعة العربية العليا لفلسطيني 48 ضد "اسرائيل" حيث أكدت الشكوى على الأبعاد التي يحملها قانون القومية، ضد الثوابت الفلسطينية ، وحق تقرير المصير ومكانة وحقوق الفلسطينيين التاريخة بما فيها الحقوق الثقافية واللغوية والدينية دون ان ننسى تشريع الاستيطان وهدم مكانة اللغة العربية.
حراك آخر على ساحة فلسطين، سلطة رام الله أصدرت عدة قرارات وصفت من جميع الفصائل بأنها احادية الجانب تكرس مبدأ الفردية، وفي غزة رمز الصمود الفلسطيني ما زالت مسيرات العودة على زخمها وما زالت الطائرات الورقية تكبر وتمتد، بينما المصالحة الفلسطينية تراوح في مكانها، ويجري الحديث عن هدنة بين حماس ودولة الكيان قوامه هدنة بدون ضمانات حقيقية وتحركات أممية ومصرية وقطرية بهذا الصدد، تؤكد حماس أنها مع رفع الحصار عن غزة من أي جانب دون التفريط بالمبادىء والثوابت الوطنية وأن غدا لناظره قريب.