المحامي موسى سمحان الشيخ
فلسطين اليوم تزهر حرية وتبرعم استقلالا كدأبها في كل عهد وكل حين شهيد يرفع البيرق ويضرب الاحتلال في عمق مغتصاباته وعمره لم يتجاوز 17 عاما، أنه محمد طارق ابن كوبر المحاصرة اليوم من جهاتها الأربع والمشتبكة مع العدو بكل ما تملكه من إرادة واصرار على اقتلاع اكبر اجرام عرفته الانسانية، أصاب الفتى محمد – وهو اسم على مسمى- أصاب مقتلا من العدو واثبت لنفسه أولا ولقريته المناضلة الباسلة – كوبر ثانيا ولفلسطين الكبيرة بتضحياتها ثالثا وللمرجفين الخائفين أولا وعاشرا ان فلسطين إنما تكبر وتتعملق بقدر ما تضرب العدو وتدميه، الأهم أن الضفة الغربية تستطيع أن تفعل الكثير وتقدم النموذج الذي كانته يوما اذا اعطيت الفرصة "وملصت" من عصا التنسيق الأمني المشين ونجت من الاجواء السلبية السائدة التي تحاول تصفية كل عمل نضالي حقيقي يقطع يد العدو ويضربه تحت الحزام كما فعل ابن قرية كوبر محمد طارق.
بالأمس وعلى موعد مع محمد ومع أبطال الأقصى الذين أرغموا العدو على فتح البوابات وأنهاء الحصار بل وعلى وقع بطولات شهداء العودة الذين وصل عددهم الى 155 شهيدا عدا عن مواجهات هنا وهناك غطت معظم ساحات الوطن المحتل الذي لا يكل ولا يمل للتصدي للعدو الغاصب على ضوء ذلك جاء خبر الافراج عن عهد التميمي رمز المقاومة وابنة الـ 17 عاما كما محمد طارق عمريا وتضحية، ستخرج عهد من سجنها وتنشق من براثن جلاديها بينما سيبقى مئات الأطفال وراء القضبان ناهيك عن الأسرى الافذاذ رجالا ونساء ستخرج عهد وهي أقوى من قبل وستقول بالفم الملآن وبشعرها الجميل المنكوش، ستقول للنائب عن حزب الليكود ادرين هازان "لست ارهابية صغيرة هكذا قال اليميني المتطرف وستصفعه كما صفعت الجندي على أرض قرية النبي صالح البلطة " أنتم يا هذا لم تصنعوا مني بطلة) عقوبة 8 اشهر في السجن وسط عذابات لا تحصى تجاوزتها "عهد" فاحتفى بها العالم الحر بأسره تماما كا تحتفي بها فلسطين اليوم، لا أدري ولو تخيلا لو لم يستشهد محمد طارق بعد ان أبلى بلاء حسنا هل كان سيكون رفيقا أو صديقا أو زوجا ربما ل عهد سيما والقريتان على غير مبدعه من بعضهما بعضا؟؟
ثمة أوباش كثر في ساحتنا الفلسطينية تبدو علائم اللامبالاة على وجوههم وهم على قلتهم ينطبق عليهم قول افلاطون (الثمن الذي يدفعه الطيبون لقاء لا مبالاتهم بالشؤون العامة هو ما يجعل الاشرار يحكمونهم" كلنا عهد التميمي وكلنا محمد طارق وكلنا أبناء غزة الأبية التي هي اليوم كما في كل يوم تسير قوافل الشهداء وتنتظر سفن الحرية مؤكدة على حتمية الانتصار.