زاوية عبدالله العظم
تداول قيادات في الحركة الإسلامية فيما بينها فكرة جديدة تشكل انقلاب على الذات ولكنها وفي الوقت نفسه تشير الى معطيات ترقى الى الفهم الواقعي بين صفوفها. حيث تعمق البعض منهم بحق الورقة التي تقدمت بها جهات اخوانية ترمي الى الإعتراف بالإنتخابات الماضية والإعتراف الرسمي من الجبهة والحزب بمجلس النواب عبر بيان يشير لذلك او عبر وسائل اخرى مطروحة الا انه وبطبيعة الحال فقد لاقت تلك الفكرة اعتراضا من اطراف اخرى من الحركة تخوفا من زيادة حجم الإنقسامات فيها. وبالمقابل هناك اعضاء في الحزب والجبهة وعلى رأسهم قياديون رحبوا بالمقترح الذي اصبح لاحقا فكرة مقبولة للدراسة ولم تخرج الى طور التنفيذ ووجهات النظر المختلفة تقول ان مثل هذا التوجه يمهد الى حد كبير لكسب الشارع برغم ان هذا الطرح غير مقنع لجهات الشد المعاكس وهو من وجهة نظرهم سيؤدي الى افراغ الحركة من محتواها حيث لم تدفق تلك القوى السياسية تعبيرات البعض التي رسمها اصحابها والخروج من الأزمة الداخلية في التغيير بأدوات اللعبة السياسية والدخول في المواجهة مع الحكومة والبرلمان عبر الطرق الموازية في قبول الآخر والتخلص من الأسلوب الصدامي لفرض القرارات والتوجهات في كل ما تراه الحركة لإحداث تغييرات موجبة في الأنظمة والقوانين الإصلاحية بشكل مرن ومن خلال ما يرشح من معلومات تشير لرفض ذلك من قياديي الحركة وآخرين من اعضائها وتعنتهم امام ما يذكر بين الحين والآخر من المتقدمين الذي صاغوا افكارا جديدة بقصد صهر الجبهة والحزب في مجتمع اكثر قبولا لهم بقصد إجراء ترميمات للحركة تعطي اندفاعا فيها نحو مسيرة الإصلاح بالعدد الجديدة والتغير النمطي لقواعد العمل السياسي ولأغراض تؤدي لاستحداث حكومة ظل من الحزب والجبهة ومن اطراف اخرى متعددة الأطياف من خارج اطار الحركة اكثر فعالية من مثيلتها تلك والتي هي في مواجهة حكومة الدولة الرسمية. ويبقى السؤال هل سنرى منصور او بني ارشيد وآخرين بعد حين متجهين الى مجلس النواب للمباركة ام ان هؤلاء سيبقون رافضين حتى لمبادرات التقدميين الذين برزوا من صلب الحركة والإنفصال عن التيار التقدمي الإسلامي.